جار التحميل...

°C,
رسالتها الثقافية تصل لأوروبا من قلب إيطاليا

الشارقة تختتم مشاركتها كضيف شرف معرض بولونيا لكتاب الطفل الـ59

March 27, 2022 / 8:09 PM
جناح هيئة الشارقة للكتاب في معرض بولونيا لكتاب الطفل
اختتمت الشارقة، مشاركتها الناجحة في معرض بولونيا لكتاب الطفل بدورته الـ59، حيث فتحت على مدار أربعة أيام من العمل الثقافي المتواصل الباب أمام المشهد الثقافي الإيطالي والأوروبي للاطلاع عن قرب على راهن وتاريخ التراث والأدب والفن الإماراتي والعربي.
الشارقة 24:

على مدار أربعة أيام من العمل الثقافي المتواصل، فتحت إمارة الشارقة الباب أمام المشهد الثقافي الإيطالي والأوروبي، للاطلاع عن قرب على راهن وتاريخ التراث والأدب والفن الإماراتي والعربي، حيث حوّلت الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ59 لمعرض بولونيا كتاب الطفل، إلى حدث ثقافي جماهيري في إيطاليا كاملةً، لتعبر عن مشروع الإمارة الحضاري، وتبني جسور تواصل متينة بين المؤسسات الثقافية العربية ونظيرتها الإيطالية، وتعزز أفق التعاون والعمل المشترك بين الناشرين والكتاب والرسامين الأوروبيين والإماراتيين والعرب.

من واقع صناعة الكتاب، إلى فنون الخط العربي، وفنون رسم كتب الأطفال، وصولاً إلى التراث الإماراتي وما يتضمنه من فن وموسيقى وعزف وأزياء وطقوس شعبية، وصناعات حرفية، كانت الشارقة حاضرةً في المعرض، مقدمةً تجربة وجهود مؤسسات الشارقة الثقافية والمعرفية والتراثية، أمام الحراك الثقافي الأوروبي.

ونجحت الشارقة، في استقطاب زوار المعرض من الكبار والصغار، فأمام جناح الإمارة كان الإيطاليون يتعلمون فنون الرقص الشعبي الإماراتي، ويشاركون فرقة الشارقة الوطنية عروضها الشعبية، فيما يصطف بعضهم أمام الركن الذي خصصته الإمارة للخطاط الإماراتي خالد الجلاف للحصول على أسمائهم مكتوبةً بخط الثلث، والنسخ، والديواني، بينما تتزين النساء الإيطاليات برسوم الحناء، ويجربن ارتداء الأزياء التقليدية الإماراتية.

بالتزامن مع هذا التواصل الثقافي، كانت الشارقة تناقش في سلسلة من الجلسات الحوارية والندوات الأدبية راهن ومستقبل قطاع النشر، ورسوم كتاب الطفل، ومتغيرات الترجمة، وصناعة الكتاب، بمشاركة أدباء وناشرين ومتخصصين بالفنون والترجمة من الإمارات وإيطاليا، كاشفةً بذلك التحديات والحلول الممكنة للنهوض بواقع إنتاج المعرفة على المستوى العربي والعالمي، ومقدمةً فرصاً كبيرةً لبناء شراكات وتعاون وعمل مثمر بين المؤسسات الثقافية الإماراتية ونظيرتها الأوروبية.

وعلى البوابة الرئيسة لأرض المعارض، حيث يقام "بولونيا لكتاب الطفل"، نظمت الشارقة معرضاً فنياً جماعياً لنخبة من الفنانين الإماراتيين المتخصصين في رسوم كتاب الطفل بعنوان "انعكاس في العمق"، لتعرّف صنّاع الكتاب في العالم على واقع الحراك الفني الإماراتي وخصوصية أدب الطفل العربي، فكان المعرض محط اهتمام الناشرين والفنانين والقراء من زوار المعرض، حيث جمع مختارات من أعمال 20 فناناً لهم تجارب مميزة في بناء لوحة كتاب الطفل.

وفي إطار تعزيز فرص تبادل الخبرات والتجارب، حوّلت الإمارة جناحها طوال أيام المعرض، إلى منصة لعقد الورش الإبداعية والفنية المتخصصة في الرسم للأطفال، وصناعة الدمى، واستضافت العشرات من الهواة والمحترفين في فضاء عمل تفاعلي قدم فيه المبدعون الإماراتيين تجاربهم الخاصة في الفن والصناعات اليدوية والإنتاجات الإبداعية.

وأوضح الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الشارقة المشارك في المعرض، ننظر بأهمية لحضور الشارقة ضيف شرف معرض بولونيا لكتاب الطفل ومشاركتها ضمن برنامج شامل يجمع الفن والأدب والتراث، العناصر الأساسية التي ينطلق منها مشروع الشارقة الحضاري، برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي منها يتغذى وجدان الطفل ووعيه وشخصيته عندما ينشأ في بيئة تحتضن الجمال وتهتم بالكتاب وتستحضر التاريخ في الوقت ذاته.

وأضاف الشيخ فاهم، يعد معرض بولونيا لكتاب الطفل من أهم الفعاليات العالمية المتخصصة بأدب الأطفال لما يشهده من تبادل للتجارب واتفاقيات تعاون من أجل المساهمة في صياغة مستقبل أكثر تقارباً وتفهماً بين أطفال العالم.

وتابع أن الشعوب تعرف بتجاربها، ومن تجربتها في تنمية وعي الطفل ووجدانه لأنها تعكس بشكل دقيق وسليم نظرتها للمستقبل وكيف يجب أن يكون، ونحن نفخر بإمارة الشارقة التي نشأنا فيها أطفالاً في أجواء محفزة تشجع على المزيد من المعرفة والتعلم، وترسخ قيم الخير والتعاون والتفهم، ونفخر بتجربتها عندما نقدمها للعالم، لأننا نعتبر أننا نقدم مسيرةً متميزةً تستفيد منها الشعوب الأخرى التي تسعى نحو التقدم والبناء الثقافي السليم.

بدوره، أوضح سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، يعبر حجم مشاركة الشارقة في معرض بولونيا لكتاب الطفل عن اتساع رؤية مشروع الشارقة الثقافي، الذي يمضي بتوجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آمن منذ أكثر من أربعة عقود أن أكثر ما يعبر عن هوية الأمم، ويجسد عمق أصالتها هو الكتاب، والفن، والمعرفة، فكان أول من تبنى مشروع التواصل مع ثقافات وحضارات العالم على أسس ثقافية متينة لا تنتهي ولا يتراجع تأثيرها، وإنما يتنامى ويكبر مع المجتمعات.

وأضاف العامري، أردنا أن يكون حضور الشارقة في المعرض، مساحةً حيّةً تُعرف الإيطاليين والأوروبيين براهن وتاريخ الثقافة الإماراتية والعربية، وتمكنهم من اكتشاف حجم المشتركات التي تجمعنا معهم، وما نلتقي عليه من قيم إنسانية نبيلة، فمشاهدة زوار جناح الإمارة يتفاعلون من العروض التراثية، أو يتوقفون باهتمام أمام لوحات الخط العربي، أو حتى يتصفحون الإصدارات العربية باللغة الإيطالية، ظل هدفاً لنا، وتحقق بجهود مؤسسات الإمارة وممثليها في المعرض من مبدعين وكتاب وفنانين.

وتابع أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض هو تأكيد على ما وصلت له الشارقة من مكانة على خارطة المدن الثقافية في العالم، وهو في الوقت نفسه نافذة لمزيد من التواصل المثمر والبناء مع المدن الإيطالية والأوروبية لقيادة حراك ثقافي بأبعاد عالمية، يعبر عن رسوخ وجذور الهوية الحضارية للإمارات والعالم العربي.

وجمع جناح الإمارة، الذي أشرفت عليه "هيئة الشارقة للكتاب"، كلاً من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومدينة الشارقة للنشر، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومجموعة كلمات، ومؤسسة كلمات، وبيت الحكمة، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان.
March 27, 2022 / 8:09 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.