عاد الهدوء إلى طرابلس، غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة، اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت، أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً و159 جريحاً، لكن الأزمة لم تنته بعد، والوضع الأمني غير مستقر إطلاقاً، مع انتشار مجموعات مسلحة ذات ولاءات متغيرة، ومؤثرة جداً.
الشارقة 24 – أ ف ب:
شهدت طرابلس، عودة للهدوء الحذر، غداة اشتباكات بين مجموعات مسلحة، اندلعت في العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت، أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً و159 جريحاً، حسب حصيلة رسمية.
وسمع إطلاق نار كثيف ودوي قصف مدفعي، طوال ليل الجمعة ويوم السبت حتى حلول الظلام، في عدد من أحياء العاصمة، وسط فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.
وتتنافس حكومتان على السلطة منذ مارس الماضي، واحدة مقرها طرابلس ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها المشير خليفة حفتر.
وتبادل رئيس حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا، الاتهامات بشأن الاشتباكات الأخيرة.
وحمّل فتحي باشاغا، الدبيبة المسؤولية عن الاشتباكات في طرابلس، وأوضح في بيان، أن حالة الفوضى الأمنية في طرابلس، أحدثتها مجموعات تأتمر بأمر زعيمها الدبيبة الذي انتهت ولايته وشرعيته.
وأصدر الادعاء العسكري في طرابلس، وفق رسالة نشرتها وسائل إعلام محلية، مذكرات منع من السفر بحق عدد من المسؤولين بينهم باشاغا، على خلفية الاشتباكات التي شهدتها طرابلس، كما أصدر الدبيبة تعليمات تقضي بالقبض كل عسكري أو مدني تورط في الاشتباكات.
وتسببت الاشتباكات، بحالة من الرعب في صفوف المدنيين في مناطق وسط العاصمة، التي تعد من أكثر الأحياء اكتظاظاً بالسكان والمرافق الخدمية.
وأوضح محمد عباية "38 عاماً، الذي يعيش في حي شهد معارك، لقد كانت صواريخ من تلك المضادة للطائرات تحلق فوق رؤوسنا في مبان سكنية.
من جانبه، أكد لطفي بن رجب، وهو متقاعد يعيش في نفس الحي، "كنا مرعوبين حقاً".
ودعت الأمم المتحدة، الأطراف الليبية، إلى الحوار لحل الخلافات، وحثت في بيان، كافة الأطراف على الانخراط في حوار حقيقي لحل المأزق السياسي الحالي، وعدم اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهم.
لكن الأزمة لم تنته بعد، والوضع الأمني غير مستقر إطلاقاً لا سيما في طرابلس، حيث ما زال عدد لا يحصى من المجموعات المسلحة ذات الولاءات المتغيرة والمؤثرة جداً.
وأوضح ولفرام لاشر الخبير الدولي في شؤون ليبيا، أن المجموعات المسلحة التي وجدت نفسها في جانب واحد في قتال الأمس في طرابلس، ستشتبك غداً على الأراضي والمواقف والميزانيات.
وأضاف الخبير في المعهد الألماني الدولي للشؤون الدولية والأمنية، أن الفصائل التي كانت موالية للدبيبة أمس ستتحداه غداً، هذه قصة لا نهاية لها.