تناول متخصصون وخبراء وجهات حكومية وخاصة خلال مشاركتهم في "منتدى الذكاء الاصطناعي"، الذي نظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، في مقره الرئيس بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الأربعاء، تجاربهم في استخدام ودمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في أعمالهم وخدماتهم.
الشارقة 24:
استعرض متخصصون وخبراء وجهات حكومية وخاصة خلال مشاركتهم في "منتدى الذكاء الاصطناعي"، الذي نظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال (شراع)، في مقره الرئيس بمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الأربعاء، تجاربهم في استخدام ودمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في أعمالهم وخدماتهم، لافتين إلى دور الذكاء الاصطناعي في نمو القطاعات بصفته أداة رئيسة من أدوات الثورة الصناعية الرابعة.
وركز المنتدى، الذي شهد حضور سعادة سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات، ونجلاء المدفع المديرة التنفيذية لـ(شراع)، وممثل من مكتب وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، والمدراء العامون من شرطة الشارقة وعدد من رؤساء الشركات والمديرين التنفيذيين في جهات حكومية وخاصة، بالإضافة إلى 150 مشاركاً من الشباب وأصحاب الشركات التقنية وأصحاب الأفكار الريادية، على الممارسات المتبعة والفرص الاستثمارية الكامنة وراء دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص.
واستعرضت شرطة الشارقة وشركات ناشئة تابعة لـ "شراع" تجاربهم في استخدام ودمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم أعمالهم وخدماتهم، لافتين إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في نمو القطاعات بوصفه أداة رئيسة من أدوات الثورة الصناعية الرابعة.
ويأتي تنظيم "شراع" للمنتدى بالشراكة مع كل من: مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وشرطة الشارقة، وصندوق الاتصالات وتقنية المعلومات، وبالتعاون مع كل من: شركة "إيفوتيك"، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة الشارقة، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2031، والتي تركز أحد محاورها على بناء فرق عمل لتعزيز الذكاء الاصطناعي وصياغة خطط استراتيجية مشتركة لزيادة تطبيق آليات الذكاء الاصطناعي في مختلف الجهات.
دعم المشاريع الذكية
وأكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن دولة الإمارات حريصة على دعم المشاريع الهادفة والأفكار الخلاقة لتطوير القطاعات الاقتصادية الرقمية التي تتبنى أساليب الذكاء الاصطناعي في عملها وخدماتها وتفعيل الآليات الرقمية بما يسهم في تسريع عمل كافة الجهات وضمان الاحترافية واستثمار أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها بما يحقق أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي للإمارات 2031".
وأضاف العلماء، في كلمته المرئية التي تم بثها خلال الحدث: "نريد من خلال المنتديات والبرامج وهذه الشراكات النوعية بين المؤسسات والجهات المختلفة أن نحقق اقتصاداً رقمياً رائداً، ونصمم حلول رقمية متميزة تعزز الاستباقية وترفع جودة الحياة، وترتقي بمستوى الأداء الحكومي وتسرع الخطى نحو التنمية في المستقبل الرقمي.
تحديات المستقبل على تنوعها تصنع فرصاً تحسينية في مختلف المجالات لتقديم خدمات أفضل
من جهته، أكد سعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد العام لشرطة الشارقة، أن تحديات المستقبل بمختلف أنواعها تصنع فرصاً تحسينية في شتى المجالات، ولابد من استثمارها في عمليات تطوير الخدمات المقدمة".
وأضاف، في كلمته خلال المنتدى: "مستعدون للعمل مع (شراع) لتبني مشاريع الذكاء الاصطناعي في مجال العمل الأمني وخدماته، وتقديم الدعم الكامل لها حتى ترى النور، ونكون شركاء في النجاح، فأدوارنا جميعاً تكاملية في الحفاظ على الأمن، وتتم على أساس شراكات بناءة".
توظيف التقنيات الحديثة في تقديم أفضل الخدمات وتسريع التحول الرقمي في الدولة
ومن جانبه، أكد سعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات، أن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، تتبنى تطوير الجيل الجديد من الخدمات الحكومية الرقمية المستقبلية، من خلال توظيف التقنيات الحديثة والحلول المبتكرة في تسريع وتيرة التحول الرقمي لتقديم أفضل الخدمات على مدار الساعة بما يسهم في تحسين حياة المجتمع وبناء مستقبل أفضل.
وأشار إلى تجربة حكومة دولة الإمارات في توظيف تكنولوجيا البصمة البيومترية للوجه في تسجيل المتعاملين في تطبيق الهوية الرقمية، والتحديات التي واجهتها وكيفية التغلب عليها من خلال الاعتماد على الحلول الذكية ما أسهم في توفير آلاف الساعات من أوقات المتعاملين والموظفين، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والشراكات الفاعلة بين مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأفراد المجتمع خصوصاً الشباب، لدعم مسيرة التحول الرقمي في الدولة وتقديم خدمات متطورة تعود بالفائدة على جميع فئات وأفراد المجتمع.
أبواب الاختراع
وقالت نجلاء المدفع: "أتوجه بالشكر لجميع الشركاء الذين عملوا معنا لتنظيم هذا المنتدى، الهادف إلى استعراض مجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي القابلة وإمكانية دمجها في مختلف القطاعات".
وأضافت: "أصبحت التطورات التكنولوجية المتسارعة سمة هذا العصر، وما هي إلا سنوات حتى نرى الذكاء الاصطناعي بمختلف تطبيقاته يدخل كل جزء من حياتنا، ليساعدنا كبشر على أداء مهامنا بسهولة وكفاءة أكبر، وهذا بالطبع سيفتح الباب أمام اختراعات وتقنيات جديدة كلياً لم يتطرق إليها أحد بعد، وجميعها تشكل فرصاً لمشاريع وأعمال ريادية وابتكارية".
وأكدت أن المنتدى يشكل فرصة للمجتمعين من المؤسسين وأصحاب المشاريع الواعدة المهتمين بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي للتعرف عن كثب إلى مجموعة من التجارب التطبيقية لأحدث التقنيات في هذا المجال، وطبيعة التحديات التي واجهتها وكيفية تجاوزها، كما أنه فرصة لصقل مهارات الشباب وتحفيزهم، مع تأكيدنا على أهمية الجانب الأكاديمي لاكتساب المعرفة والمهارات الضرورية.
تقنيات ذكية
وخلال عرض تقديمي في المنتدى، أكدت شرطة الشارقة أنها وفرت 5 حاضنات أعمال، أتمت تحويل 50 فكرة مبتكرة إلى مشاريع حقيقية، انتقلت بعدها إلى عرض مجموعة من أحدث الابتكارات والحلول والمنتجات التي طورتها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل الشرطي، وتعزيز الجانب الأمني في الإمارة، تضمنت كاميرات الضبط المروري الذكية، وطائرات "درونز" استطلاعية، وأخرى مخصصة لمخاطبة الجماهير في الساحات العامة، وطائرات بدون طيار لبلوغ الأماكن التي يصعب الوصول إليها في الحالات الاعتيادية.
كما عرضت شرطة الشارقة مزايا الدورية المرورية الذكية، التي تتضمن 5 أنواع مختلفة من الكاميرات، إحداها تتعرف إلى الوجوه، لافتةً إلى أن الدورية مزودة بطائرة "درون" مع مهبط، وزجاج خلفي يتضمن شاشة لتوجيه حركة السير أو إعطاء تعليمات للسائقين وقت الحاجة.
الذكاء الذاتي
واستعرض نديم الشيخلي، نائب الرئيس التنفيذي في إيفوتيك، خلال جلسة حوارية، مدى التقدم في تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في الإمارات، مشيراً إلى نجاح الدولة في تصدر العديد من المناطق حول العالم في التطبيق العملي لأنظمة الذكاء الاصطناعي، لاسيما في الخدمات الحكومية.
وأضاف الشيخلي أن هناك حاجة لتعزيز الخبرات وتأهيل المزيد من الكوادر، واستكشاف المزيد من مسارات تطبيق الأنظمة الذكية، ما يسهل الانتقال إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعرف بـ "الذكاء الذاتي".
وأوضح أنه مع التطور المتنامي في المجال التقني، توصلت البشرية إلى مستوى ذكاء للآلة يمكنه اتخاذ قرارات بسيطة، لكن مع استمرار التطور على الوتيرة الحالية فسنشهد خلال الأعوام المقبلة مرحلة يمكن فيها للأنظمة والروبوتات اتخاذ قرارات أصعب، ما يمهد لدخول مرحلة "الذكاء الذاتي"، وهو نظام معقد للغاية تصل فيه درجة الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها بدون تدخل بشري، بناء على فهم الأنظمة والروبوتات للعواطف والظروف المحيطة بها.
المسار الأكاديمي
وشهد المنتدى جلسة شارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور عباس عميرة عميد كلية الحوسبة السحابية والمعلوماتية في جامعة الشارقة، والدكتور فادي أحمد العلول، عميد كلية الهندسة في الجامعة الأميركية في الشارقة، والأستاذ سلطان الحجي، نائب رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للشؤون العامة وعلاقات الخريجين، تناولوا فيها أهمية مواكبة المساقات العلمية للمستجدات التقنية، لاسيما الذكاء الاصطناعي، ودور الجامعات في تأسيس جيل من الكوادر المؤهلة القادرة على الابتكار والتوصل لحلول للتحديات بالاعتماد على ذكاء النظم والآلات، واستعرضوا جهود الجامعات الثلاث ومنجزاتها في هذا مجال الذكاء الاصطناعي، لافتين إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بما يسهم في تشخيص الأمراض وعلاجها بدقة، وتطبيقاته في علوم الحياة مثل الفنون والرسم والتصوير، وغيرها.
منتجات ذكية
وعرضت شركتان ناشئتان من أعضاء "شراع" حلولاً وابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وشاركتا تجربتهما من منظور الشركات الناشئة في هذا القطاع، إذ قدم محمد عبد الرحمن الزرعوني، الرئيس التنفيذي لشركة "بيوند إكس" للذكاء الاصطناعي، عرضاً حول أنشطة شركته التي تتبنى تحويل نماذج الأعمال التقليدية إلى أخرى أكثر تطوراً باستخدام الذكاء الاصطناعي، عبر تقديم توصيات شفافة وقابلة للتطبيق والمراقبة والتدقيق لتمكين القوى العاملة.
أما عدنان السوسي، المدير التنفيذي لشركة "دي فزي Defuzzy"، فاستعرض أفكار شركته لصناعة السفن السطحية غير المأهولة الأساسية، والسفن المشغلة عن بُعد، والمركبات الأرضية غير المأهولة، والتقنيات البرمائية جميعها عاملة بالذكاء الاصطناعي.