الشارقة 24:
تناولت مجلة "الناشر الأسبوعي" في عددها الجديد التحديات التي تواجه نشر كتب الأطفال في الوطن العربي، وأكد ناشرون ومبدعون للمجلة التي تصدر عن "هيئة الشارقة للكتاب"، أن أبرز التحديات يتمثل في ندرة المؤلفين والرسّامين والمترجمين المعنيين بالإبداع الموجه إلى الطفل، فضلاً عن زيادة تكلفة النشر في ظل ظروف صعبة متتالية تمر بها صناعة النشر عربياً وعالمياً.
وكتب رئيس هيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، سعادة أحمد بن ركاض العامري، افتتاحية العدد "أول الكلام"، عن احتفاء إمارة الشارقة بإيطاليا ضيف شرف الدورة الـ 41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، وقال: "يأتي الاحتفاء بأرض دانتي في الشارقة عاصمة الثقافة، وعاصمة الكتاب، وعاصمة الحكمة، تطبيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونهج سموه في تعزيز روابط التعاون والشراكة مع مختلف الثقافات"، مضيفاً أن سموه يؤكد دائماً "على مبدأ الشراكة الثقافية بما يتضمنه من قيم عليا، تقوم على احترام التنوع والتعددية والاختلاف".
وتابع أحمد العامري: "وفق هذه الرؤية الحكيمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، نسير بعزم، ونواصل العمل باجتهاد، وبين أيدينا خريطة الطريق الثقافية التي رسمها لنا سموه، ليكون للثقافة العربية مكانها الذي يليق، ليس بماضيها فحسب، وإنما بحاضرها ومستقبلها أيضاً".
وأشار رئيس هيئة الشارقة للكتاب إلى العلاقات العربية الإيطالية، والتي تعود إلى أكثر من ألف عام، وقال: "كان للثقافة العربية أثر جليّ في الثقافة الإيطالية منذ زمن صقلية، أثناء حكم الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، إذ تواصل الحكم العربي أكثر من قرنين ونصف القرن".
وتضمن العدد الجديد من "الناشر الأسبوعي" موضوعات تتعلق بصناعة النشر وحركة التأليف والقراءة، من بينها حوار مع الروائية والشاعرة السنغالية نفيسة ضياء ضيوف، التي كتبت عن الحرب واحتلال فلسطين والانتفاضة والفصل العنصري، وأكدت في الحوار "للثقافة العربية أثر استثنائي على مساري الإبداعي".
ونشرت المجلة حواراً مع الكاتبة والمترجمة المغربية سلمى الغزاوي، والكاتب والناشر الجزائري رابح خدوسي، ومقالات ودراسات عن المسرحي والشاعر البولندي غروتوفسكي، والرواية الهندية، ومكتبة تمبكتو، والكاتبة الهولندية ليزيت جونكمان، فضلاً عن مراجعات للكتب وأخبار عن إصدارات جديدة.
وتحت عنوان "توثيق الضوء والأثر" كتب مدير التحرير، الشاعر علي العامري زاويته "رقيم" التي جاء فيها: "يشكّل مشروع الشارقة الثقافي بكل فروعه وامتداداته رافعةً من روافع النهوض بالأمة"، وقال: "إذا تساءلنا عن الحضور العربي، بين الأمس واليوم، سنجد الفاعلية الحضارية في ذروتها كانت في الماضي، عندما كنّا شمس العالم في الأدب والعلوم والفنون والفكر، ما انعكس إيجابياً على معنى وجودنا ومكانتنا العالية، آنذاك". وأضاف: "بينما لو نظرنا إلى حالنا اليوم، سنجد صورةً باهتةً نتيجةً لركوننا الذاتي من جهة، ونتيجةً لمخلّفات الآخر الاستعماري".