أكد الفنان الإماراتي حبيب غلّوم، في محاضرته بملتقى الشارقة العاشر لأوائل المسرح العربي، التي جاءت بعنوان "المسرح الإماراتي: بين اليوم والغد"، التي قدمها صباح الاثنين، بفندق بولمان الشارقة، أننا في دولة الإمارات نؤرخ لبدايات المسرح، مع كتابة أول نص إماراتي كتبه حاكم الشارقة.
الشارقة 24:
في محاضرته بملتقى الشارقة العاشر لأوائل المسرح العربي، التي جاءت بعنوان "المسرح الإماراتي: بين اليوم والغد"، التي قدمها صباح الاثنين، بفندق بولمان الشارقة، قال الفنان الإماراتي حبيب غلّوم: "إننا في دولة الإمارات العربيَّة نؤرخ لبدايات المسرح، مع كتابة أول نص إماراتي بعنوان "وكلاء صهيون"، الذي كتبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي يعد البداية الحقيقيَّة لهذا المسرح في عام 1963".
وتحدث غلوم الذي أنهى الدكتوراه في المسرح من بريطانيا، عن أنه لم يحقق أحلامه الكاملة بالمسرح، وما زال يسعى لتحقيق ذلك، قائلاً: "إن الدولة توفر كل ما هو ممكن لإنجاز وتطوير التجربة المسرحيَّة الإماراتيَّة والعربيَّة، وقدوتنا في ذلك صاحب السمو حاكم الشارقة، وإننا نسعى ومن خلال عملنا لأن نطور ونبني في هذا المجال المهم".
وأشار غلوم إلى أن حاكم الشارقة قدوة لنا، ومحفّزاً لنا حيث نسمع منه في كل لقاء ما يعطينا المحفّز للمسير في طريق المسرح الذي يخلق المحبة والوعي، واليوم أصبحت الشارقة أيقونة للمسرح العربي.
وفي حديثه عن البدايات، قال غلوم: "لقد كنا نواجه العديد من المعوقات في طريق المسرح، لاسيما أننا نعيش في مجتمعات لها قيمها الخاصة، التي تضع بعض الأطر الاجتماعيَّة على الشخص أحياناً، لذلك علينا أن نعرف أن هذا الجانب له إرث كبير ومهم، وعلينا أن نحافظ على هذا الإرث، ونسعى جاهدين للإضافة عليه، وإلا لن نكون مؤثرين أو فاعلين أو مهمين في هذا الجانب، وعلينا أن نحافظ على الأرضيَّة الوطنيَّة لاسيما جيل الرواد، وإن نكون امتداداً لهم، وأن نحمل رسالتهم ولكن بوعي يشبه اللحظة الراهنة ويقدم أشكالها".
وتساءل غلوم "هل المسرح يمر بإشكاليَّة؟"، ليؤكد الطلاب أن المسرح لا يمر بأزمة، لأن المسرح من أهم الوسائل التي تحمل ما نريد من رسائل، لاسيما أن الحاجة الإنسانيَّة إلى المسرح لا تزول، وهذا واحد من أسباب بقاء المسرح، معرجين على تجربة المسرح في الحكم، لاسيما في تجربة الشيخ الحاكم الدكتور سلطان القاسمي، وكيف يؤثر هذا على العلاقة بينه والناس، وكيف خلق المسرح كل هذا الحب المتبادل.
وأشار بعض الطلبة إلى أزمة حقيقية لدى المتلقي وعلاقته بالنص، ليؤكد غلوم أن المتلقي أداة طيّعة لكن هناك صعوبات فيما يقدم، وأن المتلقي يحتاج إلى نص وفكرة مغايرة وجديدة ومختلفة، لتغير تكوين العرض والمسرح، وأن يكون هناك طرح جديد، وهذا ما نحتاجه من شبابنا الجدد الذين يريدون الدخول إلى هذا المجال، مؤكداً أن الكل شريك في الأزمة التي يمر بها المسرح.
وحول إشكاليَّة العمل في قطاع المسرح، تحدث الطلاب عن الفرص وعن طاقة الفنان وعن الجمهور المستهدف، وعن أهميَّة خلق الحلول المهمة للتسويق، تسويق الذات، لاسيما في وسط أصبحت النجوميَّة فيه هي واحدة من أهم المشاكل التي تواجه الشباب الجدد في هذا المجال، وصعوبة الدخول إليه.
وتعليقه على آراء الطلاب، قال غلوم: "علينا أن نكون إيجابيين ولا نكون سلبيين، لأن الحياة تحتاج الإيجابيَّة لاسيما في المسرح، وفي الحياة يجب أن يكون التفاؤل سيد الموقف، ولا يكفي أن نكون متفائلين فقط، ولكن أن نجتهد في الحياة والمسرح، ونحن نبحث عن هذه الطاقات، ليس لتكون مسرحيَّة فقط، وإنما نحتاج إلى شباب ينظرون للمسرح نظرة مختلفة، ويقدمون تجارب مختلفة".