الشارقة 24:
نظمت هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف محاضرة تاريخية تخصصية لطلبة الجامعة القاسمية بعنوان "تطور البنية التحتية والخدمات الأساسية في القرن العشرين في الشارقة"، قدمتها الأستاذة الدكتورة فاطمة الصايغ، أستاذة في تاريخ الإمارات.
وقسمت الأستاذة تاريخ الإمارة في القرن العشرين إلى ثلاث مراحل رئيسية، تناولت في كل منها خصوصية الإمارة، والتحديات التي واجهتها في كل فترة، وأبرز المشاريع والمبادرات في كل منها.
ففي المرحلة الأولى والتي كانت ما قبل عام 1952، أوضحت الأستاذة أن الشارقة كانت طوال القرن 19 مركز الثقل السياسي، وحاضنة لأبرز المقومات الاقتصادية والتجارية. ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة لإنشاء قاعدة خدمية وبنية تحتية فيها تتناسب مع مكانتها وموقعها الجغرافي المتميز.
وأوضحت الأستاذة أن الفترة الثانية والممتدة من عام 1952 وحتى 1971، شهدت بدايات تطور الأوضاع الحضارية والثقافية في الشارقة، من خلال مشروع توسيع ميناء الشارقة في عام 1960، وظهور أولى الخدمات الصحية في الإمارة ومنها مستشفى سارة هوسمان عام 1952، وبدايات ظهور التعليم الفني فيها، بالإضافة إلى العمل على مشروع تحلية المياه في الشارقة خلال هذه الفترة، وبدء تطور خدمات الاتصال كالبريد والتلغراف والهاتف.
أما المرحلة الثالثة قد شهدت التطور الحضري في الشارقة في الفترة من 1971 وحتى 1998، والتي شهدت اندماج الجهات المحلية بالكامل مع المؤسسات ال
اتحادية، وانطلاق مسار الشارقة الثقافي والحضاري، واعتبار الإمارة مصدر إشعاع ثقافي في الوطن العربي.
وفي ختام المحاضرة أكدت الأستاذة على أن الرؤية الواضحة والحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لمشروع الشارقة الثقافي، ومتابعة سموه المستمرة لتحقيقها، بالإضافة إلى الدعم الاتحادي لهذه الرؤى، تعد جميعها أسباباً رئيسية لتحقيق التنمية المنشودة لدولة الإمارات، والتي تعتبر تنمية متكاملة مترابطة الأهداف والاجزاء بحيث تكمل كل إمارة الإمارات الأخرى.