نظمت مؤسسة "نماء للارتقاء بالمرأة" جلسة نقاشية في جناح المرأة بإكسبو دبي 2020، بالشراكة مع "مبادرة بيرل"، حضرها أكثر من 30 مدير تنفيذي ورائد أعمال من منطقة الخليج، للدعوة إلى إحداث تحول جذري في المشاركة الاقتصادية للمرأة.
الشارقة 24:
دعت مؤسسة "نماء للارتقاء بالمرأة" إلى التعاون في تنفيذ الإجراءات والاستراتيجيات التي تضمن تحقيق نتائج ملموسة في تطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص داخل المؤسسات، وإحداث تحول جذري في المشاركة الاقتصادية للمرأة، وذلك بالاستثمار في التعليم والتدريب، وتخصيص الموارد لتحديد أهداف تكافؤ الفرص، وتطوير التشريعات والنظم الداخلية الخاصة بالمؤسسات.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية نظمتها مؤسسة "نماء" في جناح المرأة بإكسبو دبي 2020، بالشراكة مع "مبادرة بيرل"، حضرها أكثر من 30 مدير تنفيذي ورائد أعمال من منطقة الخليج، دعوا فيها قادة القطاعين الحكومي والخاص لتحسين أثر الأعمال التي تخدم المجتمع بتوفير فرص عادلة ومتكافئة للمرأة في مراكز القيادة واتخاذ القرارات.
وأقيمت الجلسة النقاشية المغلقة على منصة "ارتقاء" التابعة لمؤسسة "نماء" بعنوان "تعزيز استدامة الأعمال من خلال وصول المرأة إلى المراكز القيادية"، وأبرزت فرص العمل الاستراتيجية والتغييرات الإيجابية المستدامة التي يمكن تحقيقها من خلال تعزيز تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين في المؤسسات، ودعت الرؤساء والمدراء التنفيذيين وقادة الأعمال في منطقة الخليج إلى انتهاج ممارسات مستدامة تهيئ للمرأة بيئة مؤسسية تساعدها على تحقيق إمكاناتها وترجمة قدراتها.
وشارك في الجلسة التي استمرت 90 دقيقة، باتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لمجموعة شلهوب، ومنى القرق، العضو المنتدب لقطاع التجزئة في مجموعة عيسى صالح القرق، والدكتور باتريك ألمان وارد، الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز، وهدى اللواتي، المديرة التنفيذية المؤسس لـ "ألف كابيتال"، وأدارت رانيا السعداوي، المديرة التنفيذية لمبادرة بيرل، الجلسة، بحضور ريم بن كرم، مديرة مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة.
التزام دولة الإمارات بمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص
وفي كلمتها الافتتاحية، أشادت ريم بن كرم، مديرة مؤسسة "نماء"، بجهود دولة الإمارات والتزامها بمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص، ومبادرتها نحو تخصيص جناح كامل للمرأة للمرة الأولى في تاريخ معارض إكسبو العالمية، وأكدت على جهود قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة "نماء"، وإيمانها الراسخ بأن المرأة والرجل شريكان مساهمان في عملية بناء الدولة على قدم المساواة، وأن تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بينهما ضرورة حتمية لتعزيز الإنتاج والتنمية والمرونة الاقتصادية.
وأشارت بن كرم إلى نتائج تقرير بحثي وثق الأثر الذي تتركه مساهمات المرأة على الاقتصاد العالمي وعلى التنمية المستدامة في كافة الصناعات، وأضافت: "أن الاستثمار في المرأة له تأثيرات إيجابية متعددة لأنها ستعاود الاستثمار في قطاع التعليم، والرعاية الصحية، إضافة إلى الفعاليات الاقتصادية على المستوى المجتمعي".
تنامي الوعي بأثر التنوع
ورحب دكتور باتريك ألمان وارد، بتنامي الوعي بأثر التنوع في الشركات والمؤسسات وأماكن العمل، قائلاً: "يلعب تنوع الرؤية ووجهات النظر دوراً محورياً في عملية صنع القرار، وتثري المزايا والصفات التي تتمتع بها المرأة جميع النقاشات وبشكل خاص المتعلقة بإدارة المخاطر"، مشيراً إلى أن التصور السائد بخصوص اعتماد مجال النفط والغاز في المقام الأول على التقنيات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يشكل عائقاً رئيساً يعرقل دخول المرأة إليه، ومؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة تشجيع المرأة على دراسة مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
وأضاف: "تقدم شركة دانة غاز كل عام فرص التدريب لـ 6 طالبات لاكتساب خبرة مباشرة وشاملة في هذا التخصص، وبدأنا نجني ثمار جهودنا مع بداية تبلور مجموعة المواهب التي دربناها في نظام شركتنا، حيث تولت المرأة منصب المدير التقني مرتين متتاليتين".
من جانبها، أكدت هدى اللواتي أهمية وجود نماذج يحتذى بها في مسيرة تمكين المرأة من المشاركة في عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية، وأضافت: "يبدأ الرجل والمرأة حياتهما المهنية معاً، إلا أننا نلحظ انخفاضاً في عدد النساء اللواتي ينجحن بالانتقال إلى المناصب القيادية، وعلى سبيل المثال، تشغل 9% فقط من النساء مناصب قيادية عليا في مجال الأسهم الخاصة على مستوى العالم، في حين لا يتجاوز تمثيلها 5% في مجال تمويل المشاريع".
ودعت اللواتي إلى تعزيز التنوع في الأعمال، مشيرة إلى أن الأزمة المالية العالمية لعام 2008 أظهرت قدرة المرأة على التفكير الاستباقي على المدى الطويل، إذ حققت المرأة في المناصب العليا داخل المؤسسات المالية نتائج أفضل من الرجل على الصعيد العالمي.
سياسات التنوع والدمج
وأكّد باتريك شلهوب، ممثلاً عن قطاع الأزياء والموضة والتجميل التي تشكل المرأة 70% من إجمالي مستهلكيه على مستوى العالم، أن مؤسسته رسخت سياسات التنوع والشمول في جميع إجراءاتها وممارساتها، وقال: "أسست والدتي، وداد شلهوب، الشركة قبل 65 عاماً بالشراكة مع والدي، ميشيل شلهوب، ولطالما كانت المرأة شريكة في عملية اتخاذ القرارات داخل شركتنا منذ تأسيسها".
وبين شلهوب أن غياب العدالة وتكافؤ الفرص يشكل عائقاً كبيراً أمام تقدم المرأة وظيفياً ومهنياً، وأن الحلول العملية لمواجهة هذه التحديات تقتضي تحديد أهداف واضحة لتحقيق التنوع، وإجراء استبيانات على مستوى المجموعة للاستماع إلى آراء الموظفين، وتقييم الإنجازات ومسارات التقدم، وتعزيز الشفافية من خلال مراقبة الإجراءات وإعداد التقارير.
وأضاف: "أنا على قناعة راسخة بقيمة التنوع ودوره وأهميته، حيث أننا نعمل على ترسيخ ثقافة القيادة لخدمة المرأة والرجل وإثراء تجاربهما على حد سواء، ولطالما كان مبدأ تكافؤ الفرص أحد أبرز المجالات الثلاث التي نركز عليها في مجموعتنا، ونجحت جهودنا الحثيثة في كسر جميع الحواجز والتغلب على العقبات التي تحول دون لعب المرأة لدورها، ونجم عن هذه الاستراتيجية نمو عدد النساء في المناصب القيادية المتوسطة إلى 44%، وتسلم المرأة 20% من المناصب القيادية العليا في مؤسستنا".
وشاركت منى القرق التجربة الناجحة لمؤسستها في استخدام دليل شركة (30% Club)، لمساعدة المستثمرين على التفاعل مع مجالس الإدارة ضمن حملة عالمية تدعو المرأة للارتقاء إلى أعلى المناصب الإدارية في المؤسسات، وأضافت: "تسعى الحملة إلى تعزيز تمثيل المرأة لتصل إلى 30% على الأقل في جميع المؤسسات والشركات، ويعد الدليل حلاً عملياً لتطوير استراتيجية متخصصة داخل الشركات، وهدفنا الآن هو مضاعفة عدد النساء في شركتنا، والاستثمار بتشجيع الرجال على تعزيز التنوع".