يعمل شاب فلسطيني يدعى محمود الكفارنة مع أشقائه في قطاع غزة على مشروع تعتمد فكرته على إعادة تدوير البلاستيك عبر صهره تحت درجات حرارة عالية جداً لاستخراج الوقود.
الشارقة 24 – أ ف ب:
يطلب محمود الكفارنة من أحد عماله إشعال مزيد من الحطب أسفل خزان ملأه بنحو طن من مادة البلاستيك ليقوم بصهره وتحويله إلى وقود يبيعه في السوق المحلي في قطاع غزة الذي يشهد أزمة طاقة تؤدي إلى ارتفاع أسعارها.
يعمل الكفارنة، "25 عاماً" في جباليا المحاذية للحدود الشمالية مع إسرائيل، مع أشقائه في المشروع الذي تعتمد فكرته على إعادة تدوير البلاستيك عبر صهره تحت درجات حرارة عالية جداً.
وتستغرق عملية الصهر وقتاً طويلاً خاصة لملء الخزان الذي تبلغ سعته طناً ونصف الطن من البلاستيك، وهي كمية كافية لإنتاج ألف لتر من الوقود.
وأمام الخزان الموضوع في أرض مفتوحة شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، يقول الكفارنة إن "الفكرة جاءت من الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة المستمر منذ 2007 والذي أدى غلى أزمة وقود متجددة تأثر بها قطاع الكهرباء".
وأضاف الشاب الحاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال "نعتمد في العمل طريقة بدائية ومعدات بسيطة محلية الصنع"، موضحاً أنه استعان بالإنترنت لتطوير فكرته وخاض في 2018 عدة تجارب فاشلة قبل أن يتمكن بعد 8 أشهر من استخراج الوقود.
وتابع: "الخزان لا يستوعب أكثر من طن ونصف الطن من البلاستيك بينما تستمر عملية استخراج الوقود لمدة تتراوح بين 12 و14 ساعة".
وتمر عملية إعادة التدوير بمراحل عدة قبل أن يتم تكرارها إذ يحتاج إلى ثماني ساعات على الأقل لتبريد الخزان وتنظيفه.
ويتبخر البلاستيك المصهور في المرحلة الأولى قبل تكثيفه عبر تبريده بالماء للحصول على الوقود. ويتصل الخزان المغلف بالطين لضمان حفظ الحرارة بأنبوب موصول بخزان آخر يحتوي على ماء.
ويعمل الخزان الثاني على تكثيف البخار الذي يتحول بدوره إلى وقود يتم تعبئته في غالونات عبر صنبور موضوع إلى جانب الخزان.
ويقوم فريق العمل بفصل البنزين عن السولار عبر جهاز آخر.
لا يعترف الكفارنة بوجود أي مخاطر صحية أو بيئية للمشروع الذي لا يستخدم العاملون فيه أيا من وسائل السلامة، وقال: "لا يوجد مخاطر والمنطقة تعتبر صناعية وخالية من السكان".
في المقابل أكد مدير المعهد الوطني للبيئة والتنمية أحمد حلس أن "الظاهرة كارثية وتنم عن فوضى عارمة ولا تستند لأي ضوابط أو معايير أو رقابة بيئية".
وشدد حلس على أن "المواد الكيميائية التي تنتج عن حرق البلاستيك هي مواد سامة بحتة واستنشاقها سبب مباشر وقطعي في انتشار الأمراض خصوصا سرطان الرئة"، منتقداً اعتماد المشروع على طريقة عشوائية وبدائية تلحق ضرراً كبيراً جداً بالعمال وبجميع السكان.
وأضاف: "الخزان المستخدم بحد ذاته يعتبر قنبلة موقوتة يمكن حدوث انفجار فيه وهذا أمر عواقبه وخيمة".
لكن الكفارنة مقتنع بأن المشروع يساعد على إنتاج كمية كبيرة من مادة الغاز أيضاً، ويعترف في الوقت نفسه "لا نعرف كيف نستغل الغاز لذلك نقوم بتبخيره عبر وضعه في الماء حتى لا يؤثر على البيئة".