جار التحميل...

°C,
تزامناً مع مؤتمر "كوب 27"

مزارعو مصر: تغير المناخ أضر كثيراً بالحقول الزراعية في دلتا النيل

November 18, 2022 / 1:48 PM
يؤكد خبراء ومزارعون أن الملوحة المرتفعة في دلتا النيل بمصر له أسباب متعددة، بما في ذلك الإفراط في استخراج المياه الجوفية واستخدام الأسمدة ومبيدات الآفات، لكنهم يشيرون إلى أن الضرر الكبير يأتي بسبب تغير المناخ الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع مستويات سطح البحر ودرجات الحرارة في جمهورية مصر العربية، وهو موضوع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 27" الذي تستضيفه البلاد هذا الأسبوع.
الشارقة 24 – رويترز: 

بدأ عماد عطية رمضان زراعة الأرز في قطعة أرض مساحتها 12 فدانا "5 هكتارات" على أطراف مدينة دمياط المصرية، متخلياً عن زراعة الطماطم، التي لم تعد تنمو جيداً في تربة زادت ملوحتها بشكل كبير قرب ساحل البحر المتوسط.

ويذكر رمضان وهو يجمع العشب البري من أرضه ويتحقق من علامات تراكم الملح بها أن الأرز يُباع بسعر أقل، لكن مياه الري المستخدمة لزراعته تساعد في تطهير الأرض من الملح مما يعطيه فرصة للنمو.

ورمضان هو أحد عشرات آلاف المزارعين الذين يكافحون للتكيف مع زحف الملوحة في دلتا النيل، وهي مثلث أخضر خصب مكتظ بالسكان ويتجه نحو البحر إلى الشمال من القاهرة ويمثل أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في مصر.

وعلى حدود أرضه يوجد حقل أصفر جاف قاحل بسبب الملوحة، وحاول رمضان استخدام المواد الكيميائية دون تأثير يذكر وأكد أن ملوحة التربة تزداد كل سنة.

ويفيد خبراء ومزارعون أن ارتفاع الملوحة في الدلتا له أسباب متعددة، بما في ذلك الإفراط في استخراج المياه الجوفية واستخدام الأسمدة ومبيدات الآفات.

لكنهم يقولون إن الأمر يزداد سوءاً بسبب تغير المناخ الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع مستويات سطح البحر ودرجات الحرارة في مصر، وهو موضوع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 27" الذي تستضيفه البلاد هذا الأسبوع.

تتضمن قمة المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية خططاً لمساعدة 4 مليارات شخص يعيشون في المناطق المعرضة للخطر، جنباً إلى جنب مع تحديد أهداف أكثر صرامة بشأن الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ويقول علي أبو سبع، المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا"، إنه بالنسبة لمزارعي الدلتا، تتراوح خيارات التكيف من إنشاء أحواض زراعة مرتفعة، أو استخدام قوالب الزراعة الطولية، لتحسين كفاءة الري والصرف، إلى استخدام سلالات بذور جديدة.

وأوضح وائل السيد، وهو مزارع في شرق الدلتا بالقرب من مدينة الزقازيق، أن الأحواض المرتفعة ساعدته في توفير الأسمدة والمياه، وضاعفت إنتاجية محصول القمح.

لكن البعض الآخر يكافح من أجل معالجة التربة وغسلها وهم يقومون بتجربة محاصيل جديدة أو يعتمدون على الدورات الزراعية.

قرب مدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، على بعد حوالي 28 كيلومتراً إلى الجنوب من البحر، أشار إبراهيم عبد الوهاب، وهو مهندس زراعي يدير أراضي 15 مزارعاً من أصحاب الحيازات الصغيرة، إلى قطعة أرض مليئة ببقع من التربة الجرداء ونبتات القطن التي تغير لونها تأثراً بحروق الملح.

منذ حوالي عقد من الزمان، كانت الطماطم والخيار والبطيخ والأناناس تُزرع على نفس تلك الأرض، ولكن الآن يتم زراعة المحاصيل الأكثر تحملاً للملوحة مثل القطن والبنجر والأرز. 

وتحدث عبد الوهاب عن عدم انتظام هطول الأمطار ونقص المياه الصالحة للري الذي جعل الزراعة أكثر صعوبة.

وأضاف عبد الوهاب أن الملوحة تجعله يحتاج إلى غرس ضعف كمية البذور واستخدام سماد إضافي لتحقيق كثافة المحاصيل الطبيعية، لكن الإنتاجية لا تزال متأثرة.

وتعتمد مصر، التي يبلغ عدد سكانها 104 ملايين نسمة، بشكل كبير على استيراد الغذاء، وعادة تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، ويقتصر إنتاجها الزراعي إلى حد كبير على وادي النيل الأوسع، حيث يمكن أن تكون المياه شحيحة وتكافح السلطات لمنع الناس من البناء على الأراضي الصالحة للزراعة.

وأظهر تقرير للبنك الدولي نُشر هذا الشهر، أن مصر هي خامس دولة على الصعيد العالمي عرضة للتأثير الاقتصادي لارتفاع مستوى سطح البحر على المدن، وسط وجود مخاطر على الزراعة ومياه الشرب من الفيضانات والتعرية وتسرب المياه المالحة.

ومن المتوقع أن تنخفض غلة المحاصيل الغذائية في مصر بأكثر من 10% بحلول عام 2050 بسبب ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه وزيادة ملوحة مياه الري، وفقاً لورقة بحثية نشرها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية العام الماضي. 

وتشير بعض الدراسات إلى أن التأثير في منطقة الدلتا قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
 
November 18, 2022 / 1:48 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.