نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، ملتقى كبار السن العاشر، تحت شعار "المجتمع الرقمي لكبار السن"، صباح أمس، في استراحة السحب بمدينة خورفكان.
الشارقة 24:
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وبحضور سعادة عفاف إبراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، نظمت الدائرة ملتقى كبار السن العاشر، تحت شعار "المجتمع الرقمي لكبار السن"، صباح أمس، في استراحة السحب بمدينة خورفكان للمشاركين من الاختصاصيين، وافتراضياً للجمهور.
وأكدت سعادة عفاف المري في كلمتها بالمناسبة، أن الشارقة أصبحت نموذجاً مشرفاً لرعاية كبار السن، وتجسد هذا الأمر في حصولها وبجدارة على لقب المدينة المراعية لكبار السن، بعدما طبقت المعايير العالمية في هذه المعادلة، والأمر ليس بغريب على إمارة الشارقة، التي تحتضن كبار السن بل وتحترمهم وتقدر مساهمتهم الثمينة في بلورة وتشكيل تاريخ الإمارات.
وأضافت سعادتها، أن هذا الاهتمام يبرز جلياً بناءً على توجيهات قيادتنا الرشيدة في الدولة بشكل عام وفي إمارة الشارقة بشكل خاص، حيث الجهود العديدة مادياً ومعنوياً ونفسياً، لدعم كبار السن والسعي الدائم نحو تلبية احتياجاتهم، وتوفير سبل الحياة الكريمة، ولتوفير بيئة إيجابية داعمة تراعي رضاهم وتكريمهم، وجعل مرحلة الشيخوخة هي المرحلة الأفضل في حياتهم، بإحاطتهم بكل التقدير والرعاية والاهتمام.
وأضافت المري، أن الملتقى أصبح علامة بارزة في أجندة إمارة الشارقة، والذي يتزامن انعقاده مع اليوم العالمي للمسن الموافق في الأول من أكتوبر، وتابعت يأتي طرح شعار "المجتمع الرقمي لكبار السن"، مواكبة للتقدم الكبير في الخدمات الرقمية والتي لها تأثير على الخدمات المقدمة لهذه الشريحة، ومن شأنها أن تكون رافداً هاماً في مجال التطوير في مجالات الرعاية والحماية وللتنمية المستدامة لتمتع الجميع بمن فيهم كبار السن بأنماط عيش صحية، من هنا كان من الضروري مناقشة مستقبل رقمنة الخدمات، وفرص الارتقاء بها، وتحقيق طفرة نوعية في شتى مجالات الرعاية والحماية لكبار السن، من أجل صناعة مستقبل أفضل لخدمات كبار السن، والتي تقدمها المؤسسات الاجتماعية، وعلى رأسها دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة.
المحور الأول
وفي المحور الأول، طرح موضوع "مستقبل الخدمات الرقمية لكبار السن وتحدياتها"، من خلال جلستين، الأولى بعنوان"الفجوة الرقمية في مجتمع الإمارات" وترأسها الدكتور فاكر الغرايبة مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، وشارك فيها، يوسف العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية بورقة عمل عنوانها "واقع حاجة كبار السن للخدمات الرقمية وأثرها السلبي عليهم".
وأوضح الدكتور فاكر الغرايبة مدير الجلسة، أن الملتقى يعكس كل التغيرات الإيجابية التي تحدث بالدولة، ومحاولة تقريب كل الفرص للمسنين، لأن التغير الرقمي أصبح مهماً جداً اليوم، فكيف يمكن مراعاة الفجوة التي تحدث كل يوم، خاصة وأن معدل العمر في عام 2050 سيزيد عند كبار السن وستزيد عن 20 %، وستكون آسيا الأكبر احتضاناً لهم، مشيراً إلى 3 نقاط ساهمت بتحسين ظروفهم، وهي الرعاية الرقمية، ومراقبة سلوكهم من الناحية الصحية، واستخدام الذكاء، والتواصل الاجتماعي الرقمي الذي أصبح جزءاً من يومياتهم، ما يحقق الصحة النفسية لهم، وساهم بتحقيق الخدمات المتساوية لأكبر عدد منهم في العالم.
وتحدث يوسف العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمسؤولية الاجتماعية، عن أهمية الدور الذي تقوم به إمارة الشارقة من حيث الاهتمام بكبار السن، حيث وفرت الكثير من الخدمات والتسهيلات.
وقدمت الدكتورة حياة ملاوي رئيس مركز إجلال لخدمات كبار السن المؤسس والمشرف العام على المدينة الرقمية، ورقة عمل حول أسباب وتأثيرات الفجوة الرقمية على كبار السن، وأكدت على تمكين المزيد من الأشخاص من الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا التي ستفيدهم في وقت لاحق من حياتهم، مشيرة إلى أن عددهم سيصل الى 2 مليار في عام 2050، كما أنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر إلى 1.5 مليار.
الخدمات الرقمية
وحملت الجلسة الثانية عنوان "مستقبل الخدمات الرقمية لكبار السن وتحدياتها"، وتحدثت فيها هند محمد أجتبي مدير إدارة التمريض بالإنابة بهيئة الصحة بدبي، عن "الحقيبة الرقمية"، والتي تتضمن أجهزة طبية مثل السكر والضغط والقلب التي تستخدمها الهيئة، خاصة مع وباء كوفيد-19، وتوفر خدمة منزلية لكبار السن، ويستطيع الطبيب أن يعاين المريض وهو في عيادته والمريض في منزله.
من جهته، قدم عبد الله الجلاب محلل أمن المعلومات بهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، عرضاً فنياً حول ما يسمى بالهوية الرقمية، وهي خدمة جديدة طرحتها الهيئة والتي تسهم في تخفيف العبء والجهد على الجميع بمن فيهم كبار السن، وإدخال البيانات الرقمية بتطبيقات تناسب كبار السن، وتعليمهم كيفية الاستخدام عبر فيديوهات توعوية، لتسهيل استخدام الهوية الرقمية والتسجيل فيها.
بدورها، قدمت الدكتورة فاطمة حجازي أستاذ مشارك بكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، ورقة عمل بعنوان "استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في الحد من ظاهرة السقوط عند كبار السن"، وتضمنت معلومات حول كيفية قياس التوازن من خلال بعض الاختبارات البسيطة للتوازن، وعلى أساس الدرجات التي يحصل عليها يتم معرفة مدى قدرة المسن في خدمة نفسه.
وطرحت الدكتورة سميرة سطوطاح أستاذة بكلية الاتصال في جامعة الشارقة، ورقة بعنوان "دور التكنولوجيا الذكية في تمكين كبار السن"، نوهت فيها، إلى أن العالم لم يعد يتحدث عن رعاية المسن وإنما عن التمكين، مؤكدة على دور التكنولوجيا في عصرنا الحالي، وقدرتها على إيجاد فرص للتنمية الشاملة والمستدامة.
المحور الثاني
وفي المحور الثاني، ترأست الجلسة الدكتورة مها أبو رية أستاذ مساعد بكلية الإنسانيات والعلوم بجامعة عجمان، وتناولت الجلسة الأولى مستجدات الخدمات الرقمية في مجال كبار السن، وقدمت علياء الجوكر مدير إدارة التنمية الأسرية بوزارة تنمية المجتمع، تحت عنوان "معاً نحو مجتمع يأخذ بيد الكبار لتعلم المهارات الرقمية"، واستعرضت المبادرات التي قدمتها الوزارة تجاه كبار السن.
وتطرق الدكتور جاسم الحمادي مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، في مشاركته إلى الدور الذي تلعبه الدائرة في خدمة كبار السن، منوهاً إلى أن من منطلق غايات الدائرة أن يتمتع مجتمعنا بالرفاه والعيش الكريم.
وتضمنت الجلسة الثانية، تجارب كبار السن في التعامل مع الخدمات الرقمية المقدمة لهم، حيث تحدثت الدكتورة سماح فريد أستاذ علم الاجتماع بكلية أونتاريو للعلوم الاجتماعية والتربية، عن تجربة كندا في تطوير الخدمات الذكية المقدمة لكبار السن، بينما قدم أحمد عبد الله النقبي من جمعية الإمارات للمتقاعدين، تجربته بعنوان "تجربة كبير السن في التعامل مع الخدمات الرقمية المقدمة له شخصياً".