كشفت الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر القاسمي، أن حبها لمصر وتاريخها الثقافي العريق كان الدافع الذي حثها على إنجاز كتابها الجديد "مقهى ريش.. عين على مصر"، الذي صدر قبل أسابيع عن دار نهضة مصر، واحتفى به معرض الشارقة الدولي للكتاب، في جلسة خاصة.
الشارقة 24:
أكدت الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر القاسمي، أن حبها لمصر وتاريخها الثقافي العريق كان الدافع الذي حثها على إنجاز كتابها الجديد "مقهى ريش.. عين على مصر"، الذي صدر قبل أسابيع عن دار نهضة مصر، واحتفى به معرض الشارقة الدولي للكتاب، في جلسة خاصة، شهدتها قاعة الاحتفالات.
وشارك في الجلسة، التي أدارتها الكاتبة عائشة سلطان، الأديب محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، والدكتورة فاطمة حمد المزروعي، الكاتبة وعضو المجلس الاستشاري للغة العربية، وداليا إبراهيم، رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر للنشر، والإعلامية نشوى الحوفي، مدير النشر في دار نهضة مصر.
وأكدت ميسون القاسمي، خلال الجلسة، أنها تعتبر مقهى ريش في القاهرة، نافذة تطل على مصر كلها، ومن خلال تواصلها مع ملاك المقهى العريق اطلعت على وثائق كشفت لها جوانب مهمة من تاريخ القاهرة، وأظهرت ملامح من حب المصريين لبلدهم، وأوضحت أن كتابتها عن المقهى مثّلت لها نقطة ارتكاز للدخول إلى التاريخ والفن والحالة الاجتماعية في مصر، خلال فترات زمنية مختلفة.
وكشفت خلال حديثها في الجلسة، أن مقهى ريش شهد غناء أم كلثوم للمرة الأولى في القاهرة، وأن مساحة تقدر بثلاثة أمتار من المقهى اقتطعت لتمثل المسرح الذي غنت عليه أم كلثوم وأيضاً الفنان زكي مراد.
وأوضحت ميسون القاسمي، أنها لم تقصد الكتابة عن المقهى بشكله الراهن ولا عن المكان المجرد، بل عن ماضيه وما كان يمثله من فضاء لجمع المثقفين والسياسيين، وعن إسهامه في تشكيل الوعي وإثراء تجارب أدبية كان لها أثر كبير في التحولات الجوهرية التي طالت المجتمع والساحة الثقافية المصرية منذ تأسيس المقهى عام 1908.
بدوره، أشار الأديب محمد المر في مداخلته إلى أن كتاب ميسون صقر ينطلق من محبتها لمصر، وأنه يعد مقاربة تاريخية لمصر في العصر الحديث من بوابة المقهى، وبأسلوب يميل أكثر إلى الكتابة غير الأكاديمية، وذلك يجعل لعملها طابعاً مشوقاً للقارئ لاعتماده على لغة السرد، بالاستفادة من الوثائق النادرة التي تحتفظ بها العائلة المالكة للمقهى.
من جهتها، أوضحت الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، أن العمل الذي بلغت صفحاته 654 صفحة مكتوب بشغف واهتمام ويمتلئ بإحالات إلى سيرة المكان وأنواع المقاهي الشعبية الأخرى، والأماكن المجاورة لمقهى ريش، ويذكر الأحداث ذات الصلة برواده من رموز الأدب والثقافة في مصر، وأبرزهم الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ الذي يشير مقربون منه إلى أنه صمم شخصيات روايته الكرنك من أجواء مقهى ريش وعالم رواده.
أما داليا إبراهيم رئيس مجلس إدارة دار نهضة مصر ناشرة الكتاب، فأشارت إلى أن الدار بادرت بطباعة العمل، نظراً للجهد الذي بذلته مؤلفته وما أظهرته من حب لمصر، لافتة إلى مقدرة الكاتبة على الغوص في تفاصيل المكان والزمان لنقل صورة مكتملة عن محطات من تاريخ القاهرة الثقافي.
فيما رأت الإعلامية نشوى الحوفي، أن الكتاب يعد وثيقة عن ثقافة المصريين، وأن العمل يتميز بصخب هادئ لم تتعمد من خلاله الكاتبة أن تظهر ذاتها، بل بقيت فيه على مسافة لترى الصورة كاملة من خارجها، وأنها وظفت الكتابة عن مقهى ريش لتطل من خلاله على مصر وحكايات القاهرة في تحولاتها خلال فترات تاريخية سابقة.
وخلصت نشوى الحوفي، إلى أن ميسون صقر القاسمي احتفظت بحس الدهشة وهي تكتب عن مصر وثقافة المقهى التي بدأت تتعرض لنوع من التحول الذي يكاد أن يؤثر على المقهى القديم وتقاليده، ومن هنا تنبع أهمية الكتاب الذي تحاول مؤلفته إحياء ثقافة المقهى، فنجحت في اقتناص المكان وتوثيقه والإلمام بعوالمه وما يحيط به من أسماء وتواريخ وأحداث لها انعكاساتها على مصر.