جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في ظل تنامي شعبيتها بالمملكة مؤخراً

فرق العراضة الشامية مصدر دخل وفرح للاجئين سوريين في الأردن

09 يوليو 2022 / 12:16 AM
تعتبر رقصات ومبارزات العراضة الشامية التقليدية، مصدر دخل للكثير من أعضائها من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية في بلدهم إلى الأردن المجاور، ومصدر فرح في المناسبات الأردنية، من حفلات الزفاف إلى المهرجانات، مروراً بفعاليات افتتاح المحال التجارية الجديدة وحفلات التخرج واستقبال الحجاج.
الشارقة 24 - أ ف ب:

يغني لاجئون سوريون فروا من الحرب الأهلية في بلدهم إلى الأردن المجاور، بفرح على قرع الطبول، ويؤدون رقصات العراضة الشامية التقليدية التي زادت شعبيتها في المملكة مؤخراً، للحفاظ على تراثهم، وكسب مصدر دخل إضافي.

وازدادت شعبية فرق العراضة الشامية في المناسبات الأردنية، من حفلات الزفاف إلى المهرجانات، مروراً بفعاليات افتتاح المحال التجارية الجديدة وأحداث أخرى، كحفلات التخرج واستقبال الحجاج.

ويؤدي أعضاء فرقة "باب الحارة" عرضهم، مرتدين زيهم الشامي القديم المكون خصوصاً من شروال أسود وصدرية لماعة مقصّبة وشال ملفوف حول الوسط.

ويوضح الأردني فهد شحادة (55 عاماً)، الذي استقدم فرقة "باب الحارة" لإحياء حفلة أعدها في منزله وسط العاصمة عمّان، بمناسبة تخرج اثنين من أبنائه من الجامعة، أنهم يضيفون أجواءً من الفرح لاحتفالنا.

ويضيف أنا أردني لكني من أصول سورية، وأحببت أن آتي بهذه الفرقة، فأنا معجب بمهاراتهم في الرقص وموسيقاهم وملابسهم وأغانيهم.

تقليدياً، عُرفت "عراضة"، التي اشتُق تعريفها من الكلمة العربية "عرض"، بتقديم أغنيات معدلة لتتناسب مع مناسبات مختلفة.

وتتكون فرقة العراضة من قائد يسمى الوصيف، إضافة إلى ما بين عشرة وعشرين رجلاً آخر يجيدون اللعب والمبارزة بالسيف والترس، والرقص وضرب الطبول.

ويمزج أعضاء الفرقة، بمهارة بين الرقص وحركات السيف والدرع والغناء، وذروة الأداء تأتي في النهاية حين يدوّر اثنان من أعضاء الفرقة السيوف في الهواء قبل الانخراط في لعب السيف الاحتفالي.

ويشير معتز بولاد (60 عاماً)، قائد فرقة "باب الحارة" الذي تعلم هذا الفن في دمشق عندما كان في العشرين من عمره وعلّمه لاحقاً لأولاده الثلاثة، إلى أن العراضة اشتُهرت في مناسبات عمّان وتؤديها الفرقة تقريباً بشكل يومي في الصيف، وأسبوعياً في الشتاء.

ويؤكد بولاد، الذي غادر دمشق عام 1988 وأسس فرقته في الأردن، أن العراضة تشكل مصدر دخل إضافي لسوريين تراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً، فروا بعد عام 2011 من أتون الحرب في سوريا.

ويوضح أنه بينهم من لم يكن يجيد الرقص، جاء إلينا وتعلم هنا على يدي ويد أبنائي لكي يحسنوا وضعهم المادي.

ويؤكد بولاد، أن أغلب أعضاء الفرقة يعملون عملاً آخر، منهم طلاب جامعات ومحاسبون وعمال مطاعم وخياطون وكهربائيون، وهذا العمل الإضافي يدر عليهم مبلغاً متواضعاً من المال يساعدهم في حياتهم اليومية.

وبالنسبة للراقصين ومبارزي السيف والترس، يوضح أحمد أبو شادي (43 عاماً)، وهو أب لثلاثة أطفال فر من سوريا للأردن عام 2013 ويعمل سباكاً، أن هذا الفن يساعده في تخفيف أعباء الحياة.

ويضيف مع السباكة هناك أيام عمل وأيام بدون عمل ولا زبائن، ويتابع يدفعون لي 15 ديناراً (20 دولاراً) في كل مرة أخرج فيها مع الفرقة، رغم أنه مبلغ صغير إلا أنه يساعد في حياتي.

ويوضح بولاد، أن العراضة الشامية تراث شعبي قديم وفلكلور سوري أصيل، يعود تاريخه إلى مئات السنين، اشتهرت به أحياء دمشق القديمة وتناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل.

من جانبه، يؤكد عازف في الفرقة فضل عدم الكشف عن اسمه، وفر من حمص في سوريا عام 2018، أنه يعمل في أحد المختبرات الطبية، إلا أن دخله الشهري لا يكفيه هو وزوجته، مشيراً إلى أن عمله في المختبر يدر عليه ما بين 200 و250 ديناراً أردنياً (300 إلى 350 دولاراً).

ويضيف أنه قدم طلب لجوء في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، على أمل أن يبدأ حياة جديدة في الخارج.

وعلى الرغم من النزوح والتحديات المالية، لا تزال العراضة الشامية جزءاً مهماً من حياة أحمد أبو شادي، الذي يوضح أن هذا الفن جزء مهم جداً من هويتنا السورية، ويجب أن نحافظ عليه ونعلّمه لأبنائنا وأحفادنا.

ويشير إلى أن هذا الفن "في دمي وعروقي، أنا أعشقه ولا أستطيع أن تخيل نفسي بدون هذا الفن الأصيل، ويضيف سأستمر بتقديم هذا الفن أينما ذهبت، لكني طبعاً أفضّل أن تتحسن الأوضاع يوماً كي نعود جميعنا لبلدنا سوريا.
July 09, 2022 / 12:16 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.