تسببت الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعتين مسلحتين بالأسلحة الثقيلة، الليلة الماضية، في منطقة سوق الثلاثاء بالعاصمة الليبية طرابلس، في حالة من الفوضى والهلع والفزع بين المدنيين المتواجدين في المنطقة، والذين فروا مذعورين خوفاً من الرصاص الطائش.
الشارقة 24 – أ ف ب:
بدا سكان العاصمة الليبية مصدومين، اليوم السبت، بعد اشتباكات عنيفة بين مجموعتين مسلحتين جرت ليلاً في طرابلس، في مؤشر إلى استمرار حالة الفوضى المزمنة في هذا البلد.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "مانول"، عن قلقها العميق من معارك بأسلحة ثقيلة أدت إلى تعريض حياة مدنيين للخطر.
من جهتها، كتبت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الأميركية ستيفاني ويليامز، في تغريدة على تويتر "كفى، أطالب بالهدوء المطلق وبحماية المدنيين".
وأسفرت هذه الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين مؤثرتين في غرب ليبيا، عن سقوط قتيل من المقاتلين، وخسائر مادية كبيرة، كما أعلن مصدر في وزارة الداخلية الليبية.
وسمع دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار خصوصاً برشاشات ثقيلة، بالقرب من سوق الثلاثاء الذي يضم حديقة عامة كبيرة.
وروى الستيني رضا سعيد، الذي يقيم في الحي، رأيت من شرفة منزلي في الطابق الثالث توالي نيران الأسلحة الثقيلة، وأضاف أن الطلقات كانت واضحة في عتمة الليل ومن الواضح أنها أطلقت عشوائياً على مناطق سكنية فيها العديد من المباني، موضحاً أنها كانت اشتباكات عنيفة جداً.
ويظهر في صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية، مدنيون مذعورون يفرون من الحدائق، بينهم أطفال صغار وأمهات مع عرباتهم، ولجأت مجموعة صغيرة إلى مقهى بينما يسمع صراخ نساء في مقطع فيديو.
وأوضحت الطالبة مها مختار، أن هذا الوضع غير مقبول ولا يطاق، أن يقع المدنيون في كمين يعرض حياتهم للخطر بسبب تصفية حسابات بين ميليشيات.
وتساءلت مختار، ما ذنب هذه العائلات والناس الذين فروا من منازلهم التي تتحول لأفران في ذروة الصيف ومع انقطاع التيار الكهربائي؟.
وأوضح مسؤول في وزارة الداخلية، أن المواجهات اندلعت بسبب احتكاك واحتجاز مسلحين من الطرفين، بعدما نشرا في وقت سابق أفراداً وعربات مسلحة في محيط المنطقة.
وتابع المسؤول، بحسب الحصيلة الأولية تم تسجيل قتيل غير مدني، وخسائر في عدد من السيارات المدنية التي كانت رابضة في موقع الاشتباك، من دون تسجيل خسائر في صفوف المدنيين.
وأكد المصدر الأمني نفسه، أن الاشتباكات توقفت تماماً بعد وساطة من طرف قوة عسكرية محايدة، نشرت عدداً من مدرعاتها في منطقة سوق الثلاثاء، وأعيد فتح الشوارع وحركة السير بدأت بالعودة إلى طبيعتها.
وأثارت هذه المواجهات، موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هيمنة الميليشيات وهشاشة المؤسسات.
وكتب سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل على تويتر: إنه أمر مروع ومشين، تم استخدام أسلحة في حديقة كان الأطفال يجرون فيها ويلعبون.
ومن الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي إلى البنية التحتية المتضررة، والتضخم، يعاني الليبيون تبعات عدم الاستقرار منذ سقوط النظام القديم.