الشارقة 24- أ.ف.ب:
انطلق موكب تشييع مهيب للفنان السوري صباح فخري الذي توفي الثلاثاء، عن 88 عاماً في دمشق بعد مسيرة فنية غنية تميزت بالموشحات الأندلسية والقدود الحلبية، من مستشفى الشامي الذي توفي فيه فخري، ولف النعش بالعلم السوري وسار خلفه حشد من المشيعين، بينهم فنانون ومسؤولون وبعد دمشق، سيوارى فخري الثرى في مدينته حلب في شمال البلاد.
وقال الفنان دريد لحام "قد يكون رحل، لكنه لن يغيب بل سيبقى حاضراً في الوجدان والذاكرة لأن عظمته وعظمة صوته في أنه عرفنا على تراثنا الذي كنا نجهله، ولولا صباح فخري لما تعرفنا عليه".
وترك فخري، المولود العام 1933 في مدينة حلب، وراءه عشرات المقطوعات الموسيقية والأغاني التي حفظتها الألسنة على مدار عقود، مثل أغاني "يا طيرة طيري يا حمامة" و"يا مال الشام" و"قدّك المياس" و"قل للمليحة" وغيرها من الموشحات.
وقالت الممثلة السورية منى واصف للصحافيين على هامش مشاركتها في التشييع "إنها خسارة كبيرة وليست عادية، صباح فخري لا يتجدد ولن يأتي من بعده، فالعمالقة لا يأتي أحد من بعدهم".
وفي حفلاته التي جال فيها عواصم ومدن العالم، امتلك فخري أسلوباً خاصاً في إشعال تفاعل الجمهور الحاضر، من خلال رقصته الخاصة على المسرح، حيث تميّز بحركة يديه ودورانه حول نفسه، في ما يُعرف برقصة "السنبلة" في محاكاة لرقصة الدراويش.
وحقق فخري الرقم القياسي في الغناء عندما غنى في العاصمة الفنزويلية مدة عشر ساعات من دون انقطاع العام 1968 على ما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا)، وشكّل "ملك القدود الحلبية" حالة طرب دائمة للسوريين، وصوتاً لا يُفارق سهرات أُنسهم وجمعاتهم الليلية.
ويكاد لا يخلو منزل سوري عموماً وحلبي على وجه الخصوص من أشرطة التسجيل القديمة التي كانت تجمع أغانيه وموشّحاته.