جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
300 ألف زائر للفعاليات

"أيام الشارقة التراثية" تطوي آخر صفحات دورتها الـ19

29 مارس 2022 / 2:16 PM
صورة بعنوان: "أيام الشارقة التراثية" تطوي آخر صفحات دورتها الـ19
download-img
اختتمت أيام الشارقة التراثية فعاليات دورتها التاسعة عشر والتي نظمت تحت شعار "التراث والمستقبل" في منطقة ساحة التراث في قلب الشارقة من 10 ولغاية 28 مارس الحالي، حيث حققت نجاحاً استثنائياً بحضور تجاوز 300 ألف زائر.
الشارقة 24:

طوت أيام الشارقة التراثية آخر صفحات فعاليات دورتها التاسعة عشر والتي نظمت تحت شعار "التراث والمستقبل" في منطقة ساحة التراث في قلب الشارقة من 10 ولغاية 28 مارس الحالي، وصاحبتها فعاليات مماثلة في كل من مدن الذيد وخورفكان ودبا الحصن وكلباء ووادي الحلو والحمرية، لتشكل في مجملها لوحة متكاملة جمعت مختلف فنون التراث وتقاليدها وألعابها وامتزجت في مساحة رحبة ومشتركة مع الموروث الإنساني لشعوب العالم وحضاراتها المختلفة.

300 ألف زائر، مما يبرز تعطش الجمهور وتعلقه بالأيام التراثية

وأكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العُليا للأيام، أن الدورة التاسعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، حققت نجاحاً استثنائياً سواءً على صعيد المشاركة أو الحضور، بفضل ما تتضمنه من فعاليات متنوعة ومناسبة لكافة أفراد المجتمع وفي ظل تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن يظل التراث جزءاً من الهوية الوطنية الذي يربط بين الثقافات، وذلك ما انعكس بشكل واضح في الإقبال الكبير والحضور المتميز في هذه الدورة النوعية، حتى فاق عدد الزوار كل التوقعات بتجاوزه 300 ألف زائر، مما يبرز لنا تعطش الجمهور وتعلقه بالأيام التراثية.

وتوجه سعادته بالشكر والتقدير إلى كافة فرق العمل، والشركاء، والمشاركين، والمتطوعين، والإعلاميين، والزوار، على حرصهم على المشاركة في هذه الدورة، والمساهمة في نقل التراث الإنساني والتعريف به، وإبراز دوره في تنمية وتطور الإنسان وتنوع وثراء المجتمع، مضيفاً أن أيام الشارقة التراثية أصبحت حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل، من أجل حاضر ينهض بالنجاحات وينمو بالإنجازات التي تحقق السعادة والنهضة والازدهار.

الحفل الختامي

وفي اليوم الأخير من هذا الكرنفال التراثي الذي امتد على مدى 18 يوماً متتالياً، عقد الحفل الختامي للفعاليات على مسرح الأيام، بحضور لفيف من كبار الضيوف والمسؤولين وجماهير غفيرة حرصت على المشاركة في هذا الحدث حتى ساعاته الأخيرة.

بدأ الحفل باستعراض الفرقة الاستعراضية الإسبانية مع أنغام شجية ورقصات تقليدية معبرة نالت إعجاب الحضور، تلتها كلمة للسيد أبوبكر الكندي المنسق العام لأيام الشارقة التراثية الـ19 رحب فيها بالجميع، وقال: إن الأيام نجحت هذا العام في تحقيق الأهداف الكبرى المنشودة، والكامنة في التعريف بالتراث والترويج له والتذكير به، وزرع قيمه وغرسها في نفوس الأبناء والنشء، من خلال البرامج الغنية والفعاليات النوعية، والورش التدريبية التي استقطبت الجمهور من مختلف الفئات والمستويات، ودفعته إلى التجاوب والتفاعل مع ما تقدمه الأيام التراثية من مضمون ثري وغني، يحقق المتعة والفائدة.

وأوضح الكندي أن البرامج الثقافية والأكاديمية المختلفة التي حفلت بها الأيام أسهمت في مناقشة العديد من القضايا المرتبطة بالتراث والمستقبل، والتي خلصت إلى جملة من التوصيات لخصها في العمل على إجراء مسوحات ميدانية ودراسات علمية تسهم في توثيق التراث الثقافي والمحافظة عليه من الضياع والاندثار، ضمن العمل العربي المشترك، مع ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الجديدة في صون التراث وحفظه.

كما أكد من ضمن جملة التوصيات على مستقبل التراث بوصفه المعبر عن الهوية المحلية والخصوصية الثقافية وصمام الأمن والأمان للمجتمع، داعياً إلى الاهتمام بالبعد الاقتصادي في عملية المحافظة على التراث، جنباً إلى جنب مع مضاعفة الجهود وتكثيفها للتعريف بالتراث فكرة وموضوعاً ودراسة.

ثم قام الكندي بتكريم الشركاء والرعاة والجهات الداعمة والمشاركة والتي بلغت 60 جهة مختلفة، فضلاً عن تكريم أفضل تطبيق لشعار (التراث والمستقبل)، والتي فاز بها راشد مهير الكتبي عضو المجلس البلدي في الذيد، وكل من ناصر سعيد الطنيجي وهزاع جمعة الطنيجي المنظمين من بلدية الذيد، كما تضمن الحفل إجراء السحب على جوائز جواز السفر الإلكتروني والجائزة الكبرى على سيارتين.

شُكر خاص للإعلاميين من داخل الدولة وخارجها

من جانبه، شكر أحمد سالم البيرق، رئيس اللجنة الإعلامية، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في معهد الشارقة للتراث، الصحفيين والإعلاميين من داخل الإمارات وخارجها، على جهودهم في تغطية أخبار أيام الشارقة التراثية، ونقل رؤية الشارقة واحتفائها بالثقافة والفن والتراث إلى العالم، على مدار الأيام ومن مختلف مواقع إقامة الفعاليات والعروض، وهو ما أسهم في زيادة التفاعل مع هذا الحدث السنوي الضخم، وعزز من أعداد الحضور الذين تسابقوا على متابعة أكثر من 500 فعالية متنوعة.

وأكد البيرق أن الخطة الإعلامية التي تم إعدادها قبل انطلاقة الأيام، حققت جميع أهدافها وتميّزت بتنوعها وشموليتها وتعدد اللغات التي أفردت من خلالها وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، مساحات واسعة لها، لإبراز ما حفلت به أيام الشارقة التراثية من نماذج جمعت التراث الإنساني على أرض الإمارة، التي تمد دائماً قنوات التواصل مع الثقافات المختلفة، لتظل الأيام المهرجان التراثي الأكبر والأهم على مستوى الدولة والمنطقة.

فعاليات اليوم الأخير

ضمن فعاليات اليوم الأخير من الأيام، استمرت العروض والفعاليات اليومية في مختلف الأجنحة والأركان والوجهات التي تتضمنها ساحة التراث، فيما عقدت الإدارة الأكاديمية ندوة حوارية في البيت الغربي حول التعريف بالمجلس الدولي للمتاحف "آيكوم" عالمياً ومحلياً، واستضافة دبي لمؤتمر المجلس الدولي للمتاحف 2025، قدمها سعادة المهندس رشاد محمد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة.

واستهل بوخش الندوة بالحديث عن المتاحف الحكومية والخاصة في دولة الإمارات وعددها وأنواعها، والتي بدأت بأول متحف في مدينة العين عام 1969م تلاه متحف في مدينة دبي، وصولاً إلى 190 متحف حالياً، واستعرض تطور هذه المتاحف لتمتد من المتاحف الحكومية والوطنية إلى المتاحف العالمية مثل اللوفر وقريباً جوجنهايم أبوظبي بالإضافة إلى متحف المستقبل بدبي والذي تم افتتاحه مؤخراً.
كما تطرق إلى المجلس الدولي للمتاحف "آيكوم" ودوره العالمي وأنشطته وفعالياته ومؤتمراته وندواته، وتاريخ تأسيس فرع المجلس في الإمارات ومزايا العضوية فيه، مختتماً حديثه بالوقوف على فوز الإمارات ممثلة بإمارة دبي في نوفمبر الماضي باستضافة مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف 2025.

وفي أمسية شعرية تغنت بحب الشارقة وسلطان وتحتفي بالتراث، استضاف المقهى الثقافي كلاً من الشعراء الإماراتيين علي الشوين، وعتيق القبيسي، وعبدالله أبوبكر، والشاعرتين الإماراتيتين صوغة وسجايا الروح، حيث شنفوا الأسماع وأتحفوا الأذهان بمختارات شعرية وطنية عبرت عن معاني الحب للوطن وبُناته وقادته والاحتفاء بالتراث ورموزه المختلفة. 

مشاركة فاعلة

يذكر أن مهرجان هذا العام شهد مشاركة 33 دولة منها 16 دولة عربية، كما شارك فيها عدد 28 جهة حكومية اتحادية ومحلية، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من المنظمات الدولية وهي اليونسكو، والمنظمة الدولية للعمل التطوعي، والمجلس الدولي لمنظمات مهرجانات الفولكلور والفنون الشعبية، وعدد من المنظمات والمعاهد والمراكز الثقافية الأخرى من مصر وإسبانيا والصين والمغرب وألمانيا وإيطاليا وتونس، فيما حلت أرمينيا كضيف شرف للمهرجان، في حين كان الضيف المميز رومانيا.

معارض وعروض

واحتضنت ساحة التراث خلال المهرجان 5 معارض تراثية هي خمسون عاماً من حكم سلطان، وأعمدة التراث الستة، وحرف من ليتوانيا، ومعرض مغلف بورق الهانجي، ودرايش، ومعرض المتاحف الشخصية. 

كما شملت الفعاليات عروضاً يومية مبهرة لفرق الفنون الشعبية المحلية والعربية والعالمية المشاركة في مناطق مختلف في ساحة التراث وتوزعت على منطقة الأسواق وبداية الساحة ونهايتها ومنطقة البيئات الأربعة ومسرح الأيام، شاركت فيهيا الفرق المحلية بعروض ورقصات العيالة والليوا والدان والهبان والحربية والرواح والنوبان والعازي والرزيف والوهابية والنهمات البحرية، وفرق من سلطنة عمان والبحرين وسوريا ولبنان، وجلسات عراقية ويمنية، فضلاً عن الأنديما ورقصات وعروض الفرق العالمية من إسبانيا وأرمينيا ورومانيا ولاتفيا وكوسوفو وصربيا وروسيا.

وللأطفال نصيب وافر

وأما ركن بنت المطر للأطفال واليافعين فشهد تنظيم العديد من الورش من جهات محلية ودول عربية وأجنبية في مجال صناعة الإكسسوارات وفواصل الكتب وعلاقات المفاتيح من مادة الريزن، والأساور وعلاقات المفاتيح والسيلكون والورود البلاستيكية ولعبة الطائرة والألعاب بخيوط الصوف، ومقالم الأكواب، والإسمنت المذهب، وتلوين الباتيك، وكتابة الحروف اليابانية، وفن الورق الياباني، والخط العربي، والأبواب التراثية وأكواب ومكعبات الفخار والخزف، وبمشاركة 7 جهات محلية، و7 دول عربية وأجنبية، بالإضافة إلى سلسلة من البرامج التوعوية والتعليمية وبرامج المسرح والفعاليات المصاحبة بمنسابة ليلة النصف من شعبان ويوم الطفل الإماراتي ويوم الأم.

فيما حظي الأطفال في ركن المدرسة الدولية للحكاية بألعاب تراثية تفاعلية وجلسات يومية مع مجموعة من الحكواتيين العرب منهم أميرة الزرقاوي وعبد الناصر التميمي وأحمد الراشدي وإلهام الحاج.

مركز الحرف اليدوية

وأما مركز الحرف اليدوية بالمعهد فقد قدم للجمهور مجموعة من أجنحة الحرف مثل التلي والسفافة والسدو وصناعة الدمى والأزياء التقليدية وبمشاركات من جمعيات شعبية واتحاد نسائية محلية، ومشاركات عربية من البحرين وعمان ومصرف والمغرب وقطر والسعودية بالإضافة إلى إيطاليا، فضلاً عن تقديم سلسلة ورش غرس التدريبية للأطفال والكبار طوال أيام المهرجان. في حين قدمت البيئة الإماراتية الأربعة البدوية والبحرية والجبلية والزراعية مجموعة أخرى من الورش اليدوية والمسابقات للزوار.

المقهى الثقافي.. إثراء الفكر والمعرفة

وكان للمقهى الثقافي حضور قوي من خلال مجموعة من الجلسات الفكرية والثقافية المختلفة، وفي هذا الإطار قال الدكتور مني بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر ورئيس اللجنة الثقافية: أكدت أيام الشارقة التراثية في دورتها التاسعة عشر، التي عقدت تحت شعار (التراث والمستقبل)، على أهمية التراث بوصفه جسراً للعبور الآمن إلى المستقبل من خلال مجموعة من الممكنات التي طرقها وطرحها نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين في المقهى الثقافي أو البرامج الأخرى، ما يستدعي إيلاء التراث مزيداً من الاهتمام في سياق السباق نحو المستقبل وما يواكبه من تطور تكنولوجي وتقدم تقني وذكاء اصطناعي يغزو العالم، ونحن في المقهى الثقافي أن نستحضر هذا الشعار ونضمنه في مختلف الجلسات الثقافية لمناقشته ومقاربته وتقديم رؤى وتصورات جديدة بإمكانها أن تكون أساساً تبنى عليه استراتيجيات ورؤى مستقبلية لمحاولة الحفاظ على التراث.

وأوضح بونعامة أن اختيار شعار المهرجان لهذه الدورة راعى وبشكل دقيق ومدروس استكمال دولة الإمارات عامها الخمسين بنجاح ودخولها في أولى سنوات الأعوام الخمسين التالية بكل ثقة وتفاؤل بالمستقبل، مستلهماً في ذلك الأفق الاستشرافي للدولة في خطواتها المتسارعة نحو المستقبل بكل هدوء وتأن، فحاولنا استحضار هذا المفهوم في فعاليات المهرجان هذا العام  

واعتبر بونعامة أن أهمية انعقاد الأيام هذا العام تحت شعار (التراث والمستقبل) أنه على مستوى الدرس الأكاديمي والعلمي عانى الإنسان العربي من العديد من المقاربات والتخمة العلمية حول الغزو الثقافي والاختراق الفكري والحضاري والعولمة وآثارها السلبية لكنه لم يضع الحلول، التراث في خطر، ولم يقدموا على المستوى الشعبي حلولاً من شأنها أن تنتشل هذه المجتمعات من هذا الواقع وعبوره مع التراث بسلاسة وأمان إلى المستقبل دون أن يصبح ممسوخاً متغيراً لا جذور له.

وأضاف بونعامة: طالما أننا الآن ونحن في عام 2022 نطرح هذا الإشكال ونسعى لمعالجته ومقاربته، فمن الطبيعي أن تكون التحديات أكبر وأكثر صعوبة والإشكالات أوسع وأكثر تجذراً في واقع المجتمعات في المستقبل المنظور ومرور عقود من الزمن.

وقد حاولنا جهدنا خلال هذه النسخة إضفاء طابع من الإمتاع والتشويق للجمهور في الفعاليات المصاحبة لجلسات المقهى من خلال إفراد مساحة لإطلاقات الكتب والإصدارات الحديثة التي تم فيها توقيع العديد من الإصدارات الغنية والمهمة والتي بلغت 13 كتاباً وإصداراً وعلى رأسها كتاب (التراث والمستقبل) الذي يمكن اعتباره كتاب الأيام ومستودع أفكارها ومرتكز شعارها لما يختزنه بين دفتيه من مقاربات متنوعة ورؤى ثرية جسدت في مجملها عنصري التراث والمستقبل، وناقشت هذا الموضوع من جوانب مختلفة، بالإضافة إلى الكتب الأخرى التي حاولنا أن تكون حاضرة بشكل كبير في هذه المساحة المخصصة لإطلاقات الكتب.

ولفت بونعامة إلى أن القائمين على جلسات المقهى الثقافي والمتحدثين فيها نجحوا في الخروج بخلاصات وافرة وتوصيات مهمة يمكن أن تفعل إلى رؤى واستراتيجيات تتواءم مع الشعار الرئيس لمعهد الشارقة للتراث في صون التراث وحفظ الهوية، وتترجم أهداف السياسة الثقافية والتراثية للمعهد، من خلال ربط هذه الهوية بما تحمله من تراث وموروث بتحديات الحاضر وتنبؤات المستقبل.
وأشار بونعامة إلى أن الشعوب الإنسانية التي عرفت ريح التطور ومستويات عالية من التقدم التكنولوجي ما زالت محافظة بقوة على جذورها التاريخية والثقافية القديمة وتقاليدها الموروثة كاليابان والصين على سبيل المثال، وهذه القاعدة الخاصة بتطور الأمم وتقدمها تتغير بحسب الزمان والمكان، بينما المجتمعات التي عصف بها اختلاط الهويات والثقافات ونخرت كيانها ما تزال عاجزة عن تلمس هويتها والمواءمة ما بين الماضي والحاضر ما جعلها مجتمعات غير محصنة ولا تحمل هويات ممتدة، في ظل غزو جنسيات وليدة وهويات نازحة ومهاجرة إليها يمكن أن تشكل هوية معاصرة ولكنها تفتقر للعمق التاريخي والجذور الراسخة كما هو الحال مثل بعض الدول الغربية.

مركز التراث العربي احتفاء خاص بالعنصر الثقافي العربي

وأما جناح مركز التراث العربي فقد زخر بمجموعة متنوعة من الجلسات والمحاضرات المرتبطة بالتراث الثقافي والموروث العربي وسلسلة من الورش التدريبية في مجالات الخط العربي والفسيفساء، وفي هذا الجانب قالت مدير المركز الأستاذة عائشة الحصان الشامسي: لقد ركزنا في أيام الشارقة التراثية على تسليط الضوء على الملفات التي تم إدراجها وتسجيلها ضمن قوائم اليونسكو، انطلاقاً من كون مركز التراث العربي معنيًا بكل ما يتعلق بالتراث الثقافي وعناصره في الدول العربية ولا سيما المسجلة منها، بهدف تعريف جمهور الأيام على هذه العناصر العربية غير الإماراتية، في ظل وجود أكثر 200 جنسية مختلفة تتعايش في الدولة، وتقديراً لما يزخر به الوطن العربي من موروث ثقافي ثري وكنوز ثقافية.

وأضافت الحصان، أن هذه الرسالة والغاية التي من أجلها أنشئ مركز التراث العربي تتناغم مع المشروع الثقافي للشارقة ورؤية حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله، والذي يوجهنا دائماً بأن يتم تسليط الضوء على عناصر ومكونات التراث الثقافي في الدول العربية وأن نشارك ونساهم في الوقت نفسه في عملية صون وحماية ونشر وتعريف هذه العناصر. وهو ما يشكل بالمقابل قدراً كبيراً من التحفيز لألدول العربية نحو تسجيل وإدراج المزيد من العناصر في القائمة التمثيلية لليونسكو، ولقد بدأنا خطوتنا الأولى في الملفات المشتركة منذ 4 أعوام انطلاقاً من ملف النخلة وانتهاء بفنون الخط العربي، وهناك ملفات أخرى معروضة على الطاولة سترى النور قريباً.

وأشارت الحصان إلى أنه في ديسمبر 2021 تم توقيع اتفاقية بين حكومة دولة الإمارات متمثلة بمعهد الشارقة للتراث ومنظمة اليونسكو وبموجبه تم اعتماد المعهد كمركز من الفئة الثانية تحت رعاية اليونسكو في إمارة الشارقة وهو في الحقيقة استئناف واستكمال لتحقيق هذه الرسالة. 

ولفتت الحصان إلى أن الجلسات والورش ركزت على عناصر مهمة جدًا خصوصًا الملفات العربية المشتركة، مثل ملف النخلة بقيادة دولة الإمارات، وملف فنون الخط العربي بقيادة السعودية، عدا الملفات الفردية لكل دولة عربية، وهو ما يعرفنا على هذه المكونات الرائعة وأيضا على الباحثين العاملين فيما يخص جرد عناصر التراث، وكيفية عملية جرد هذه العناصر وملء الاستمارات المطلوبة في تقديم هذه الملفات.

وتابعت الحصان: يسعى المعهد لتعزيز دوره في بناء القدرات بعدما تم الحصول على الإطار الرسمي في هذا الجانب من منظمة اليونسكو، منوهة بأن خطة المعهد تستهدف تلبية احتياجات وطلبات بعض الدول العربية لبناء كوادرها ويتم التقديم إما عن طريق مراسلة المعهد لتدريب الكوادر وبناء القدرات، وقد استقبلنا الكثير من الطلبات في الدول العربية.

وكشفت الحصان أنه فيما يخص بناء قدرات نقاط الاتصال المرتبطة بالتقرير الدوري الذي سيقدم لمنظمة اليونسكو خصوصًا للمجموعة العربية، فقد تقدمت اليونسكو بطلب أن يكون المعهد راعيًا لهذه الورش، وعليه بدأ العمل مباشرة بعد توقيع الاتفاقية بـ 3 أسابيع فقط.

وأوضحت الحصان أن المركز يملك خطة للمطبوعات إلى جانب المحاضرات والندوات، وهناك مسودة تحت الإصدار من قبل المعهد يجمع جميع تفاصيل ووثائق وصور وأفلام الملفات العربية المدرجة في اليونسكو.

الإدارة الأكاديمية.. تمكين المهارات وتأصيل التراث

من ناحية أخرى، شهد البيت الغربي عقد مجموعة متنوعة من الندوات والمحاضرات ضمن سلسلة البرامج الأكاديمية التعليمية المرتبطة بالتراث الثقافي المادي وغير المادي وموضوعات تخص استدامة المباني والمناطق التراثية والعمارة وفنونها، فضلاً عن ورش عمل فنية مختلفة.

وفي هذا السياق، قالت بدرية الحوسني مديرة الإدارة الأكاديمية بالإنابة: إن مشاركة الإدارة في الأيام بالعديد من الأنشطة كورش العمل والفعاليات والمحاضرات والتي قدمها نخبة من الأساتذة والباحثين الأكاديميين من مؤسسات التعليم العالي مثل جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية وجامعة عجمان والعديد من المراكز والجامعات العربية والإقليمية، كما قام ممثلو الإدارة الأكاديمية في كل من فرع الذيد ودبا الحصن وخورفكان وكلباء، كما تم تقديم ورش فنية في مجال الرسم بقلم الرصاص أو الفحم والرسم على الماء وكذلك ترميم ومعالجة وحفظ المخطوطات الإسلامية وتصنيع الورق الخاص بالمخطوطات والحفر والتذهيب على الأغلفة الجلدية على المخطوطات، والترويج للبرامج الاكاديمية المعتمدة التي أطلقها المعهد في الجانب الأكاديمي، مشيرة إلى أن خطة الإدارة تتضمن مستقبلاً العديد من البرامج الثقافية والورش المختلفة.
 
March 29, 2022 / 2:16 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.