برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية بإفريقيا، شهدت السنغال، أمس الأول، انطلاق النسخة الأولى من ملتقى الشعر العربي في العاصمة دكار.
الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية بإفريقيا، حيث تجوب عواصم إفريقية عدة، شهدت جمهورية السنغال، أمس الأول، انطلاق النسخة الأولى من ملتقى الشعر العربي في السنغال، الذي نظمته دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع المعهد الإسلامي في العاصمة دكار.
حضر حفل افتتاح الملتقى، عثمان باه ممثل وزير التربية والتعليم السنغالي، ومدير المكتب الإقليمي لرابطة العالم الإسلامي في السنغال محمود فلاته، وعدد من الدبلوماسيين العرب والأكاديميين والشعراء والمثقفين والمهتمين بالشعر العربي.
وأكّد عثمان باه، أن الشارقة بفعلها الثقافي الممتد حول العالم، إنما تؤكد رسالتها النبيلة والمخلصة للثقافة والحضارة والعلوم والأدب والفنون، وأشار إلى أن التعاون مع الشارقة، يمثّل علامة ثقافية فارقة في السنغال، لما للإمارة من أهمية عالمية، وأبرز أن الملتقى سيمثّل فرصة كبيرة للمبدعين باللغة العربية في السنغال، بوصفه حدثاً فريداً وهو الأول من نوعه بالدولة.
وأعرب المنسق الثقافي في السنغال محمد الهادي سال، في بداية كلمته عن شكره للشارقة، وأضاف نتقدّم بالشكر الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة، حيث دأب سموّه على دعم العلم والثقافة والأدب في أكثر من دولة، وجعل من الشارقة منارة ثقافية تضيء على جميع بقاع العالم.
وتابع سال، نستطيع القول إن شعراء السنغال الناطقين باللغة العربية في مأمن ثقافي بعد الرعاية والدعم الكبيرين من الشارقة، وسيظل الملتقى حدثاً مهماً لجميع الشعراء السنغاليين.
وشارك في الملتقى، 10 شعراء من مختلف أنحاء السنغال، هم: الحاج مود ساخ، وعبد الأحد الكجوري، وتال كسيه، وعلي به، وحماه الله صو، ونفيسة بوصو، وابن حواء توري، ومالك سك، وشيخ عمر نيانغ، ومحمد عبد الله جوب، فيما قدّم للقراءات الشاعر السنغالي عبد الكريم غاي الذي منح المنصة للمبدعين، حيث ألقوا قصائدهم بروعة وإبداع وجمال.
وقرأ حماه الله صو من قصيدة تحمل عنوان "أحلام في قربة جدتي"، حيث الدمع المهمل على درب مؤجلة، يقول:
نداؤكَ موؤود ودمعك مهمل وبينك والخبزين درب مؤجل
وحلمكَ مزروع ببحر مكفّن لتحصد ملحاً من جراحك يغزل
غُبِنتَ برهن من أخيك ببسمة على وجهه الطيني تصفو فيخذل
كأنكَ هابيل البراءة.. متعب فمهما غرست الماء في الناس يُشعلُ
من جهته، استعاد علي به مشهديات من طفولته في قصيدة عنونها بـ"في البداوة حسن غير مجلوب"، وأنشد يقول:
لا أنثني حتى أرى في ذاتها أنساب بين مريرها وفراتها
أمتاح منها ما أريد حكاية أبديةً لغد يسرُّ رعاتها
أمشي ولا أمشي إلى حجراتها فرحاً كيوم العيد مع فتيانها
هذ المنازل بينهن طفولةٌ أرتاح حين أذوب في طياتها
بدوره، قرأ محمد جوب أبياتاً من قصيدة "فِي لَهْفَةِ الانْتِظَار" قائلاً:
قَلَقٌ عَلَى قَلَقٍ وَنَفْسٌ مُذْهِلَة خَوَاطِرٌ تُتْلَى بِعَيْنٍ مُقْفَلَةْ
نَغَمٌ حَزِينٌ مِنْ مَعَازِفَ أَحْرُفِي وَقَصِيدُ حُبٍّ لِلْمَعَانِي تَكْمِلَةْ
مَازَالَ يُأْسِفُنِي انْتِظَارُ رِسَالَةٍ كَأَنَّ هُدْهُدَنَا أَضَاعَ الْبَوْصَلَةْ
بُعْدُ الْمَسَافَةِ لاَ يَزِيدُ سِوَى هُيَامٍ فِيكِ يَا مَنْ لِي بِرُوحِكِ مَنْزِلَةْ
ومضى جوب في قصيدة ثانية حيث يردد في قصيدة بعنوان "مُحَمَّدٌ رَمْزُ الإنْسَانِيَّةِ":
شَرِّقْ وَغَرِّبْ وَسِرْ فِي الْأَرْضِ لَمْ تَجِدِ مِثْلَ النَّبِيِّ أَبِي الْخَيْرَاتِ وَالرَّشَدِ
مِنْ أَرْضِ طَيْبَةَ هَذَا النُّورُ مُنْبَثِق َيجُوبُ كُلَّ بِسَاطِ الْكَوْنِ بِالْمَدَدِ
لَا يَأْتَلِي فَضْلُهُ أَنْ يَكْتَسِي شَرَفًا لِهَائِمٍ قَلْبُهُ مِنْ ذَاتِهِ الْفَرِدِ
هَذَا بِهِمَّتِهِ الْعَلْيَاءِ يَعْتَرِفُ الْوُجُودُ فَلْسَفَةَ الإِسْلاَمِ كَالسَّنَدِ
ومن "انعكاس لضوء أبدي" يقرأ عبد الأحد الكجوري قصيدة تتجلى فيها أسمى معاني الجمال، يقول:
تتراقص الفصحى إليك وتهمس ومعاجم المعنى ببابك تجلس
وسنى الجمال يحوم حولك مُسفرا والصبح عندك بالهوى يتنفس
وندى المحبة في الغيوم تزيّنت لتعتّق الأزهار يوم تعرّس
وتجود من دفء الضباب بقطرة تزهو بها أرضٌ ويطرب نرجس.