جار التحميل...

°C,
نظمت سهرة رمضانية إنشادية

النادي الثقافي العربي يستعيد روائع شعر التصوف والمديح

April 23, 2022 / 10:01 PM
لقطة جماعية للمشاركين والمنظمين للسهرة الرمضانية
أحيا النادي الثقافي العربي بالشارقة، سهرة رمضانية إنشادية لمختارات من شعر كبار المتصوفة ومادحي الرسول صلى الله عليه وسلم، إحياءً لأجواء رمضان الروحية، واستعادة لتاريخ طويل من الشعر الجميل الذي يسري مع الروح ويرتقي بالوجدان وينشر الصفاء.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، سهرة رمضانية إنشادية لمختارات من شعر كبار المتصوفة ومادحي الرسول صلى الله عليه وسلم، إحياءً لأجواء رمضان الروحية، واستعادة لتاريخ طويل من الشعر الجميل الذي يسري مع الروح ويرتقي بالوجدان وينشر الصفاء.

وشارك في القراءات عدة شعراء، اختار كل منهم واحداً من كبار المتصوفة ومادحي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فاختار الشاعر الإعلامي رعد أمان، أن يقرأ من شعر محيي الدين بن عربي، واختار الشاعر محمد بابا حامد أن يقرأ من شعر البوصيري، واختارت الشاعرة هبة الفقي شعر أمير الشعراء أحمد شوقي، وختمت القراءات باختيار الشاعر محمد الأمين السملالي لأشعار عبد الرحيم البرعي، وأدار الأمسية الشاعر محمد إدريس.

وأكد الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، أن استعادة الشعر القديم إنشاداً هي عادة درج عليها النادي إحياء لهذا الشعر، ووصلاً لحبل الزمن بينه ماضينا وحاضرنا، ومناسبة رمضان هي من أجل المناسبات التي ارتبطت في وجدان الإنسان العربي بالشعر واستعادته، فكان رمضان على مر العصور ظرفاً لقول الشعر وإنشاده والتغني بمعانيه الروحية الجميلة وما يرتبط بمناسبته من تعظيم وابتهال لله تعالى وحب لنبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن استعادة تلك الأشعار المرتبطة بهذا المنحى هو أيضاً استعادة لنصاعة البيان العربي التقليدي بصوره وإيقاعه الجميل، ذلك الإيقاع الذي هو من أخص خصائص الشعر العربي التقليدي، حتى أصبحت العبارة المعبرة عن قراءته هي "الإنشاد"، حيث الإيقاع والطرب هو سيد الموقف في هذا الشأن.

واختار الشاعر رعد أمان، عدة مقطوعات شعرية لسلطان العارفين ابن عربي من ديوانه "ترجمان الأشواق"، منها:

وزاحَمَني عِندَ اِستِلامي أَوانِسٌ

أَتَينَ إِلى التَطوافِ مُعْتَجِراتِ

حَسَرنَ عَن أَنوارِ الشُموسِ وَقُلنَ لي:

تَوَرَّعْ، فَمَوتُ النَفسِ في اللَحظاتِ

وَكَم قَد قَتَلنا بِالمُحَصِّبِ مِن مِنىً

نُفوساً أَبِيّاتٍ لَدى الجَمَراتِ

وَفي سَرحَةِ الوادي وَأَعلامِ رامَةٍ

وَجَمعٍ وَعِندَ النَفْرِ مِن عَرَفاتِ

أَلَم تَدرِ الحُسنَ يَسلُبُ مَن لُهُ

عَفافٌ فَيُدعى سالِبَ الحَسَناتِ

فَمَوعِدُنا بَعدَ الطَوافِ بِزَمزَمٍ

لَدى القُبَّةِ الوُسطى لَدى الصَخَراتِ

هُنالكَ مَن قَد شَفَّهُ الوَجدُ يَشتَفي

بِما شاقه مِن نِسوَةٍ عَطِراتِ

إِذا خِفنَ أَسدَلنَ الشُعورَ فَهُنَّ مِن

غَدائِرِها في أَلحُفِ الظُلُماتِ

واختار الشاعر محمد بابا حامد من قصائد سيد مادحي الرسول شرف الدين أبي عبد الله محمد البوصيري قصيدتي البردة والهمزية في مدح خير البرية، ومما قرأه من الهمزية:

أنْتَ مِصْبَاحُ كُلِّ فَضْلٍ فَمَا تَصْـ * دُر ُإِلاَّ عَنْ ضَوْئِكَ الأَضْواءُ

لَمْ تَزَلْ فِي ضَمَائِر ِالْكَوْنِ تُخْتَا رُ لَكَ الأُمَّهَاتُ وَالآبَاءُ

مَامَضَتْ فَتْرَةٌ مَنَ الرُّسْل إَلاَّ بَشَّرَتْ قَوْمَهَا بِكَ الأَنْبِيَاءُ

تَتَبَاهَى بِكَ الْعُصُورُوَتَسْمُو      بِكَ عَلْيَاءُ بَعْدَهَا عَلْيَاءُ

وَبَدَا لِلْوُجُودِ مِنكَ كَرِيمٌ    مِنْ كَرِيمٍ آبَاؤُهُ كُرَمَاءُ

نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلاَ بِحُلاَهُ قَلَّدَتْهَا نُجَومَهَا الْجَوْزَاءُ

حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍ أَنْتَ فِيهِ الْيَتِيمَةُ الْعَصْمَاءُ

وَمُحَيّاً كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيءٌ أَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ

لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الذِي كَانَ لِلدِّيـ    نِ سُرُورٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ

واختارت الشاعرة هبة الفقي من قصائد أمير الشعراء، أمير المادحين في العصر الحديث أحمد شوقي، قصيدتي نهج البردة وولد الهدى اللتين جارى فيهما قصيدتي البوصيري، وأبدع فيهما أيما إبداع، ومن قصيدة نهج البردة:

صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه

فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ

والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ

والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ

تطغـى إِذا مُكِّـنَتْ مـن لـذَّةٍ وهـوًى

طَغْـيَ الجيـادِ إِذا عَضَّـت على الشُّكُمِ

إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ

فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ

أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على

مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ

إذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله

عِـزَّ الشفاعةِ، لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ

وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ

قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ

لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ، ومَـنْ

يُمْسِـكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ

وقرأ الشاعر محمد الأمين السملالي، من قصائد عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني صاحب المقطوعات المديحية الرائقة الرشيقة الذي تداول المنشدون شرقا وغربا أشعاره، ومن قصائده:

يا رب صلِّ عَلى النَبي المُجْتبى

ما غردت في الأيك ساجعةُ الربا

يا رب صلّ عَلى النبي وآله

ما اِهتَزَت الأثَلاتُ من نفَس الصَّبا

يا رب صلِّ عَلى النَبي وآله

ما لاحَ برقٌ في الأباطح أَو خَبا

يا رب صلِّ عَلى النَبي وآله

ما أَمّت الزوّار نحوك يثربا

يا رب صلِّ عَلى النَبي وآله

ما قالَ ذو كرم لضيفٍ مرحبا

يا رب صلِّ عَلى النَبي وآله

ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا

يا رب صلِّ عَلى الَّذي أدْنيْتَه

من قابَ قَوسين الجناب الأقربا

باللَه يا مُتلذِّذِين بذكره

صلوا عليه، فما أَحقَّ وأَوجبا

صلوا على المختار فهو شفيعكم

في يوم يُبعث كلُّ طفلٍ أَشيَبا

صلوا على من ظلّلَته غمامة

وَالجذع حنّ له وأَفصحَت الظِّبا

صلوا على مَن تدخلون بجاهه

دار السَلام وَتبلغون المَطلَبا
April 23, 2022 / 10:01 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.