الشارقة 24 – أ ف ب:
حينما لا يحمل قطع الطوب على ظهره في ورش البناء في شمال العراق، يدأب جمال حسين على إبداع لوحات بالخطّ العربي ليشارك في مسابقات في العراق وخارجه، لكن الرجل يدرك أن هذا الفنّ العريق لا يكفي لتأمين قوته.
ويقول الرجل البالغ 50 عاماً، صاحب العائلة الكبيرة المؤلفة من 11 ولداً المقيم في مدينة رانية في إقليم كردستان العراق: "نحن نعيش في بلد متعب من كل النواحي وأنا عندي عائلة كبيرة، ولا بدّ لي من عمل آخر، لأنني لا أستطيع أن أعيش من هذا الفن".
من محترفه البسيط في منزله المتواضع، يروي الرجل الكردي أنه خلال أيام عدة في الأسبوع "أعمل في ورشات البناء، وأحمل وأنقل قطع الطوب" من أجل تلبية الحاجات المعيشية لعائلته.
وأدرجت اليونسكو الأسبوع الفائت في تراثها غير المادي، الخط العربي الذي يشكّل رمزاً ثقافياً أساسياً في العالمين العربي والإسلامي، إثر طلب تقدّمت به 16 دولةً من بينها السعودية ومصر والعراق والمغرب.
ووصفت المنظمة التابعة للأمم المتحدة الخط العربي بأنه "فن الكتابة بالعربية بطريقة سلسة تعبيراً عن التناسق والجمال".
يرحّب حسين بهذا القرار، آملاً أن يكون "خطوة تشجّع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على اتخاذ خطوات جادة لدعم فن الخط والفنانين العاملين فيه".
ويعرض حسين الذي يعمل خطاطاً منذ الثمانينات، في مكتبه دروعاً وميداليات، عددها أربعون كما قال، توثّق مشاركته في منافسات ومباريات للخطّ العربي.