الشارقة 24:
أكدت هنادي اليافعي مدير إدارة سلامة الطفل، أن حماية الأطفال من الإساءة لبراءتهم في العالمين الواقعي والافتراضي، أصبحت على رأس أولويات المنظمات والهيئات الرسمية والمجتمعية في العالم، نظراً لتعدد أشكال الإساءة وأساليبها، وتقلص الحدود بين ما هو صائب وما هو خاطئ نتيجةً لتغير أنماط الحياة وزيادة تواجد الأطفال علي منصات التواصل والعالم الرقمي بشكل عام، أو نتيجةً لاستخدامها لتقديم الأطفال بصورة لا تليق ببراءتهم وحقوقهم وأخلاقيات المجتمعات، مشيرةً إلى أن حساسية هذه القضية دفعت العالم لوضعها على أجندة أهداف التنمية المستدامة للعام 2030.
وأوضحت اليافعي أن المجتمع الإماراتي يتمتع بسمات عظيمة تتمثل في قيمه وأخلاقه السامية الراسخة في تراثه وتاريخه وتتجسد في رعاية المجتمع والقيادة والمؤسسات لجميع فئاته ما يجعله من أكثر المجتمعات أمناً على مستوى العالم، مشيرةً إلى العمل على ترسيخ حصانة المجتمع ضد أي سلبيات محتملة، يعتبر أولويةً لكل إماراتي ومقيم.
جاء تصريح اليافعي بمناسبة استعدادات الإدارة لإطلاق منتدى سلامة الطفل غداً في 17 نوفمبر الجاري تحت شعار "نصون براءتهم" حيث سيناقش المنتدى الممارسات المباشرة وغير المباشرة التي تصنف ضمن الإساءة لبراءة الأطفال وتفعيل دور المؤسسات والأهالي والجهات المختصة لترسيخ مكانة المجتمع الإماراتي الذي يمثل نموذجاً في الاستقرار والالتزام بالقيم وحماية الحقوق لجميع الفئات والأعمار.
وأشارت اليافعي إلى أن إحصائيات منظمة اليونيسف تشير إلى أن %12.7 من أطفال العالم يتعرضون للاعتداءات الجنسية قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، وأن واحدة من بين 20 فتاة ما بين 15 و 19 أي نحو 13ملايين فتاة، تتعرض للاستغلال والإساءة لبراءتها بطرق مختلفة، وأوضحت أن هناك واجباً من قبل كافة الإدارات والمؤسسات والمنظمات المهتمة بسلامة الطفل ونشأته السليمة لتسليط الضوء على هذه المعضلة الدولية وإيجاد حلول فاعلة لها، مؤكدة أن العمل من أجل سلامة الأطفال يتجاوز الحدود والثقافات والأعراق لأنه عمل من أجل صيانة مستقبل الإنسانية المشترك.
وبينت اليافعي، أن منتدى سلامة الطفل المقبل سيركز بشكل أساسي على تكامل الأدوار المجتمعية والمؤسساتية في ترسيخ ما نتمتع به من أمن وحماية عالية للأطفال، وسيبدأ من دور الأسرة التي يقع على عاتقها الرعاية الدائمة والمتابعة الحثيثة لممارسات الأطفال اليومية وتوعيتهم بكل ما قد يمس ببراءتهم، إلى جانب تسهيل التواصل معهم واستحداث أساليب ووسائل تناسب وعي الصغار وخصوصيتهم لتشجيعهم على الحديث الصريح والشفاف وإبلاغ الأهالي بكل ما يحصل معهم، مع التركيز بشكل خاص على الأهالي الذين يسافرون خارج البلاد ويندمجون في ثقافات وطباع وقيم متباينة ومختلفة.
وأشارت اليافعي إلى أن دور الأسر لا يكتمل إلا بتعاون المؤسسات المجتمعية والأكاديمية على رعاية الأطفال وفتح قنوات حوار معهم ومع أهاليهم للوقوف السريع أمام أي انتهاكات سواء كانت قد حصلت أو هناك احتمال لحصولها، منوهةً بأن المعايير الاجتماعية العالية القائمة على الأخلاق النبيلة والقيم السامية تسهل مهمة حماية الأطفال وتشكل حصناً منيعاً لبراءتهم ونشأتهم السليمة.