جار التحميل...

°C,
"الشارقة للتراث" يطلق ثاني إصداراته ضمن سلسلة "عالم التراث"

هيثم القاسمي يفتتح فعاليات أيام الشارقة التراثية في كلباء

March 19, 2022 / 5:13 PM
دشن الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بكلباء، افتتاح فعاليات "أيام الشارقة التراثية" في دورتها الـ 19، بحضور جمع غفير من كبار المسؤولين والجمهور الذي توافد من مختلف مدن ومناطق الساحل الشرقي.
الشارقة 24:

شهد الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بكلباء، افتتاح فعاليات "أيام الشارقة التراثية" في دورتها الـ 19، وبحضور سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة، وسعادة الدكتور سليمان سرحان الزعابي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، وجمع غفير من كبار المسؤولين والجمهور الذي توافد من مختلف مدن ومناطق الساحل الشرقي.

وأفاد أحمد محمد الدح، منسق افتتاحات أيام الشارقة التراثية في المنطقة الشرقية: "أن الفعاليات التراثية الرائعة في القرية التراثية ستستمر لغاية 25 مارس الجاري، حيث سيتاح للجمهور الاستمتاع بسلسلة متنوعة من فنون التراث والموروث الشعبي بما فيها من عروض وأهازيج ورقصات شعبية وفلكلورية وحرف تقليدية ومسابقات وألعاب شيقة للأطفال، كما يمكنهم تجربة الأطباق والمأكولات التي تعرضها 15 مطعماً من خلال الأركان والأجنحة المشاركة في المهرجان فضلاً عن مساحات رحبة للمعروضات الشعبية الأخرى والمقتنيات التراثية النادرة، بالإضافة إلى فرصة التعرف على مفردات ومكونات البيئات الإماراتية الأربعة البحرية منها والزراعية والجبلية والساحلية ومختلف المواقع التراثية". 

وأضاف الدح: "يحظى مهرجان هذا العام بمشاركات متنوعة ونوعية من مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية تحت سقف القرية التراثية في كلباء، حيث يشارك في فعاليات الأيام نحو 18 دائرة حكومية بأنشطة وبرامج متنوعة، فيما تشارك 20 أسرة منتجة بأركانها الخاصة بها، إلى جانب مشاركة 3 متاحف خاصة للمواطنين، في حين سيكون الجمهور طوال الأيام على موعد مع جرعات نقاشية في فنون الثقافة والتراث والفكر في المقهى الثقافي، حيث الندوات الأدبية والمحاضرات القيمة، أما قسم الإدارة الأكاديمية فيقدم تعريفًا وافيًا بالإدارة ودورها وبرامجها، سواء في ترميم المخطوطات أو غيرها، وهناك أيضاً قسم الإرشاد السياحي لمدينة كلباء، وقسم الجمع الميداني الذي يعمل على جمع المعلومات من كبار السن. 

"أدب السيرة الشعبية العربية" ثاني إصدارات سلسلة عالم التراث

في إطار جهود معهد الشارقة للتراث لإغناء المكتبة العربية بالإصدارات التراثية الحديثة والقديمة، وضمن خطة النشر وصناعة الكتاب في المعهد، شهد المقهى الثقافي إطلاق ثاني إصدارات سلسلة "عالم التراث"، والتي أعلن المعهد مؤخراً عن بدء إصدارها، وهي سلسلة مستحدثة يديرها الكاتب والناقد المصري إيهاب الملاح، ضمن مجموعة من السلاسل التراثية التي سيطلقها المعهد تباعاً هذا العام، بهدف إثراء وتنوّع المحتوى التراثي وشموله، حيث تقوم فكرة هذه السلسلة الجديدة على انتخاب مجموعة من العناوين المهمة للكتب القيّمة لأعلام التراث والثقافة في العالم العربي، بهدف بعثها وإعادة إحيائها ونشرها، وجعلها من جديد في متناول القارئ بعد مرور سنين طويلة من إصدارها أول مرة.

وجاء الإصدار الثاني من هذه السلسلة تحت عنوان (مدخل إلى أدب السيرة الشعبية العربية- الجزء الأول) للروائي والباحث فاروق خورشيد رحمه الله، ويتناول الفولكلور والإبداع الدرامي، والسيرة الشعبية والإبداعات الشعبية، حيث قام الكاتب إيهاب الملاح بتوقيع الإصدار الجديد للكتاب وإهدائه لجمهور المقهى الثقافي.

معالم المستقبل يرسمها التراث الأصيل

وضمن سلسلة الجلسات النقاشية اليومية التي يثري بها المقهى الثقافي زوار ساحة التراث في منطقة قلب الشارقة، أكد كل من الباحث والكاتب الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، والباحث والكاتب والإعلامي الجزائري الدكتور خالد عمر بن ققة، والباحث الإماراتي علي حسن آل غردقة، أن التراث لبنة وأداة أساسية في رسم معالم المستقبل وتشكيل ملامحه الرئيسة من خلال ترسيخ الجذور الصحيحة والانطلاق الراسخ من أساس قويم، يجعل من المعرفة الواعية مرتكزاً له في تجاوز النظرة السلبية المتعالية على نتاجه السابق عبر العصور، والانتقال إلى ما يمثله هذا التراث من قيمة تشاركية تزيد من اللحمة الاجتماعية وتحفظ عادات وتقاليد المجتمع وموروثه.

جاء ذلك خلال الجلسة نقاشية التي أدارها الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.

أوضح بن صراي في مشاركته التي جاءت تحت عنوان "نشر الموروث الشعبي في المجلات العربية المتخصصة"، أنه من خلال عمله الأكاديمي في جامعة الإمارات، وقف على ما تعج به مكتبة الجامعة من دوريات عربية قديمة تحدثت عن التراث الشعبي العربي عموماً ومن ضمنها الإماراتي. 

وعرض بن صراي نماذج من تلك المجلات الرصينة التي تضمها مكتبة جامعة الإمارات، من خلال التركيز على الافتتاحية الدالة، والمحتوى المتفاعل، ومنها مجلة الفنون الشعبية المصرية، والتي صدر أول عدد منها سنة 1965، ومجلة التراث الشعبي العراقية الصادرة سنة 1934، ومجلة المأثورات الشعبية الصادرة سنة 1986، ومجلة الفن والتراث الشعبي في الإمارات التي أصبحت تحمل اسم (نخيل).

وخلال تنقله بين هذه المجلات بدءًا من الافتتاحية إلى الأعداد التي جاءت بعدها، أكد بن صراي أنه لاحظ مدى الغناء الفكري والتراثي فيها، من خلال مقالات كتبها أعلام ومثقفون كبار في العالم العربي، وهو ما يؤكد الاهتمام المبكر من هؤلاء الكتاب بهذا التراث والحرص على أن يظل حاضرًا رغم كل المعوقات. 

وأما الدكتور خالد بن ققة، فقد تحدث عن "إعلام التراث: خطاب الثابت والمتحول"، مستعرضاً تأملاته العميقة في الخطاب الإعلامي العربي السائد اليوم، لجهة توظيف التراث بأبعاده الثلاثة: الديني، والتاريخي، والثقافي عبر مختلف وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن قضايا التراث أصبحت اليوم بيئة خصبة للنقاش والتداول فيما بين الناس من خلال تناولهم اليومي له، وعبر وسائل الإعلام التي تركز على عنصر التراث في مضامينها وبرامجها المختلفة، في مواقف تتسم بالحدية في النظر إلى هذا العنصر الحضاري من جهتي التقديس أو التدنيس.

وفي مجال التراث الموجه للطفل، وتحت عنوان "الكتابة التراثية للأطفال" تحدث حسن آل غردقة عن توجيه التراث للأطفال وتشكيل الوعي المبكر بمخزونه الثقافي المميز للهوية والمحافظ على النسيج الاجتماعي، ورأى أن الثورة التكنولوجية الحالية خلقت ردة فعلية واستجابات متنوعة ومتناقضة، وعليه بات من الضرورة إيجاد حصن يحمي المجتمع من هذا الانفتاح المهول الذي صاحب التطور التقني، ونتيجة لما يحمله التراث من قدرة كبيرة على بناء عقلية واعية قادرة على انتقاء المفيد والنافع، وكان لزامًا على الباحثين والدارسين استحداث طرق مبتكرة لرفد الجيل الناشئ بمعززات تراثية في قالب حداثي يحقق أكبر استفادة ممكنة ويحصنهم ضد الاستلاب والركون إلى ثقافات غريبة لا تتماشى مع عادات المجتمع، وهو ما قدمه من خلال موسوعته التراثية الميسرة ذات المحتوى التراثي المتنوع والغني، والتي تواكب التطور الرقمي وتقدم بطرق مبتكرة وبسيطة التراث المحلي الإماراتي.

"التبوريدة".. فن الفروسية المغربية الخالد

من جهة أخرى، استضاف مركز التراث العربي وضمن سلسلة برامجه الأكاديمية والتعليمية الأستاذ عبد السلام أمارير رئيس مصلحة التراث اللامادي بوزارة الثقافة بالمملكة المغربية، والذي تحدث عن فن (التبوريدة) المغربية، وهو وتراث وتقليد استعراضي عريق يجمع بين الحماس والإثارة والتنافس والتشويق، ويرتبط بالعروض الفنية التقليدية للفروسية، ويقوم فيه الخيالة أو من يسمون بالباردية اشتقاقاً من كلمة البارود، بمحاكاة الهجمات العسكرية القديمة عبر العصور السابقة.

المتاحف الخاصة في الإمارات.. مشاريع فردية جديرة بالدعم

استضاف البيت الغربي في منطقة ساحة التراث الباحث الإماراتي محمد أحمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في "دبي للثقافة"، ومؤلف كتاب (المتاحف الخاصة في الإمارات دراسة وأمثلة)، وتحدث المحاضر عن دور المتاحف الخاصة التي يقيمها المواطنون في منازلهم ومجالسهم كأداة حية في الحفاظ على الإرث الثقافي في الدولة وتعزيز الهوية الوطنية فيما بين أفراد المجتمع، معرباً عن تقديره الجم لجهود المواطنين المحبين لتراث وطنهم من خلال اقتناء الكنوز التراثية والتاريخية في المتاحف الخاصة التي تضم قطعا أثرية تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة وتبرز عراقة المنطقة وأصالتها وتصبح شاهد عيان على حضارة المنطقة.
March 19, 2022 / 5:13 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.