الشارقة 24:
أكد المخرج الإيطالي جوليو فيتا، المخرج الفني لـ"مهرجان غاريمبا السينمائي الدولي" في إيطاليا، أن معظم صناع الأفلام المبتدئين لا يعرفون أن نجاح الفيلم القصير يعتمد على عدة عوامل، أبرزها الفكرة التي يتناولها الفيلم، ونوعه، ومدته، وطريقة تصويره، والجمهور الذي يستهدفه، وطرق الترويج له والتعريف به، وسبل توزيعه على شركات الإنتاج، وعرضه على المنصات الإلكترونية وفي المهرجانات السينمائية العالمية.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "توزيع الأفلام القصيرة - من يشتري فيلمي؟" أدارها الكاتب والمخرج اللبناني شادي زين الدين، الحاصل على زمالة الريادة الثقافية من مؤسسة اليابان عن فيلمه "بنشي"، خلال فعاليات اليوم الثاني (الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر) من الدورة التاسعة لـ "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب"، في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات" بالشارقة.
واستعرض جوليو فيتا، عضو لجنة تحكيم دورة العام الماضي من المهرجان، أهمية تحديد نوع الفيلم القصير، كالوثائقي والرسوم المتحركة "الأنيميشن" والخيالي، بالإضافة إلى مدته التي تتراوح من عشرين ثانية حتى عشرين دقيقة، إلى جانب توضيح رسالته التعليمية أو الترفيهية، فضلاً عن الجمهور الذي يستهدفه.
ونوه فيتا إلى أن الفيلم القصير لا يتناسب مع جميع أذواق الجمهور وفئاتهم العمرية، فحتى الأفلام الطويلة التي تحقق أعلى الإيرادات على شباك التذاكر، كأفلام المخرج ستيفن سبيلبرغ على سبيل المثال، لا تتناسب مع أذواق جميع الجماهير.
وأضاف: "ينبغي أن يعرف المخرج نوع الفيلم والجمهور الذي يستهدفه لأن هذه المعرفة تساعده على اختيار الطريقة الصحيحة لتوزيعه، فالأفلام القصيرة تعطينا حرية أكبر من الأفلام الروائية الطويلة، ابتداءً بالأفلام التجريبية، والبيئية، وانتهاءً بأفلام الأطفال واليافعين، ضمن مسارين رئيسين، الأول هو العمل على الأفلام القصيرة مع الوكلاء وشركات الإنتاج، وبيعها للقنوات التلفزيونية، والثاني هو المسار الأمريكي السائد الذي يستخدم الفيلم القصير كمقدمة للعمل على الفيلم الروائي الطويل".
وأشار جوليو فيتا إلى أهمية إعداد ملف صحفي Press Kit جاذب ومختصر للتعريف بالمخرج وفيلمه القصير في سطر واحد أو بضعة سطور فقط، واستخدام صور معبرة تجسد الرسالة التي يود المخرج إيصالها.
ونوه فيتا إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، وتبني المنهج الذي يركز على المخرج لا على الفيلم، فالمخرج باقٍ وسيواصل أعماله وأفلامه القصيرة، أما الفيلم فهو مؤقت وخصوصاً في ظل وفرة الأفلام القصيرة، حيث يشهد العالم إنتاج أكثر من عشرة آلاف فيلم قصير سنوياً.
وحول اختيار المنصات الإلكترونية أو المهرجانات السينمائية للعرض الأول للفيلم القصير، أشار المخرج الإيطالي إلى ضرورة تجنب المهرجانات السينمائية الكبرى مثل مهرجان كان، ومهرجان البندقية، ومهرجان سيدني، لأنها مخصصة للإنتاجات الكبيرة، والبدء بالمهرجانات المحلية الصغيرة التي توفر قاعدة جماهيرية، ثم التوسع والانتقال إلى المهرجانات الأكبر تدريجياً، في المدينة، ثم الدولة، فالمنطقة والقارة والعالم، ولهذا ينبغي إعداد استراتيجية وميزانية مستقلة لحضور المهرجانات السينمائية، والمشاركة فيها.
واستعرض فيتا أسواق الأفلام القصيرة، وأبرزها سوق "مهرجان كليرمون فيران الدولي للفيلم القصير"، الذي يجمع صناع الفيلم القصير من جميع أنحاء العالم، فحتى لو لم يقع اختيار السوق على الفيلم، توفر المشاركة للمخرج فرصة أرشفة فيلمه في مكتبة المهرجان، والتعرف على صناع الأفلام القصيرة، وتبادل التجارب والخبرات معهم ومشاهدة أفلامهم، لأن التواصل هو أهم خطوة في صناعة الأفلام، حيث توازي أهميته الموهبة والقدرة الإبداعية لصناعة الفيلم.
وشدد فيتا على ضرورة استثمار المشاركة في المهرجانات والأسواق السينمائية كمنصات للترويج للأفلام وتوزيعها، ولقاء شركات وخبراء الإنتاج والتوزيع، ومناقشة فرص التعاون المشترك المحتملة معهم، وتوسيع قاعدة الجمهور، والتعرف على ردود أفعال المشاهدين خارج الدائرة المحلية، والاستماع إلى آرائهم وتقييماتهم للفيلم.
واختتم الضيف الجلسة بتسليط الضوء على دور المهرجانات السينمائية في تعزيز خبرات صانع الفيلم القصير، والارتقاء بمسيرته المهنية، والتعرف على النظراء والزملاء من صناع الأفلام المبدعين، وترسيخ العلاقات الاجتماعية والمهنية معهم، والتي تعد أمراً صحياً لصانع الأفلام القصيرة.
يشار إلى الدورة التاسعة لـ"مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب" 2022، التي تنظمها مؤسسة (فن) المعنية بتطوير ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة في دولة الإمارات، تتضمن 8 جلسات حوارية تقام في الفترة 10-15 أكتوبر في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات" بالشارقة.