جار التحميل...

°C,
في لقاء أدبي

النادي الثقافي العربي يستضيف الروائي نبيل سليمان

March 12, 2022 / 5:15 PM
أعلن النادي الثقافي العربي عن استضافته الروائي العربي نبيل سليمان في لقاء أدبي خاص وتحدث خلال ذلك عن تجربته الروائية والنقدية، وعن أبرز نقاط التركيز التي تأسس عليها مشروعه الروائي.
الشارقة 24:

استضاف النادي الثقافي العربي مساء أمس الأول الروائي العربي نبيل سليمان في لقاء أدبي تحدث فيه عن تجربته الروائية والنقدية، وعن أبرز نقاط التركيز التي تأسس عليها مشروعه الروائي، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعلي المغني نائب رئيس مجلس الإدارة.

وكان اللقاء مناسبة لنقاش رائق أجاب خلاله على أسئلة عدد من المثقفين والكتاب ممن حضروا الأمسية.

وأدار اللقاء الناقد عبد الفتاح صبري الذي استعرض السيرة الأدبية لنبيل سليمان، وقال إن شرارتها الأولى انطلقت منذ أن كان فتى يافعاً يشاهد الأفلام السينمائية بالدور السينمائية المنتشرة في مدينة اللاذقية، وإعجابه بتلك الأفلام ومحاولته إعادة كتابة قصصها، مما أنشأ تعلقاً دائماً بينه وبين الكتابة الذي اتسع مع قراءاته المتواصلة لكل ما كان ينشر يومها من روايات عربية، ويتواصل ذلك النهر من الاجتهاد والعطاء على مدى 6 عقود كانت حصيلتها 58 كتاباً، منها 23 رواية، مما أعطاه دوراً رائداً وحضوراً مكثفاً على منصة الرواية والنقد العربي، وحصد به تكريمات وجوائز كثيرة كان آخرها جائزة العويس الثقافية لعام 2022، التي أقيم حفلها الأسبوع الماضي.

واستهل نبيل سليمان حديثه بالتأكيد على أن القراءات المكثفة للروايات في الإعدادية والسينما هما ما دفعاه إلى الكتابة، حيث اقتنى دفتراً وكتب قصة طويلة، هي "حكاية حلم"، اقتبسها من أحد الأفلام، كان ذلك عام 1959، وذلك على الرغم من أنه يدرس في تخصص بعيد عن الأدب، وهو تخصص السباكة المعدنية، لكن الأدب اجتذبه حتى استحوذ عليه.

وركز نبيل سليمان في حديثه على خمس نقاط اعتبرها مفصلية في كتابته، ومرتكزات أساسية في تجربته الروائي، وفي كل عمل روائي حداثي، وهي: وأول تلك المرتكزات هو حضور الطبيعة بكل تجلياتها في العمل الروائي، فقد شغلت بعض رواياته حتى خصص لها آخر رواياته، وهي "تحولات الإنسان الذهبي" الصادرة حديثاً، التي تناول فيها حياة حمار عاش في القرن الماضي.

وقال سليمان: إن هناك 12 رواية عربية تناولت الحمار، واتخذته كلها قناعاً لما يريد الكاتب أن يقوله، غير أنه هو في روايته الجديدة جعله كائناً تحول إلى إنسان وعاش ما عاش خلال 60-70 القرن الماضي، وقصد بذلك إلى لفت الانتباه إلى الطبيعة وكائناتها التي أجرم الإنسان المعاصر كثيراً في حقها، وأتلفها حتى كاد يقضي عليها. 

أما المرتكز الثاني الذي أفاد نبيل سليمان أنه كان أحد مشاغله الروائية هو "التاريخ"، هل له قداسة وهل هو عبرة، وماذا نريد منه؟ فمنذ ستينات القرن، بدأ في الرواية العربية ما يسميه الحفر الروائي في التاريخ، حيث هو نبع، وليس أمثولة، وليست المعلومة هي الأساس بل المخيلة الأساس، والروائي الذي يريد دور المؤرخ لن يكون روائياً ولا مؤرخاً، وكذلك المؤرخ الذي يريد دور الروائي.

والمرتكز الثالث هو "التجديد" الذي ظل هاجساً دائماً في كل رواياته، وبحثاً مستمراً في يشغل ذهنه، والتجديد كما يرى لا ينشأ إلا عن التجريب، ولكن ما أكثر ما استسهل التجريب، وهو مسؤولية عالية وثقافة عميقة وجهد مجتهد، وأضاف سليمان أنه رغم أنه بدأ بداية تقليدية إلا أن الإلحاح على التجديد والتجريب كان أساسياً بالنسبة له، وقد قرأت كثيراً، وتابع كل ما يكتب عربياً وعالمياً، مما هيأه لأن يكتب عام 1973 رواية "ثلج الصيف" التي جرب تعدد الأصوات، وكان من أوائل الروائيين العرب الذين انخرطوا في تلك المغامرة.

والمرتكز الرابع هو مدى حضور سيرة الكاتب في الرواية، وحدود الرواية السيرية، وقد جرب نبيل سليمان الرواية السيرية مبكراً، بروايته "المسلة" 1980، ولا تعني الرواية السيرية عنده مطابَقة تامة لسيرة الكاتب، بل ينبغي أن تكون تمثلاً عميقاً لجوانب محددة من حياته في العمل وأن يترك المجال واسعاً للخيال لأنه هو أساس أي رواية.

والمرتكز الخامس هو سؤال الفنون والرواية وأثر التشكيل في صناعة الرواية، فالرواية الحديثة لابد أن تستفيد من تلك الفنون وتعمق تأثيرها بما يستقطب حواس القارئ وينشط مخليته، دون أن يعني ذلك أن تتحول الرواية إلى عمل تشكيلي، أو أن يتحول الروائي إلى فنان تشكيلي.
March 12, 2022 / 5:15 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.