نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ40، جلسة حوارية، أخذ فيها زواره في رحلة إلى عوالم التراث الثقافي، ليعرفه بالخطوات المتبعة في تأليف محتوى ومضامين ومعطيات التراث الشفهي وغيره من أنواع التراث الثقافي غير المادي.
الشارقة 24:
أخذ معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الأربعين، زواره في رحلة إلى عوالم التراث الثقافي، ليعرفه بالخطوات المتبعة في تأليف محتوى ومضامين ومعطيات التراث الشفهي وغيره من أنواع التراث الثقافي غير المادي، بدءًا من جمع المعلومات من الرواة، وصولاً إلى مرحلة التدوين، والتوثيق، والكتابة الأكاديمية.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية، بعنوان "أسس وخطوات التأليف في التراث الثقافي غير المادي"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، شارك فيها كل من الدكتور سعيد الحداد مدير فرع معهد الشارقة للتراث في كلباء، والكاتبة شيخة الجابري عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأدار الجلسة فهد المعمري.
وأوضح الدكتور حداد، أن عملية توثيق التراث وكتابته تبدأ من الرواة الذين عليهم مهمة جمع المعلومات، مؤكداً أن هذه المرحلة مهمة جداً بحيث تتطلب من الباحث أو جامع المعلومات أن يكون دقيقاً وقادراً على التعامل مع كبار السن، لتحفيزهم على تقديم المعلومات، إلى جانب إلمامه المسبق بمدى اهتمام الشخص الذي يلتقيه بالموضوع الذي يتم جمع المعلومات عنه.
وأشار حداد، إلى ضرورة الاعتماد على أكثر من راوٍ للموضوع الواحد، ليتمكن الكاتب من المقارنة بين المعلومات ومدى دقتها، مع التأكيد على عدم مقاطعة الرواة للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وبعد مرحلة الرواة، تأتي عملية تفريغ وتدوين المعلومات، وفقاً للدكتور حداد الذي أكد ضرورة عدم تجاهل أي كلمة أو مصطلح أثناء التدوين، وأضاف في مرحلة الكتابة يجب أن يكون الكاتب أميناً على جميع المعلومات بعد فرزها ومقارنتها وتدقيقها، كما أن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار أن المعلومات التي سيوثقها مادة دسمة وتحتاجها الأجيال القادمة ولذلك يجب أن تكون دقيقة.
وتابع الدكتور حداد، يجب على الكاتب أن يكون شغوفاً بالموضوع الذي يتناوله، وأن يتبع منهج محدد في الكتابة سواء التحليلي أو الوصفي أو التفصيلي أو التعبيري أو التصويري.
بدورها، أوضحت الجابري، أن رحلة البحث عن التراث ليست بسيطة، بل تحتاج إلى جهد ووقت، وخصوصاً أن الباحث يستهدف ذاكرة الأشخاص الذين سيلتقيهم وهم الرواة أو ما نسميهم "الكنوز البشرية".
وأضافت الجابري، تسجيل التراث لا يأتي اعتباطاً، بل يجب أن يكون مدروساً، فهناك مجموعة من الأدلة التي تساعد الباحثين وجامعي المعلومات الميدانيين في مجال التراث، ومنها دليل دورة حياة العام (عيد الفطر وعيد الأضحى ورمضان وليلة النصف من شعبان واحتفالات الحج وغيرها)، ودليل الحياة الزراعية، ودليل دورة الحياة (الحمل والولادة والزواج والوفاة)، وهذه الأدلة عبارة عن أسئلة يستخدمها جامع المعلومات عند لقائه بالرواة لتوفر عليه الوقت والجهد في عمله.
وحول أدوات جامع المعلومات الميداني، التي يجب أن يأخذها معه عندما يريد مقابلة شخص معين للحصول على المعلومات، أوضحت الجابري على الباحث أن يحمل حقيبة تتضمن أوراقاً وأقلاماً وكاميرا وأداة تسجيل وبطاريات أو شاحن لجهاز التسجيل، كما يفضل اصطحاب هدية بسيطة تقديرية للشخص وخصوصاً أنه يكون كبيراً في السن.