في يوم المرأة الإماراتية، أكدت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أن هذه المناسبة السنوية تعد اعترافاً بدور ابنة الإمارات وإنجازاتها في خدمة الوطن والمجتمع ودعماً لها في تشكيل وإثراء الوعي والوجدان باعتبارها الأم والأخت والابنة التي تأخذ على عاتقها النهوض بأسرتها ووطنها.
الشارقة 24:
يعد يوم المرأة الإماراتية، الموافق 28 أغسطس من كل عام، اعترافاً بدورها وإنجازاتها في خدمة الوطن والمجتمع ودعماً لها في تشكيل وإثراء الوعي والوجدان باعتبارها الأم والأخت والابنة التي تأخذ على عاتقها النهوض بأسرتها ووطنها، كونها نصف المجتمع خاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي تظله بها القيادة الرشيدة للدولة التي لم تدخر جهداً في سبيل إتاحة الفرص أمام المرأة للتحصيل العلمي والابتكاري والتنافسي والعمل شأنها شأن شريكها الرجل.
ويحمل شعار الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية لهذا العام "واقع ملهم مستقبل مستدام" تجسيداً للواقع الذي تعيشه المرأة الإماراتية المشرق والمليء بالنجاحات والإبداعات والإنجازات الملونة بالعزيمة والإرادة والفرح، والملهمة تجاه مستقبل أكثر استدامة وديمومة لها وللمجتمع والوطن في ظل دولة لا تعرف المستحيل وتتصدر المراكز الأولى في شتى الميادين.
ومن هذا المنطلق، تحتل المرأة مركزاً متقدما ضمن أولويات دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، المعنية بشرائح كثيرة في المجتمع، خاصة تلك المحتاجة الى رعاية واهتمام واحتواء ومساعدة ان كانت معنوية أو مادية أو نفسية وغيرها، إضافة إلى تقديم خدمات اجتماعية علاجية ووقائية وإنمائية في مجال الضمان والرعاية والحماية والتأهيل للأفراد والأسر والمجموعات من ذوي الظروف الاجتماعية الخاصة ودراسة المشكلات الاجتماعية لإيجاد الحلول ودعم اتخاذ القرار إسهاماً في عملية التنمية المستدامة لمجتمع الشارقة، وصولاً إلى تحقيق رسالتها وهي "نحو مجتمع يتمتع بالرفاهية والأمن والاستقرار الأسري والاحتواء الاجتماعي".
وإذا ما استعرضنا الخدمات التي تقدمها الدائرة للمرأة نجد أنها موجودة في أكثر من إدارة، فهي حاضرة وبقوة في مركز حماية المرأة، والذي يستقبل المرأة المعنفة، ويقدم لها المساعدات والبرامج بل ويعدها لاستعادة ثقتها بنفسها كرأب الصدع بينها وبين شريكها، وبينها وبين أسرتها فتلجأ إلى المركز لحمايتها.. وصولاً إلى حل يرضي جميع الأطراف، وبالفعل حقق المركز الكثير من النجاحات منذ افتتاحه وأرجع الأمان والاستقرار للكثير من النساء، والدليل على ذلك بأن الحالات المحولة من الجهات المختصة لا تستمر طويلاً بالمركز بل يتم احتوائها وحل مشكلتها ومدة البقاء في المركز تتراوح بين يوم وسنة.
وبهذا الشأن تقول مريم اسماعيل مدير مركز حماية المرأة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، الحالات منذ افتتاح المركز عام 2011 حتى بداية 2022، تراجعت كثيرا في العام 2022، ما يعني أن معدل المشاكل الزوجية والأسرية قد انخفض عن الأعوام الماضية، وهو مؤشر جيد مرده أن المرأة الإماراتية تحظى بالاهتمام من الجميع، والقانون كفل لها جميع حقوقها.
وعن تمكين المرأة أجابت مدير مركز حماية المرأة يعد التمكين أحد أهداف المركز الأساسية ونحن نعمل على تمكين المنتسبة وتأهيلها، من ثم دمجها بالمجتمع، ودمجها مع أسرتها والتأكد من سلامة الدمج، من خلال مراقبة مدى استقرار وضعها مع أسرتها وتجاوبها معهم، وبنفس الوقت نتابع مع الأسرة أو الطرف الآخر المتسبب بالمشكلة من خلال لقاءات مع الأخصائيين، بهدف الإصلاح بينهم.
ربات المنازل
وفي الجانب الآخر، اهتمت دائرة الخدمات الاجتماعية بربات المنازل وأصحاب المشاريع المنزلية من خلال مركز "إنتاج" التابع لها، ومنحتهم فرص جديدة للمساهمة في التنمية الاقتصادية وحولت أحلامهن إلى حقيقة، خاصة وأن المركز والذي تأسس عام 2009 يعمل على رفع المستوى الاقتصادي للأسر المستفيدة من الإعانات الاجتماعية ومنتسبي دور الإيواء من خلال تمكينهم بالإنتاج المنزلي وطرح منتجات وخدمات تنافسية من خلال تأهيل وتدريب الأسر أو أحد أفرادها المستفيدين من الإعانات الاجتماعية ومنتسبي دور الإيواء في الدائرة على الإنتاج المنزلي، كما ويتيح لهم الفرص لتسويق منتجات وخدمات المستفيدين من خلال معارض ومشاركات واتفاقيات ومنافذ التوزيع إما من خلال المتجر الإلكتروني أو من خلال مقرهم وكذلك من خلال المعارض.
و"بنت الصحراء" قصة امرأة إماراتية تدعى فاطمة محمد السراح انضمت إلى أسرة "إنتاج" لتحقق مشروعها التجاري في صناعة التحف والهدايا التراثية واللوحات الفنية، والتي كما تقول: كان بمثابة إعادة رسم حياتها كلها، بسبب التطور والاستفادة والنجاح الذي حققته خاصة بعد حصولي على رخصة "اعتماد" التجارية، إذ يسهل المركز الحصول عليها لعضواته بناء على اتفاقية مع الدائرة الاقتصادية بالشارقة وبسعر معقول ومدروس.
وترى أن عمل المرأة ومشاركتها في التنمية الاقتصادية أمر مهم للغاية، بغض النظر عن أحوالها المادية أكانت جيدة أم سيئة، لأنه يمنحها الثقة بالنفس والاكتفاء المادي والأسري والمجتمعي. مؤكدة على استفادتها من الانضمام الى "إنتاج" والاستفادة من المزايا التي يوفرها للعضوات من تسويق وترويج ومشاركة بالمعارض وعرض المنتجات على المتجر الإلكتروني التابع للمركز وغير ذلك، وبالفعل أصبحت حياتي منظمة، وكل خطواتي مدروسة، وتحسن وضعي المادي وربيت أولادي لوحدي وسجلتهم في المدارس والجامعات، وأصبح لدي مشروعي الخاص "بنت الصحراء".
الاهتمام بكبيرات السن
وبعد، فاهتمام الدائرة بالمرأة الإماراتية لم يقف عند ذلك، بل كان جليا وواضحا وعلى درجة كبيرة من الإنسانية، وتجلى بالاهتمام بكبار السن من خلال دار رعاية المسنين والذي يعد من أوائل دور العناية بهذه الشريحة على مستوى الإمارات، والذي كان بمثابة الحضن الدافئ لهذه الشريحة والتي تحظى باهتمام رفيع المستوى من القيادة بالدولة، وعن هذا الحضن تروي أحدى المقيمات فيه قصتها، حيث تقول: كبرت وترعرعت في بريطانيا، وأصبحت قابلة قانونية، وعملت لسنوات طويلة في هذا المجال، وتزوجت وأنجبت ولدا أصبح رجلا الآن، ولكني في وقت من الأوقات تركت كل شيء ورائي ورجعت إلى الإمارات لأقيم أنا وزوجي فيها إلى أن توفاه الله ولم أرجع إلى بريطانيا حيث الأصدقاء والمعارف بل فضلت الانضمام إلى الدار، لرغبتي في العيش بسلام في بيئة مسلمة: أؤدي فروض الصلاة في موعدها واستمتع بسماع صوت الآذان من الجامع الموجود في باحة الدار الخارجية، وأعيش شيخوختي بأمان في هذا المكان الذي استرحت به، ويوفر لي كافة احتياجاتي من كافة النواحي إضافة إلى تنظيم الرحلات داخل وخارج الدولة وأداء العمرة واستقبال الضيوف الراغبين في الإفطار معنا بشهر رمضان المبارك، وغيره الكثير بحيث لا أشعر. أبداً بالغربة.
الرعاية الصحية تطيل الأعمار
وتعقب مريم القطري مدير دار رعاية المسنين بالقول، أن اهتمامنا بكبار السن يتماشى مع مبادرات الشارقة مدينة مراعية للسن، وبالتالي نقدم خدمات لكبار السن نفسية واجتماعية وصحية وقانونية وهذه الخدمات تؤدي إلى الحفاظ على صحتهم ومشاركتهم بالفعاليات داخل الدار وخارجها وفي كل المناسبات الأعياد والأيام العالمية خاصة يوم الأسرة حيث يكتظ المكان بالزوار الراغبين بإمضاء الوقت مع رواد الدار، ونوفر لهم الشعور بالأمان والطمأنينة، كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى إطالة أعمارهم لسنوات أكثر، فمثلا أكبر مسنة في الدار هي سيدة تبلغ من العمر 98 سنة، وهي بصحة جيدة ولا تعاني من أية أمراض مع محافظتها على تناول أدويتها لأمراض الشيخوخة ومتابعة الكادر الطبي لها.
دراسات وأبحاث
واللافت في اهتمام الدائرة بالمرأة لا يقتصر على تقديم الخدمات والمساعدة في حل مشاكلها، إنما هناك جانب في غاية الأهمية والاهتمام، وهو حرص الدائرة على دراسة واقع المرأة من خلال البحوث والدراسات التي تقوم بها إدارة المعرفة المعنية بهذا الجانب، والتي تضم نخبة من الأخصائيين والباحثين في هذا التخصص، حيث أنجزت الإدارة أخيرا، دراسة ميدانية بعنوان "مشكلات المرأة العاملة في رعاية الأطفال" في إمارة الشارقة، للأمهات الإماراتيات والمقيمات، بينت أن دخل الزوجة يمثل نحو 46.1% من إجمالي دخل الأسرة.
وبلغت العينة من الأمهات العاملات بإمارة الشارقة بنسبة 78.3% أمهات إماراتيات، و21.7% أمهات مقيمات. وجاء متوسط دخل المرأة العاملة الإماراتية نحو 22346 درهم وجاءت نسبة مساهمة دخل الأمهات المواطنات لإجمالي دخل الأسرة نحو 44.3%، بينما جاء متوسط دخل المرأة العاملة الوافدة نحو 12268 درهم وجاءت نسبة مساهمة دخل الأمهات الوافدات لإجمالي دخل الأسرة نحو 61.4%.
في تحليل لمدى كفاية دخل الأسرة لتلبية الاحتياجات فقد جاءت النتائج لتشير إلى أن نحو 21.8% من أسر السيدات العاملات يملكون دخل كاف يمكنهم الادخار منه، بينما نحو 44.5% من أسر السيدات العاملات دخلهم يكفي لتلبية كافة احتياجات أسرهن دون ادخار، بينما يوجد نحو ثلث عينة الدراسة 33.6% دخلهم غير كاف لتلبية احتياجات الأسرة بدرجات متفاوتة ومعظمهن من الأمهات الوافدات.
تحديات
وكشفت الدراسة عن أبرز التحديات التي تواجه من الأمهات العاملات اللواتي يتركن أطفالهن بدور الحضانة هو ارتفاع اشتراك الحضانة بما يثقل على الأسرة كما أشار نحو 60%، بينما أشار 40% لمشكلة تتعلق بتكرار مرض الطفل بسبب التكدس بدور الحضانة، بينما عدم توافر حضانات يجبر الأم للذهاب لدار حضانة بعيدة عن سكن وعمل الأم جاء ليمثل 25%، بينما 15% من الأمهات يواجهن مشكلة تتعلق بعدم توافق مواعيد الحضانة مع مواعيد عمل الأم، بالإضافة لتحديات أخرى بنسب أقل مثل اكتساب الطفل لسلوكيات سيئة، أو تعرض الطفل للعنف من أقرانه الأطفال بالحضانة.