نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة حوارية، بعنوان "اللغة العربية والتناغم بينها وبين الحياة العصرية"، استضافت د. أمحمد المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وذلك ضمن فعاليات حملة "أنا البحر.. في حب اللغة العربية".

الشارقة 24:

يواصل المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسات وفعاليات حملة "أنا البحر.. في حب اللغة العربية"، والتي أطلقها المكتب بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، وتم تنظيم جلسة حوارية عبر تطبيق زوم، بعنوان "اللغة العربية والتناغم بينها وبين الحياة العصرية"، واستضافت الجلسة د. أمحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وأدارتها د. مريم الهاشمي، التي بدأت بالتعريف بالدكتور المستغانمي وبمحاور الجلسة.

وأوضح الدكتور المستغانمي، حين نتحدث عن اللغة العربية ينبغي أن يستحضر كل منا أن اللغة العربية ليست مجرد حروف وكلمات وعبارات فقط، بل اللغة فضاء واسع ومجال فسيح، واللغة تعبر عن ذات الإنسان وعن شخصيته وثقافته وهويته، ولغتك هي مرآتك العاكسة، وتعكس ماضيك ومستقبلك، فأنت تستشرف بلغة بسيطة كيف يمكن أن يكون المستقبل، فإذا تحدث أحدنا اكتشفنا من هو وماهي شخصيته، ما الأمور التي يعنى بها وما هي ثقافته، فاللغة تعبر عن كيان الإنسان.

وتابع المستغانمي، أن الإنسان لا يعد إنساناً دون لغة، فالفرق بين الإنسان والمخلوقات الأخرى هو قدرته على البيان والتبيين والتعبير، لهذا قال الله سبحانه وتعالى: الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان.

وأجاب أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، عن تساؤل: هل ثمة لغة متقدمة ولغة متأخرة؟ حيث أوضح لا، لأن اللغة تتقدم بعناية أهلها بها، واللغة لا تصبح متأخرة إلا إذا أهملها أصحابها، فمثلاً حين نرى اليوم أن اللغة الصينية أصبحت بين اللغات الست العالمية رغم صعوبتها ولكنها فرضت نفسها بأهلها، فاللغة تسمو وتزدهر بالعناية بها، فما بالك إذا كانت لغة جميلة الإيقاع غنية بمفرداتها ثرية بمعانيها، اصطفاها الله للقرآن، ينقصها فقط اهتمام أهلها بها، فاللغة تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.

وطرحت الهاشمي تساؤلاً آخر، هو: كيف يمكن أن نفسر حياة واستمرار اللغة العربية اليوم مع وجود تعددية لغوية في العالم؟ 

وأضاف المستغانمي، أن التعدد في اللغات واقع، لذا ينبغي علينا أن نتعايش مع جميع اللغات العالمية، فالعولمة اليوم تتدفق من كافة المجالات اقتصادي واجتماعي وإعلامي وثقافي وغيرها، لذا لابد أن يتسلح أبناؤنا بسلاح الهوية الوطنية والهوية العربية والإسلامية، لحماية لغتهم وثقافتهم وهويتهم من العولمة، وأكد أن الاجتهاد في الإنتاج المعرفي يكسب اللغة مكانتها المطلوبة، فاللغة الإنكليزية مثلاً فرضت نفسها بسبب هذا الإنتاج الذي يبث الحياة في اللغة ويجعلها لغة حية متداولة في قائمة اللغات العالمية.

وتم تنظيم حوار مفتوح مع الأطفال، بعنوان "نحن أبناؤها"، بالتعاون مع البرلمان العربي للطفل، عبر تطبيق زوم، وقدمت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، الجلسة مؤكدة على حرص المكتب، على إتاحة الفرصة للأطفال خلال فعاليات وجلسات الحملة، لأن الأطفال لهم قدراتهم ومهاراتهم الخاصة في التفكير والحوار وعرض الأفكار خاصة فيما يتعلق بهويتنا العربية، ولا مستقبل للإنسان دون هويته، ونحن ننظر للمستقبل من خلال أطفالنا شبابنا، فهم عماد المستقبل، هم أبناء اللغة العربية، وأدار الجلسة الطفل "تركي الذوادي" رئيس لجنة حقوق الطفل في البرلمان العربي، وشارك فيها أطفال من 11 دولة عربية.

وسلطت الجلسة، الضوء على عدة محاور منها: لماذا يكثر الكلام اليوم عن اللغة العربية وضرورة حمايتها، وهل هي في خطر؟ وكيف يمكن حماية اللغة العربية اليوم؟ وكيف يمكن للأطفال المحافظة على لغتهم العربية، ومتى يمكنهم التحدث بلغات غير العربية؟ وغيرها من المحاور، حيث كانت الجلسة ثرية ومتنوعة بالأفكار، وتم قبل البدء بالجلسة عرض فيلم "كلموني بحروف عربية"، من إعداد وإنتاج المكتب الثقافي والإعلامي، لترسيخ أهمية تعليم اللغة العربية للأطفال.

وتتواصل الفعاليات المصاحبة للحملة، ضمن قافلة "ألف باء"، والتي تتضمن عدة فعاليات وبرامج منها تقديم واستعراض لأغنيات باللغة العربية الفصحى، وعرض مسرحي بعنوان "مغامرات مسرة في عالم اللغة العربية"، وورشة "الفصحى في تراثنا"، ومسابقات متنوعة وغيرها من الفعاليات التي تقام في عدة أماكن، منها مسرح مهرجان الضواحي العاشر في الشارقة.