أجمع المتحدثون في جلسة "على خطى ابن بطوطة"، على القيمة التاريخية والرمزية للتراث الثري الذي خلفته مدونات الرحالة العرب، باعتبارها من أهم الوثائق التي تعرفنا على ثقافات الشعوب وخصائصهم في الحقب القديمة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
الشارقة 24:
اتفق المتحدثون في جلسة "على خطى ابن بطوطة"، على القيمة التاريخية والرمزية للتراث الثري الذي خلفته مدونات الرحالة العرب، باعتبارها من أهم الوثائق التي تعرفنا على ثقافات الشعوب وخصائصهم في الحقب القديمة، وما تمثله من مادة بحثية غنية حتى يومنا الحالي، رغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل النقل والاتصالات والنشر.
جاء ذلك، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعاليات الدورة الـ 41 حتى الثالث عشر من نوفمبر الجاري، ببرنامج غني بالفعاليات والعروض وورش العمل والجلسات الحوارية.
واستضافت الجلسة كلاً من الدكتورة كلوديا ماريا تريسو، المستشرقة الإيطالية والباحثة في جامعة تورينو، والتونسية دكتورة ليلى العبيدي، أستاذة الأدب في جامعة الشارقة، للحديث عن الأثر الكبير الذي لا يزال يمثله كتاب الرحالة المغربي "تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والمعروف برحلة ابن بطوطة، في الجلسة التي أدارها الكاتب والصحفي الأردني محمد أبو عرب، وبحضور نيكولا لينير، سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة.
وكانت كلوديا تريسو، أول من ينقل كتاب ابن بطوطة إلى اللغة الإيطالية عام 2006، الذي دون فيه أخبار رحلته في القرن الرابع عشر، ما حدا بها إلى التركيز على أهمية الترجمة في مطلع حديثها، مختارةً أن توجهه بلغة عربية رصينة، قائلةً: "رغم أننا نعيش في عصر العولمة، ما تزال معرفة الحضارات الأخرى سطحية ومقتصرة على عدد ضئيل من الأشخاص"، مستشهدةً بالقرآن الكريم في قوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
أما عن كتاب محمد بن بطوطة، فقد أكدت تريسو على أهمية رحلته قائلة: "إنها نصٌ أساسي لمعرفة جانب مهم من تاريخ القرون الوسطى في معظم أنحاء العالم المعروف آنذاك، على الرغم من كونها سرداً لتجربة شخصية وليس كتاباً علمياً في التاريخ". مؤكدةً على الفارق الجوهري بين أدب الرحلات، الذي يوثق ككتاب ابن بطوطة، لمشاهدات الحياة اليومية للناس العاديين، على عكس كتابات المؤرخين التي تركز فقط على الشؤون الرسمية، وأصحاب السلطة.
من جانبها، قالت الدكتورة ليلى العبيدي، الحائزة على جائزة الشيخ زايد للكتاب، في دورتها السادسة 2011/2012 إن الإنسان كان ولا يزال شغوفاً بالسفر والترحال، لكنه كان يتكبد الكثير من العناء فيه قديماً، مضيفةً أن ابن بطوطة وإن كان قد خرج في رحلته من طنجة بغرض الحج، إلا أنه كثيراً ما سعد بخروج القوافل التي رافقها عن مسارها الأصلي طوال العقود الثلاثة التي استمرت فيها رحلته، مؤكدةً أن الوثيقة التي تركها لها قيمة أنثروبولوجية، وإثنولوجية، واجتماعية عظيمة، لأنها عرفتنا على ثقافات الشعوب، التي زارها ابن بطوطة، وخصائصها، مع كم هائل يلخص كل جوانب حياتها.