نظم مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، هاكاثون "ابدأ في الشارقة"، بالشراكة مع الهلال للمشاريع، وبالتعاون مع جامعة خورفكان، و"الإمارات للتعليم المدرسي"، ومجلس الشّارقة للشّباب، خلال الفترة 16 - 18 سبتمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 150 شكلوا 14 فريقاً.
الشارقة 24:
كرّم مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، الفرق الثلاثة الفائزة بهاكاثون "ابدأ في الشارقة"، الذي نُظِم بالشراكة مع الهلال للمشاريع، وبالتعاون مع جامعة خورفكان، و"الإمارات للتعليم المدرسي"، ومجلس الشّارقة للشّباب، خلال الفترة 16 - 18 سبتمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 150 شكلوا 14 فريقاً، وتم اختيار أفضل 3 أفكار منهم للفوز بجوائز قيمة وفرصة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع.
ويعد هاكاثون "ابدأ في الشارقة"، الذي اختتم فعالياته أمس الأحد، أحد برامج مركز "شراع"، الهادفة إلى تعزيز التفكير الريادي لدى الأجيال الشابة، وإتاحة الفرصة لهم للتوصل إلى حلول وأفكار مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية، وتحويلها إلى مشاريع ريادية ناجحة، واستهدف في نسخته هذا العام، التوصل لحلول مستدامة في قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية.
وشهد الهاكاثون، فوز مشروع "أوكتينير" بالمركز الأول، وهو نظام مسح ضوئي متقدم يُسهّل تحويل مستندات الموانئ الورقية إلى رقمية، ويعمل على تحسين أنشطة الميناء اللوجستية من خلال استخدام تقنية اتصال المجال القريب NFC، حيث تحمل كل حاوية علامة رقمية تحتوي جميع بياناتها وتعريفاً بمحتوياتها، ويتم قراءتها بواسطة الماسح الضوئي المرفق بالرافعة في الميناء، إذ يتيح التحقق الأوتوماتيكي تسريع وتسهيل عملية التخليص الجمركي.
أما المركز الثاني، فذهب لمشروع "السيف"، وهو نظام متكامل يوفر حلولاً شاملة في عمليات الموانئ لإدارة تدفق المعلومات، وترشيد استهلاك الموارد، وتجنب تناقض المعلومات في عملية التوثيق، وتتبع الأسعار والسفن، وتقديم تصريحات السفر الإلكترونية، وتسهم الحلول الرقمية التي يقدمها الفريق بإدارة تدفق المعلومات بشكل فاعل بين جميع الجهات المعنية، وتتبع خطوط ومركبات الشحن، كما تُوفر الشفافية في الأسعار، وتعزز عملية التوثيق من خلال تحديثات التحقق من المعلومات، وتساعد على تلبية تطلعات المتعاملين.
في حين كان المركز الثالث من نصيب مشروع "بورت سكيور"، وهو نظام يتيح للموانئ الوصول إلى برنامجها بناء على نموذج العضوية، حيث يتنبأ البرنامج بمكامن عدم الكفاءة وأوجه القصور في أنشطة الموانئ، ويقدم معايير تشغيل داخلية جديدة تساعد الموانئ على ضمان السرعة والأمان.
وتلقت الفرق الفائزة، جوائز مالية وفرصة للمشاركة ببرامج "شراع" المتخصصة لتطوير الفكرة وإمكانية تحويلها لشركة ناشئة.
وتهدف المشاريع الفائزة، إلى دمج ممارسات الاستدامة عبر سلاسل التوريد وقطاع إدارة الموانئ، لضمان المرونة والحفاظ على البيئة.
وتمكنت الفرق الفائزة من الوصول إلى منصة التتويج، بعد منافسة قوية مع نخبة من المبدعين الذين قدموا أفكاراً ابتكارية في مجالات سلاسل التوريد، والخدمات اللوجستية، وإدارة الموانئ، وتم تكريم أصحابها بجوائز نقدية لدعم مشاريعهم والمساهمة في تطبيقها على أرض الواقع.
توليد روح الابتكار
وأوضحت نجلاء المدفع المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، أود أن أتوجه بالشكر لشركائنا على تعاونهم المستمر والبناء في تنظيم الهاكاثون، الذي يعكس التزام "شراع" باستكشاف المواهب الشابة والاستثمار فيها، وحرصه على تقديم الدعم لها في كل الأوقات، بما يسهم في التوصل لحلول مستدامة وغير مسبوقة لتحديات العصر.
وأشارت المدفع، إلى أن الهاكاثون ركز أيضاً على الأثر المجتمعي للمشاريع المقترحة، فالمشروع الريادي الحقيقي لا يهتم بتحقيق الربحية فقط، وإنما أيضاً بإحداث أثر إيجابي يعم المحيطين فيه والمجتمع المحلي والمنطقة التي يعمل فيها، وأعتقد أن الأفكار التي شهدناها اليوم لقطاع الموانئ والخدمات اللوجستية، تدل على مدى الإدراك والفهم العميق للمتسابقين الشباب لهذا المبدأ.
بدوره، أوضح بدر جعفر المدير التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، أن منطقتنا تواصل ازدهارها بالمواهب الريادية، ويتوجب تشجيع الشباب الرواد على التحلي بالشجاعة في أخذ المزيد من المخاطر المحسوبة عند البحث عن حلول إيجابية لتحديات العصر، وتبني النجاح أو الفشل بنفس الديناميكية، ويعد تمكين الشباب وتنمية ريادة الأعمال المحلية من العناصر الأساسية لاستراتيجية المواطنة المؤسسية لدى الهلال للمشاريع، ويتماشى مع جهود الحكومة لخلق بيئة أعمال مواتية، مكنت الشارقة من أن تصبح مركزاً إقليمياً بارزاً للابتكار وتطوير نظام بيئي مزدهر للشركات الناشئة، وتفخر شركة الهلال للمشاريع بشراكتها الطويلة الأمد مع مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، الذي يواصل بناء منصة ريادية شاملة ومستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.
تعزيز الفكر الإبداعي
من جهته، أعرب الأستاذ الدكتور أحمد الشماع مدير جامعة خورفكان، عن سرور جامعة خورفكان، بالتعاون مع مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، بهدف تعزيز التفكير الريادي للأجيال الشابة، وأضاف أن هذه الأنشطة مهمة جداً لجامعتنا لأنها تساعد على تثبيت رؤية ورسالة الجامعة نحو تحقيق التطوير الفكري والشخصي والمهني لطلابنا، حيثُ تتمثل أهدافنا وغاياتنا الرئيسية في بناء أساس قوي لطلابنا من خلال الأبحاث والابتكارات للتأكد من أنّ طلابنا الخريجين سيكونون مستعدين في المستقبل لدعم إمارة الشارقة والدولة والمنطقة في اقتصاد المعرفة على المستوى العالمي.
5 مراحل
ومن خلال الهاكاثون، تعرف المشاركون على نهج "التفكير التصميمي" لتأسيس المشروع، الذي يرتكز على 5 مراحل رئيسة هي: التحليل والتصميم، وتطوير النموذج، والتنفيذ، والتقييم، بالإضافة إلى بناء الفرق المتنافسة.
وقدّم ممثلون عن شركتي "غلفتينر"، وهي شركة خاصة ومستقلة لإدارة الموانئ والخدمات اللوجستية، والتي تقوم بتشغيل ثلاثة موانئ رئيسية في دولة الإمارات بالنيابة عن دائرة موانئ الشارقة، وهي: محطة الشارقة للحاويات، ومحطة حاويات خورفكان، وميناء الحمرية، و"مومينتوم لوجيسكتس"، شركة تقديم الخدمات اللوجستية كطرف ثالث، شرحاً وافياً للمشاركين حول سلسلة التوريد والصناعات اللوجستية وكيفية عملها والفرص الكامنة فيها، وتحدثوا عن الجوانب المختلفة للعمليات في إدارة ميناء خورفكان، ثم طلبوا من المشاركين التفكير في الحلول والأفكار التي من شأنها جعل العمليات وأنشطة الميناء أكثر استدامة ومرونة في مواجهة التحديات العالمية.
وبدوره، أوضح تيم هاس المدير التنفيذي للعمليات لشركة غلفتينر، أنه يسر غلفتينر أن تدعم هاكاثون "ابدأ في الشارقة"، لتشجيع روح الابتكار وريادة الأعمال بين صناع المستقبل، وتابع تتمتع منطقتنا بموقع مثالي كمركز عالمي للخدمات اللوجستية، ومع التعليم المستمر والإرشاد، سيظل شبابنا في طليعة التكنولوجيا الناشئة، والاستفادة منها في تطوير حلول لتحديات سلسلة التوريد العالمية ودعم الاستدامة الاقتصادية.
ومن خلال المعلومات المكتسبة، استطاعت الفرق المشاركة، تحديد احتياجات المستخدمين المستهدفين، واتباع أسلوب التفكير الإبداعي للوصول إلى حلول مبتكرة، والخروج بنماذج أولية، واختبار الحلول للتحقق من قابليتها للتطبيق والوصول إلى الأهداف المحددة.
وتم اختيار مدينة خورفكان لعقد الهاكاثون، باعتبارها أكبر مدن الإمارة على الساحل الشرقي، والمحور الرئيسي للتنمية الاقتصادية فيها، في ظل اهتمام القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل لتطوير المدينة وافتتاح المرافق والمنشآت الحيوية فيها، والتي كان أحدثها جامعة خورفكان، التي تشكل إضافة علمية مهمة للمشهد التنموي في الإمارة.