الشارقة 24:
أسدلت جائزة الشارقة للإبداع العربي/ الإصدار الأول، الستارة على فعاليات الدورة الخامسة والعشرين خلال جلسة شعرية استضافها مجلس خورفكان الأدبي، وذلك صباح اليوم الخميس، بحضور الفائزين بالجائزة ومثقفين وأدباء، وعدد من متذوقي الشعر.
تنوّعت الجلسة الشعرية في مشاربها اللغوية، واستحضرت القصائد قيم الجمال، في مدينة تفيض بجمال الطبيعة الساحرة الممتدة من البحر إلى سلسلة جبلية تلامس السحاب.
شكّلت الجلسة الشعرية لحظة للاقتراب من عوالم شعرية جديدة ومتجددة، تؤسس لكينونة وشخصية وهوية ثقافية، وتنفتح على آفاق القصيدة واسعة المدى.
يكتب القصيدة من خلفية معرفية ويغوض في مجازات اللغة، مستحضرا مشهديات وصور وذكريات، وبأبجديات تفيض بالدهشة والمجاز والشجن، بدأت الجلسة مع الشاعر اليمني وليد الشواقبة يقول: أداعب ثغر الأرض، والدود واقف، لنبدأ سعيا في ابتداء توقفي/ ألوّح للظمآن خارج حفرتي، بأني سراب قد وعدت/ ولم أفي.
ومن الشجن اليمني إلى لغة حالمة هائمة في ملكوت الشاعرية، انتقلت القراءات إلى الشاعر المصري أشرف عامر، حيث ينشد: ذي قناديل أم عروجك يصحو/ فيَّ أم فيك يا مجاز الرمح/ فوق جسر ما بين روحي وبيني/ يتمشى في عمري الآن شح.
ونثرت الشاعرة السورية نور الموصلي ياسمين الشعر على الحضور، وشكرت القلب وهو يتفتح في الدم ورودا، تقول: شكرا لقلبك/ قد تفتَّح في دمي ورداً/ وعرَّش روضةً غنَّاءَ/ ملء الصَّدرِ تغمرهُ طيوبا/ شكراً لصوتك / مرَّ مثل حمامةٍ/ هدلت طويلاً حول شبَّاكي/ إلى أن صار أفْقُ القلب أوسعَ من مدى/ والشمس في جنبيَّ تخجل أن تغيبيا.
تملأ بحضورها الشعري فراغات القلب، وتهطل حروفها الباذخة ماء الشعر. هكذا حلّت الشاعرة اليمنية نجود القاضي، وهي تقرأ: لست وحدكَ/ ثمة من يحملون الورود إلى مزهريات قلبك، من يغسلون غبار السنين التي علقت في كتابك/ إخوة، أصدقاء/ وثالثهم غيمة/ غافلت آدم/ اجترحت لحظة البدء من دون حوّاء/ وانهمرت، فاستوت من ترابك سيدة، أول امرأة.
وكان ختام الجلسة مع الشاعر المصري محمود عقاب، شاعر تتعدد مواهبه، ويكتب بلغة تمتلئ بالحياة، يقول: تبخّر الدمع في اجوائها سُحُبَا/ والقلب في يدها/ من مغمدي سُحِبا/ حتى استعارت ورود من اناملها لونا/ ومسرى دمي في العشق ما انسحبا.