الشارقة 24:
أكد خبراء في كتابة السيناريو ضرورة وجود رسالة مجتمعية في العمل الدرامي، لافتين إلى أن غيابها يفقد العمل الفني قيمته، جاء ذلك في جلسة حوارية، حملت عنوان "طريقك إلى السيناريو الناجح"، في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، واستضافت كاتبة السيناريو المصري هاني سرحان والروائية وكاتبة الدراما الكويتية منى الشمري، وأدارها المخرج والممثل المصري محمد غباشي.
الواقع والرسالة
كاتب السيناريو هاني سرحان، كاتب مسلسل "الاختيار" و"الفتوة" و"رجال الظل"، وغيرها، أكد أهمية الصوت الأخلاقي في كتابة الدراما، لأن المجتمع أمانة، لكن الدراما أيضاً واقع وانعكاس لحكايات الناس، موضحاً أن تجربته في عالم الفتوات تجربة ثرية، وهو عالم غاص فيه نجيب محفوظ روائياً، لكن مازال فيه الكثير لم تقدمه السينما، ويرى أن من حقه أن يجربه ويراه من زوايا ثانية، ويختار الجزئية الملهمة في العمل الروائي، ففي العمل الدرامي المقاييس بصرية وليست أدبية، وهنا يكمن الاختلاف بين الرواية والسيناريو، مع أن هناك كتاب سيناريو كبار قدموا أعمالاً بمقاييس استثنائية وكأنهم قدموا بكتابة روايات مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد وغيرهم.
أزمة السيناريو
سرحان الذي أسس «مصنع الحكايات»، وهو مركز متخصص لكُتّاب ومطوّري السيناريو وتعزيز الأعمال الدرامية والسينمائية العربية، قال: "إنه وجد نفسه في عالم السيناريو حتى لا يصاب بالجنون، لأن ثمة أسئلة في عقله تريد أن تخرج، وحين بحث عن مدارس لتعلم السيناريو لم يجد أي مدرسة متخصصة بهذا الفن، كما أن المراجع والكتب المتخصصة قليلة، فبدأ في تعليم نفسه وكانت التجربة والاستفادة من الأخطاء أفضل مدرسة"، موضحاً أن الدراما العربية في تطور مستمر، والمنصات الجديدة تفتح افاقاً واعدة، "لذلك لابد أن نطوّر من أنفسنا".
"خادمات المقام"
منى الشمري، الفائزة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، لهذا العام، بجائزة أفضل كتاب عربي عن روايتها "خادمات المقام"، قالت: "إن هذه الرواية تدور أحداثها في جزيرة فيلكا الكويتية، وما يوجد بها من أضرحة ومزارات، ترتادها مجموعة من النسوة يبحثن عن حظوظ وغايات، وتسلط الرواية الضوء على تعلق الناس بالوهم، كما تحفظ الأماكن وتاريخها"، لافتة إلى أنها الآن في مرحلة تحويل هذه الرواية إلى مسلسل تلفزيوني من جزئين، حيث ستنتقي من الرواية ما يناسب التلفزيون.
وأشارت الشمري إلى أن الدراما تقدم نوعاً من أنواع المتعة الممزوجة، ولابد أن تحمل رسالة للمجتمع، ويعول عليها في طرح الأفكار بشكل مؤثر، مؤكدة أن الدراما العربية بحالة تطور مستمرة وهناك أعمال عربية جيدة.
بين النص والشاشة
وعن الفروق بين الكتابة الروائية وكتابة السيناريو، قالت إن حساسية القارئ الأدبي تختلف عن المشاهد، فقارئ الأدب ينساق نحو اللغة، أما في العمل التلفزيوني فتؤثر عليه العناصر البصرية من أزياء وإخراج ومتعة بصرية وموسيقية.
وعن الدراما الخليجية، تحدثت الشمري عن تاريخ الدراما الكويتية، حيث كانت رائدة في هذا الفن، عبر نجوم كبار وصلوا العالم العربي، مبينة أن إعادة إنتاج تلك الأعمال أمر لا معنى له، لأن لكل تاريخ ظروفه، لكن بالإمكان إنتاج أعمال جديدة تواصل حكاية تلك السلاسل التلفزيونية، موضحة أن الوسائط الجديدة جعلت الدراما تدخل كل بيت، لأن الناس يحبون القصص الواقعية.