خلال حفل أقيم في بيت الحكمة بالشارقة، كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الاثنين منظّمة "التلال السبعة للتنمية الاجتماعيّة" الفائزة بالدورة السادسة من "جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين"، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الشارقة 24:
كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الاثنين منظّمة "التلال السبعة للتنمية الاجتماعيّة" الفائزة بالدورة السادسة من "جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين".
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم في بيت الحكمة بالشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويأتي فوز منظمة "التلال السبعة للتنمية الاجتماعيّة"، التي تتخذ من المملكة الأردنيّة الهاشميّة مقراً لها، بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في دورتها لهذا العام، والتي منحتها 500 ألف درهم، (مساهمة خاصة من مؤسسة القلب الكبير)، تكريماً لدورها الريادي في تحقيق التكامل مع المؤسسات الإنسانية التي تقدم الاحتياجات الأساسية للاجئين في الأردن، حيث قادت جهوداً إنسانيّة نوعيّة تؤمن أن الجانب الوجداني والنفسي للاجئين، بذات الأهمية التي تمثلها الجوانب الغذائية والصحية واللوجستية وتضمن استدامتها.
وعملت المنظمة من خلال فريقها الشاب على صياغة آلية دعم تدمج في أنشطتها بين الجانب المعنوي والتنموي والنفسي، ونجحت في تنفيذ مجموعة من المشروعات المتنوعة، ومبادرات التعليم غير الرسمي، الذي يستهدف مختلف الفئات العمرية من الأطفال والشباب، بالإضافة إلى تحويل المساحة العامة غير المستخدمة، إلى مساحات إبداعيّة آمنة ومبتكرة، تمثل متنفساً للشباب ومنفذاً لطاقاتهم الإبداعية.
وكان حفل الجائزة قد بدأ بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وعرض الفيلم الافتتاحي الذي استلهم رسالته من نص مقتبس من قصيدة للشاعر محمود درويش "وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ"، في إشارة إلى التصميم على إرادة الحياة بمختلف نواحيها، ومهما كانت الظروف التي قد يُجبر اللاجئ أو النازح على العيش فيها، ليصنع من حبّه للحياة أملاً مشرقاً، يقوده إلى الحفاظ على استدامة كينونته، ويحقّق له السلام الداخلي، ليغنّي ويرسم ويكتب ويلعب ويحلم، وليتقاسم كل المحرومين المساحات الآمنة مع المجتمع من حولهم، من أجل أن يبتكروا عالمهم، ويُكملوا مسيرتهم بكلّ شغف وإرادة نحو مستقبل آمنٍ وخالٍ من الآلام النفسيّة والجسديّة، التي تسبّبت بها حروب وصراعات وكوارث لم يكونوا أبداً جزءاً أو سبباً لها.
وقالت مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير في كلمتها خلال الحفل: " نلتقي اليوم لنكرم منظمة إنسانية مبدعة، تجاوزت حدود العمل التقليدي لتصل إلى ملامسة روح ووجدان اللاجئين والمحتاجين، ودعم إدماجهم في تنمية مجتمعاتهم".
وأضافت:" إنّ هذا التكريم يجسد رؤية الجائزة، التي تستلهم في عملها رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتستمد طاقتها من توجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة وراعية مسيرتها //.
وتابعت الحمادي: "لأن نهج الإبداع هو ما نحتاجه لتكون حياة اللاجئين تتناسب مع أعلى المعايير الإنسانيّة في كل مجتمع، تقدم القلب الكبير منحة مالية للمنظمات الإنسانية التي تتبنى مشروعات غير تقليدية، وتهتم باحتياجات اللاجئين المادية، ولا تستثني الاحتياجات الوجدانية والفكرية، فإنّ إهمال الجانب الوجداني للاجئين يولّد بالمقابل إهمالهم لدورهم في الشراكة والإنتاج مع المجتمعات المضيفة، فهذا الجانب يعبّر عن حب الحياة لهم كي يحبوها بالمقابل ويقدموا لها أجمل ما عندهم ".
وأضافت مديرة مؤسسة القلب الكبير: "هذا تماماً ما أدركت أهميته منظمة "التلال السبعة" للتنمية الاجتماعية، التي تأسست على أيدي شباب وتعمل بطاقتهم، فهي منظمة تدرك تماماً مدى أهمية الغذاء والتعليم والدواء لمواصلة حياة اللاجئين المهجّرين من بلدانهم، وقد تواصلت مع العديد من المنظمات الرائدة في توفير تلك المتطلبات، ثم جاء قرارها بأن تعمل على مناصرة اللاجئين عبر جوانب معنوية وتنموية ونفسية لا يمكن أن تُستثنى من سُلَّم أولويات بناء الشخص السليم عقلاً ووجداناً، وهذا ما ألهمها تحويل المساحات العامة غير المستخدمة إلى فضاء اجتماعي للتفاعل والتعلم والاندماج، وجمعت شباباً لاجئين من بلدان مختلفة وبَنَت فيهم الثقة والإبداع والأمل".
بدوره، أكّد أيمن غرايبة المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين هي منصة إقليمية وعالمية لتسليط الضوء على الجهود الإنسانية المتميزة، التي تقوم بها العديد من المنظمات من جميع أنحاء العالم، كما تعد فرصة فريدة لعرض لمحة عن حياة اللاجئين والنازحين والتحديات التي يواجهونها، وأيضاً عزيمتهم وأملهم في مستقبل أفضل.
وقال:" مرت على شراكتنا مع سمو الشيخة جواهر القاسمي ومؤسسة القلب الكبير أكثر من 10 سنوات من الخير، أدت خلالها مساهمات سمو الشيخة والمؤسسة دوراً فعالاً في التخفيف من محنة اللاجئين والنازحين في العديد من المناطق ".
وأضاف المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين :"يشهد العالم زيادة غير مسبوقة في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، والذي تجاوز الـ 100 مليون شخص، ما يعدّ مؤشراً هاماً للمأساة الإنسانية التي تتفاقم بمرور السنوات، ولعلنا نحزن كلما تذكرنا أنّ مفوضية اللاجئين تم إنشاؤها عام 1951 بولاية مدتها 3 سنوات فقط، حينها كان العالم يعتقد أن مشكلات النزوح ستنتهي في هذه الفترة القصيرة، ولكن المفوضية تظل باقية حتى يومنا هذا تسعى بجهود حثيثة لمساعدة اللاجئين والنازحين".
وتابع غرايبة : " إنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد تبعات هذا التضخم، ووفقاً لإحصائيات 2021، ضمت المنطقة حوالي 17 مليون لاجئ ونازح، مما يشكل 17% من إجمالي عدد النازحين واللاجئين عالمياً ".
وأشار إلى أنّه في ظل هذا التزايد غير المسبوق لأزمات اللجوء والنزوح، يتحتم علينا توحيد جهودنا وابتكار حلول مستدامة ليتمكن اللاجئون والنازحون من العيش بسلام في بيئة آمنة، لذا فإنّنا نجتمع اليوم لتكريم منظمة التلال السبعة تقديراً لدورها الريادي في مجالات التمكين والفنون الإبداعية، حيث لا تقتصر جهود المنظمة على تنمية مهارات الأطفال والشباب في الأردن فحسب، بل تساهم أيضاً على تعزيز قيم التناغم والتعايش بين اللاجئين والمجتمع المضيف، وتتبع أسلوباً فريداً في كسر الحواجز الثقافية والعرقية والاجتماعية التي تحد من التناغم والتعايش السلمي.
ومن جهته، توجّه محمد زكريا مؤسس منظمّة التلال السبعة للتنمية المجتمعيّة خلال كلمته بالشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينة سموه رئيسة مؤسسة القلب الكبير، على منح منظمته جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، والتي ستقدّم مزيداً من الوقت لهم لاستثماره في المجتمع، على حدّ وصفه.
وقال:" على عكس أي شيء في العالم، تتضاعف السعادة عند مشاركتها مع الآخرين، هذه هي الفلسفة التي نتبعها في عملنا، بدأنا كمجموعة من الأفراد الشغوفين الذين يريدون خلق مساحة لتلبية احتياجات شخصية، وأردنا مشاركتها مع أفراد مجتمعنا، وانتهى بنا الحال هنا في الشارقة في هذا الحفل الكريم، وفي عام 2014، قمنا ببناء أول حديقة تزلج في الأردن، بدأ المشروع يتشكل بعد حملة تمويل جماعي، وتبرع أشخاص من أماكن مختلفة في العالم، وانخرط المجتمع المحلي في المشروع؛ تطوع الأطفال للمساعدة في البناء بعد عودتهم من المدرسة، وأرسلت الأمهات الغداء لطاقم البناء، وحضر إمام المسجد مع المصلين محملين بالحلويات بعد صلاة الجمعة للتهنئة على قرب انتهاء العمل ".
وأضاف زكريا: " من خلال المشروع تعرفنا نحن الأردنيين على العديد من الجنسيات التي تعيش بيننا، واليوم بعد 8 سنوات اكتسبنا معرفة وخبرة واسعتي النطاق في الفضاء العام، واعتقدنا أن أفضل طريقة للمضي قدماً هي إنشاء برنامج للبحث والتطوير، يربط جميع ممارساتنا، والآن نُعرّف ما نقوم به على أنه إنتاج للمساحات، وإنتاج للفن، وإنتاج للمعرفة "/.
وتناول زكريا قصة أحد أطفال اللاجئين الذي أجاب عند سؤاله عن جنسيته بأنه أردني في إشارة وتأكيد على تحقيق المشروع للنجاح بجعل إحساس اللاجئ بانتمائه للبلد الذي يعيش فيه.
وحضر الحفل إلى جانب سموهم عدد من كبار المسؤولين من وزراء ورؤساء الدوار والهيئات الحكومية، وممثلي المنظمات الإنسانية، وجمع من الإعلاميين والمهتمين.