الشارقة 24:
أكد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن القراءة سلوك واع يُبنى به العقل، وتُبنى به القيم، ويحلّق بالإنسان في أعلى مراتب العلوم والفنون، ووصف القراءة بأنها جسر التواصل مع الآخرين ومفتاح للشخصية وملمح من ملامح وجه الإنسان، إذا تكلم أبان عن شخصيته التي تظهر من خلال كلماته.
جاء ذلك خلال جلسة "أثر القراءة في بناء الذّات – استراتيجيات في تعزيز القراءة"، نظّمتها "هيئة الشارقة للتعليم الخاص"، عبر تطبيق "زووم"، وأدارتها الخبيرة التربوية رنا نزال، وتركّزت حول أهميّة القراءة في بناء الذّات من خلال تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها في المدارس الخاصة.
وأشار الدكتور المستغانمي إلى أن القراءة التي ننشدها هي التي تفتح آفاق المعرفة ونوافذ للاطلاع على الآخرين، واستشهد بما قاله الأديب الراحل عباس محمود العقاد: "لست أهوى القراءة لأكتب، وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني لأكتب كل شي، فأقرأ كتب الآخرين لأعيش حياتهم".
وعرض الدكتور المستغانمي إحصاءات تشير إلى ضعف الإقبال على المطالعة في العالم العربي، قائلاً: "لست من المتشائمين، ولكن لا ينبغي أن نغض الطرف عما نحن فيه وأن نكتم الداء، وكما قالت الحكمة القديمة من كتم داءه قتله، وقد تكون بعض الإحصاءات حول مؤشرات القراءة مبالغًا فيها، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول إن القراءة في العالم العربي اليوم متميزة".
وأثنى الدكتور المستغانمي على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أمر ببناء بيوت الشعر في الدول العربية، وأمر بالعناية بها لتصبح منابر للغة والأدب، حتى بلغت 12 بيتاً للشعر في العالم العربي، وهي مظلات لغوية علمية لنشر ثقافة القراءة والفكر والتأمل، كما نصح الأسر أن تنشئ في بيوتها مكتبات، لأن البيت الذي لا مكتبة فيه لا ينتظر منه الكثير ولن يتعلم فيه الأطفال حب القراءة.
وقال الدكتور المستغانمي: "باستطاعة الآباء تحفيز الأبناء للقراءة عندما يحدّثونهم عن سير العظماء، لأن القراءة تمثّل تذكرة للالتحاق بركب الخالدين، والقراءة هي المفتاح الذي يفتح لك مستقبلاً مشرقاً، ولا بد من تغيير ذهنيات الناس من خلال المزيد من الاهتمام بثقافة القراءة".
وأكد: "نحن نعيش في عصر لا مكان فيه لمن لا يقرأ ولا يبدع، ولا يحلل ولا يبتكر، فلا بد أن تفتح لنفسك طريقاً بالقراءة، ولا بد أن تمتهن مهنة القراءة لأنها وسيلة من وسائل التغيير".
وأضاف: "لا بد أن يعتمد طالب العلم القراءة أسلوب حياة، لأن القراءة خيار وقرار وفرار.. فهي خيار لأنها أسلوب حياة، وهي قرار لأنه ليس من السهولة أن تمضي ساعات في القراءة، وهي فرار من الجهل ومن دركات التفكير الذي لا ينفع".
وختم قائلاً: "يمكن أن نبني جيلاً يُحسن إلى نفسه وإلى أمته بالقراءة، فكل أبنائنا أذكياء ونحن بحاجة إلى طرق مبتكرة تجعل طلابنا يقبلون على القراءة، وأرى أن إلزامية التعليم أمر عظيم وليس للطالب ولا لأسرته حق في إخراج الطالب من المدرسة لأنه إذا خرج سيكون معول هدم للمجتمع".