جاب جنود، اليوم الجمعة، شوارع عاصمة بوركينا فاسو، وأغلقوا مداخل المباني الإدارية، بعد أن دوى إطلاق النار وسُمع صوت انفجار بالقرب من قصر الرئاسة، مما أثار مخاوف من انقلاب ثان في البلاد، خلال ثمانية أشهر.
الشارقة 24 – رويترز:
نزل جنود إلى شوارع عاصمة بوركينا فاسو، اليوم الجمعة، وأغلقوا مداخل المباني الإدارية، بعد أن دوى إطلاق النار وسُمع صوت انفجار بالقرب من قصر الرئاسة، مما أثار مخاوف من انقلاب ثان في البلاد خلال ثمانية أشهر.
وفي البدء، سُمع صوت الأعيرة النارية حوالي الفجر في المعسكر الرئيسي للجيش في واجادوجو، وفي بعض المناطق السكنية، وتوقف بث التلفزيون الرسمي.
وبحلول الظهيرة، كانت المدينة التي تعج في مثل ذلك الوقت بالدراجات النارية والسيارات هادئة.
وكانت المركبات العسكرية منتشرة في الشوارع الخالية، كما ظلت المدارس والبنوك والشركات مغلقة.
وحثت السفارة الأميركية، الرعايا الأميركيين على الحد من حركتهم.
وليس من الواضح بعد، ما إذا كان إطلاق النار والانفجار جزءاً من محاولة انقلاب، لكن مصادر أمنية تقول إن هناك إحباطاً في القوات المسلحة لعدم وجود تقدم في محاربة الإرهابيين.
واستولى مجلس عسكري يقوده الكولونيل بول هنري سانداوجو داميبا، على السلطة في بوركينا فاسو، بانقلاب في 24 يناير الماضي.
ويحمل أحدث اضطراب في البلاد، علامات الانقلابات العسكرية الأخرى التي اجتاحت غرب ووسط أفريقيا، خلال العامين الماضيين، لتطيح بتقدم ديموقراطي استمر عقوداً.
ومن بين أسباب الانقلابات، عنف ارتكبته جماعات إرهابية، استولت على أجزاء كبيرة من شمال بوركينا فاسو وأجزاء من مالي والنيجر المجاورتين.
ورحب مدنيون بالمجالس العسكرية الحاكمة، يحدوهم أمل ضعيف في أنها ستكون أكثر نجاحاً في احتواء المتمردين من سابقيهم المنتخبين ديموقراطياً.
وأوضح إيريك همفري سميث المحلل الكبير للشؤون الأفريقية في فيريسك مابلكروفت، إذا حقق النجاح سيكون سادس استيلاء غير دستوري على السلطة في منطقة الساحل في العامين الماضيين، وأضاف إذا لم ينجح سيكون إضافة لعينة لوضع الديموقراطية في المنطقة.
ومكان رئيس المجلس العسكري الحاكم داميبا غير معروف اليوم الجمعة، ومن المتوقع أن تعقد حكومته مؤتمراً صحافياً بعد الظهر، لإطلاع وسائل الإعلام على الوضع الأمني.
وكان استيلاؤه على السلطة في يناير الماضي، قد قوبل بترحاب كبير من المدنيين الذين فاض بهم الكيل من عجز حكومة الرئيس السابق روش كابوري عن كبح جماح الإرهابيين المرتبطين بتنظيمي القاعدة و"داعش".
وقتل الإرهابيون، آلاف الأشخاص في السنوات الماضية.
وتعهد داميبا، الذي غالباً ما شوهد في الأماكن العامة مرتدياً الزي العسكري ونظارات الطيارين الشمسية، باستعادة الأمن، لكن الهجمات في الدولة الفقيرة بشدة في غرب أفريقيا، اشتدت وصار الجيش في حالة فوضى، وزادت خيبة أمل الناس العاديين الذين منحوه تأييدهم في يناير الفائت، بحسب المصادر الأمنية.
وقتل مهاجمون مجهولون، أحد عشر جنديا خلال هجوم هذا الأسبوع على قافلة مؤلفة من 150 مركبة، كانت تنقل إمدادات إلى بلدة في شمال بوركينا فاسو، بينما لا يزال 50 مدنياً في عداد المفقودين.
وفر الملايين من منازلهم، خوفاً من المزيد من الهجمات التي يشنها مسلحون كثيراً ما يستخدمون الدراجات النارية في مهاجمة المجتمعات الريفية.
وزادت الاحتجاجات على الجيش في المدن في أنحاء بوركينا فاسو هذا الأسبوع، وكان أحدها في بلدة كايا في شمال البلاد، يوم السبت، حيث طالب المشاركون في الاحتجاج الحكومة ببذل المزيد من الجهد لتحسين الوضع الأمني.