انطلقت هيئة الشارقة للتعليم الخاص ببرنامجها النوعي "معلم وافتخر" الذي جاء ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتنفيذاً لتوجيهات سموه بضرورة بناء الكفاءات المواطنة، والارتقاء بقدراتها، وإتاحة الفرصة لاستخراج طاقاتها، وتوظيفها في المسارات التنموية الصحيحة، التي يعتبر التعليم أداتها الرئيسية المعززة لعجلة التنمية الشاملة والمستدامة.
الشارقة 24:
كرّس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جهوده على قضايا تطوير وبناء الإنسان، فأطلق سموه المبادرات والمشاريع التي من شأنها تطوير البرامج التعليمية وتجويدها، حيث بدأت إمارة الشارقة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، بتوجيهات سموه حراكاً تنموياً شاملاً، يتناغم مع متطلبات القرن الواحد والعشرين.
ويعتبر مشروع سلطان القاسمي للتوطين، الذي انبثق عنه برنامج "معلم وافتخر" وهو الأول من نوعه على مستوى الدولة، أحد أهم المشاريع الهادفة إلى توفير فرص عمل مناسبة في القطاع الخاص للمواطنين الباحثين عن العمل، وفقاً للكفاءة والقدرات، حيث حرص سموه على توفير الأدوات والإمكانات اللازمة لتعزيز خبرات أبنائه وبناته من الباحثين عن فرصة عمل في الميدان التربوي.
كما حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على أن ينضوي العاملين في القطاع الخاص من الموظفين المواطنين، تحت مظلة حكومة الشارقة، حيث تتساوى رواتبهم مع رواتب موظفي القطاع الحكومي، وعلى الدرجة الوظيفية نفسها، وذلك من خلال تكفّل حكومة الشارقة بالفروق الناتجة عن التكاليف والنفقات بين القطاعين الخاص والحكومي.
قاطرة التنمية المستدامة
وسيراً على خطى وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، برزت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، كطرف حيوي من أطراف المنظومة الشمولية في الإمارة، وكجزء من الأدوات التنفيذية للمشروع، وذلك من خلال برنامج "معلم وافتخر"، الذي بدأت ملامحه تتشكل، فور إطلاق سمو حاكم الشارقة للمشروع.
ويهدف البرنامج إلى رفد الميدان التربوي بنخبة من الكفاءات الوطنية المتخصصة في مضمار التعليم في إمارة الشارقة، من خلال إتاحة الفرصة للراغبين من المواطنين والمواطنات المشاركة في الدبلوم التدريبي الخاص بالبرنامج، واكتساب مهارات التعليم وفق أعلى المقاييس والمعايير العلمية الحديثة التي توفرها الجامعات التعليمية.
قيادات خلف النجاح
وأكدت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن الهيئة انطلقت ببرنامجها النوعي "معلم وافتخر" الذي جاء ترجمة لرؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتنفيذاً لتوجيهات سموه بضرورة بناء الكفاءات المواطنة، والارتقاء بقدراتها، وإتاحة الفرصة لاستخراج طاقاتها، وتوظيفها في المسارات التنموية الصحيحة، التي يعتبر التعليم أداتها الرئيسية المعززة لعجلة التنمية الشاملة والمستدامة.
وأضافت الهاشمي، أن مشروع سلطان القاسمي للتوطين، الذي يعتبر جسراً للتنمية، يهدف إلى تمكين الموارد البشرية الوطنية، القادرة على مراعاة معايير التعليم في الدولة، من خلال توفير أدوات وطرائق تعليمية مبتكرة ومعاصرة، تواكب متطلبات المرحلة الراهنة، وتلبي احتياجات الطلبة، باعتبارهم محور العملية التربويّة وعنصرها الأساس، وتنسجم مع تطلعات الهيئة الرامية إلى الارتقاء بالحصيلة التعليميّة وبناء القدرات، وترسيخ ثقافة الاعتزاز بالشّخصية والهوية الوطنيّة.
وأكدت الهاشمي أن الخريجين استفادوا من البرنامج التدريبي الذي وفرته الهيئة بالتعاون مع جامعة الشارقة، وتمكنوا من اكتساب المهارات اللازمة، لا سيما في ظل النّقلة النوعّية التي تحققتْ إثر انتشار جائحة كوفيد 19 المستجد، وتحول المنظومة التعليمية إلى الواقع الرقمي، مما أثرى تجربتهم، وأكسبهم مزيداً من المهارات، التي تلبي أهداف الهيئة، وتنسجم مع تطلعات الدولة، وتثري المنظومة التعليمية بالكوادر التعليمية الوطنية، المتخصصة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كمعلمي مواد التربية الإسلامية واللغة العربية.
وأوضح سعادة علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن البرنامج يهدف إلى تمكين وتأهيل أبناء إمارة الشارقة من الخريجين في التخصصات المختلفة، وفي تخصص اللغة العربية والدراسات الإسلامية في دفعته الأولى بشكل يرفد الميدان ويعزّز دور أبناء الإمارة في بناء المستقبل ورعاية الهوية الوطنية.
وأضاف الحوسني أن الهيئة تسعى عبر جهودها إلى تعزيز المجتمع التعليمي، ورفده بالموارد البشرية المتميزة، مشيراً إلى انضمام عدد من خريجي وخريجات البرنامج إلى صفوف نظرائهم من المعلمين في الميدان التربوي، بعد التحاقهم بعدد من المدارس الخاصة في الشارقة، لممارسة مهنة التعليم ونقل ما نهلوه من العلوم، لمشاركة زملائهم في عملية البناء، والنماء التي يقودها القطاع التعليمي.
تعاون مثمر
منذ إطلاق البرنامج وضعت هيئة الشارقة للتعليم الخاص خارطة طريق واضحة، حيث شكل تعاونها مع جامعة الشارقة، وهيئة الموارد البشرية جسراً لإنجاحه، والذي تطلب تولي كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم التربية في الجامعة، تدريب وتأهيل المنتسبين من خلال إلحاقهم ببرنامج الدبلوم المهني في التدريس لمدة سنة واحدة، تشترط فيها إنهاء 24 ساعة معتمدة، بواقع 18 ساعة للفصل الأول، و9 ساعات معتمدة للفصل الثاني، منها 3 ساعات مادة اختيارية، و6 ساعات تدريب عملي في المدارس.
وباشرت الهيئة بإجراء المقابلات لأبناء وبنات الامارة، لتخصّصيّ اللغة العربية، والتربية الإسلاميّة، تلاها في ديسمبر من العام ذاته لقاءً تعريفياً بمبادرة "معلّم وأفتخر"، استضافته قاعة الفارابي في جامعة الشارقة، بالتعاون والتنسيق مع دائرة الموارد البشرية، وعمداء ورؤساء أقسام من قسم التربية - كلية الآداب بجامعة الشارقة، بالإضافة إلى هيئة الشارقة للتعليم الخاص.
وفي العام ذاته 2020 بدأ التسجيل في كلية الدراسات العليا في جامعة الشارقة، لبرنامج الدبلوم المهني في التدريب، تلاه اجتماعاً اخر، حيث تم توقيع عقود العمل مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، فيما شهد انطلاق الفصل الدراسي الأول في الدبلوم المهني في التدريس فصل الربيع، وإضافة اللغة الانجليزية كمساق تمهيدي لدراسة اللغة الإنجليزية، وتخصيص يوم الخميس للتطبيقات التدريبية مع خبير التطوير والتحسين في الهيئة.
وانضمت المجموعة الثانية من المنتسبين للمساقات النظرية قبل أن يخوض المنتسبون اختبارات الفصل الدراسي الأول النهائية، وانطلاق الفصل الدراسي الثاني ـ الدبلوم المهني في التدريس ـ مساق التربية العملية عن بُعد نظراً لتداعيات جائحة فيروس كورونا التي دفعت بالهيئة حرصاً منها على التأكد من جهوزية وتمكن المنتسبين للبرنامج إلى زيادة فترة البرنامج لستة أشهر أخرى يحصل المنتسبون إليه بعدها على رخصة معلّم متدّرب.
وتواصلت جهود الهيئة التي تابعت ودعمت المنتسبين ووفرت لهم جميع الإمكانات، حيث توزع المنتسبون من خلال التدريب العملي في عشر مدارس خاصة في الشارقة تم اختيارها من قبل فريق الخبراء في الهيئة، قبل أن يقدم المنتسبون اختبارات وزارة التربية والتعليم اختبار " أسس التربية " لتتمكن نسبة عالية منهم من اجتيازه والحصول على رخصة معلم من الوزارة.
معلمات في الميدان
وتمكن المشاركون في برنامج الدبلوم المهني في التدريس، من الحصول على أحدث المعارف والأدوات التي تمكنهم من الارتقاء بالأساليب والوسائل والطرق التربوية والتعليمية، بما يلبي تطلعات إمارة الشارقة نحو تعزيز المنظومة التعليمية، وإثرائها بالكفاءات، التي تمتلك المهارات اللازمة، والقادرة على طرح وتقديم أفكار مبتكرة، مواكبة للعميلة التنموية التي يشهدها الميدان التربوي، ويلبي احتياجاته وفق الشروط والمعايير المعتمدة.
وضمت قائمة خريجي وخريجات البرنامج 42 شخصاً، من بينهم سميّة الحمادي معلمة اللغة العربية في مدرسة السدرة الخاصة، ووفاء الحمادي معلمة لغة عربية في مدرسة فكتوريا الأسترالية الوسطى، وفاطمة الطنيجي معلمة الدراسات الإسلاميّة في مدرسة الإبداع العلمي ألأمريكية.
وقالت المعلمة سميّة الحمادي: "تم تعيننا تحت مظلة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، التي كان لها الدور الكبير في صقل مهاراتنا وتنمية قدراتنا، حيث تكفلت الهيئة بإلتحاقنا بالبرامج التربوية الداعمة لنا مهنيًا وأكاديميًا وحصولنا على المؤهلات العلمية المطلوبة،، مما كان له الأثر الواضح في تطويرنا مهنياً وتربوياً".
وأضافت الحمادي، أن تجربتنا الثرية في البرنامج ستعود بثمارها على مدارس الشارقة للتعليم الخاص، والواجب علينا الآن زرع بذور تلك الثمار التي نمت فينا، وأن نرفع الراية، ونأخذ على عاتقنا تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية في الميدان التربوي.
بدورها أكدت المعلمة وفاء الحمادي، أن برنامج معلم وافتخر من أضخم البرامج المتميزة في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، التي خصصها صاحب السمو حاكم الشارقة، لتعيين معلمي ومعلمات مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس الشارقة الخاصة، بعد تزويدهم بالأدوات التعليمية المتميزة، والخبرات اللازمة، التي تسهم في تعزيز المنظومة التعليمية ورفدها بالطاقات الوطنية القادرة على الوفاء بواجبات التعليم ورسالته السامية وفق أرقى المعايير.
وأوضحت وفاء الحمادي، أن البرنامج انطلق بدراسة ستة مساقات في جامعة الشارقة، بهدف تمكين قدرات المشاركين وإكسابهم طرائق التدريس الحديثة، التي تواكب متطلبات العصر، وتلبي حاجات الأداء الأكاديمي، من خلال تلك المساقات التي تضم مساق التعلم الفعّال، الرامي إلى توظيف المهارات المكتسبة، وتطبيقها عملياً في عدد من المدارس التي أتاحت للمشاركين تطبيق تدريباتهم عملياً في داخل الفصول المدرسية، لافتة إلى أن الهيئة وفرت للمشاركين مختلف الإمكانات، وأتاحت لهم فرصة التدريب مع أكاديمية الملكة رانيا في مساق ذو معايير عالية، يخدم متطلبات التعليم الحديث، كما مكنتهم من الدخول والمشاركة في مؤتمرات محلية وعالمية، ودورات تدريبية من مختلف أنحاء العالم.
من جانبها وصفت المعلمة فاطمة الطنيجي البرنامج بالمبادرة المدروسة التي سطعت في سماء الشارقة، وتوجت بالنجاح مع تخريج أول أفواجها، مشيرة إلى أن الهيئة استقبلت المشاركين في ربوع جامعة الشارقة واحتضنتهم بكل الود والحب، ووفرت لهم الإمكانات والأدوات اللازمة لتعزيز قدراتهم.
وقالت الطنيجي: "إن جهود الهيئة كانت وما زالت كبيرة في تقديم الدعم، وبذل كل ما هو في صالح البرنامج، وقد تم تدريبنا وفق أعلى وأرقى المعايير، حيث امتدت مسيرة هذا التدريب طيلة عام ونصف، وها نحن اليوم في الميدان التربوي، لنخط سطور التاريخ التي حلم بها سلطان الخير، ولنرفع راية العلم والمعرفة".
احتفاء وتكريم
وكانت هيئة الشارقة للتعليم الخاص قد احتفت بخريجي البرنامج، وكرمتهم خلال حفل أقيم لهم نهاية العام الماضي، بتسليمهم شهادات "رخصة معلّم متدّرب" بعد اختتامهم برنامج الدبلوم المهني في التدريس، واجتيازهم جميع متطلباته.
وتستعد الهيئة حالياً للإعلان عن تفاصيل وإجراءات الالتحاق بالدورة الجديدة من البرنامج، حيث ستقوم بنشر إعلان تفصيلي للمواطنين الراغبين في المشاركة من الرجال والسيدات، يتضمن شروط ومتطلبات الانضمام، لضمان تحقيق الغايات المرجوة منه، وإثراء المنظومة التعليمية بالكفاءات التعليمية الوطنية.
يشار إلى أن برنامج "معلم وافتخر" معني بتعيين مواطنين في القطاع التعليمي الخاص، حيث تتكفل حكومة الشارقة، بدفع فرق الراتب الذي يتقاضاه المعلم من مدرسته، وتمنحه جميع الامتيازات التي يتمتع بها الموظف في الدوائر الحكومية، وذلك بهدف تشجيع وتوجيه الكفاءات الوطنية نحو التخصص في مجالات النظم التعليمية والتربوية، باعتبارها أساس نمو المجتمعات وازدهارها وتطورها.