وسط الصحراء القاحلة والجبال بمدينة العلا في شمال غرب السعودية، ينقب العلماء عن آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين بعد أن سقطتا من ذاكرة التاريخ لزمن طويل، وتشتهر العلا بمقابر مدائن صالح العجيبة المحفورة في الصخر.
الشارقة 24 - رويترز:
ينقب العلماء عن آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين بعد أن سقطتا من ذاكرة التاريخ لزمن طويل وسط الصحراء القاحلة والجبال بمدينة العلا في شمال غرب السعودية.
وتشتهر العلا، التي أصبحت وجهة سياحية رائدة منذ افتتاحها في 2019، بمقابر مدائن صالح العجيبة المحفورة في الصخر، ويعود عمر هذه المدائن إلى 2000 عام ونَحَتها في الصخور العرب الأنباط وهم مجموعة من العرب القدماء قبل الإسلام الذين بنوا أيضاً مدينة البتراء في الأردن المجاور.
لكن فريقاً من علماء الآثار الفرنسيين والسعوديين يركزون الآن على التنقيب عن خمسة مواقع قريبة ترتبط بحضارتي الدادانيين واللحيانيين، وهما قوتان إقليميتان مهمتان ازدهرتا قبل ألفي عام لكن طواهما النسيان وظلتا ملفوفتين بستار من الغموض منذ ذلك الحين.
وقال الدكتور عبدالرحمن السحيباني المدير المشارك لمشروع دادان الأثري "هذه الشراكة السعودية الفرنسية تهدف إلى محاولة تسريع وتيرة الأعمال لفهم أكبر جوانب مملكتي دادان ولحيان، لذلك هذا المشروع حالياً يتم التنقيب في خمسة مواقع متوازية. المنطقة الأولى وهي منطقة إسلامية ونحاول أن نفهم طبيعة هذا التواجد، المنطقة الثانية، التي نحن فيها الآن هي منطقة المعبد، والمنطقة الثالثة وهي ربما المنطقة السكنية ولذلك نحاول أن نفهم طبيعة الحياة الاجتماعية لدى الدادانيين واللحيانيين، والمنطقة الرابعة وهي منطقة المقابر ولذلك نحاول أن نفهم أكثر عن العادات الجنائزية، إذاً المشروع يحاول حقيقة فك غموض وشفرات حضارتي دادن ولحيان".
ويضيف الدكتور عبدالرحمن السحيباني "هذا طبعاً الحوض الحجري الذي ربما يعود إلى فترة النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد الذي بإمكانه أن يحتوي على ما يقارب 26 ألف لتر من المياه التي قد تكون المياه المقدسة التي كانت تستخدم ربما لغرض التطهر أثناء المعبد، وهذا البئر الذي تم اكتشافه قبل سنوات وهو بعمق 7 أمتار تقريباً، وأحد أهدافنا في العمل هذا الموسم هو محاولة الكشف عن العلاقة ما بين البئر والحوض".
ورد ذكر دادان في العهد القديم، وكانت مملكة لحيان إحدى أكبر ممالك عصرها، وامتد ملكها من المدينة المنورة جنوباً إلى العقبة في الشمال، بحسب الهيئة الملكية للمشروع.