استطاع المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دوراته الممتدة على مدار عقد من الزمن أن ينقل وظيفة الاتصال من مجرد البحث في الخطاب الرسمي الموجه للجمهور، ليغوص عميقاً في أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال معاً.
الشارقة 24:
على مدار عقد من الزمن قدمت إمارة الشارقة علوم ومعارف وتجارب، وذلك عبر تنظيمها للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، لتأتي الدورة الـ 10 لهذا العام تحت شعار "دروس الماضي، وتطلعات المستقبل"، ليواصل المنتدى الغوص في أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال معاً.
وخلال افتتاح الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن بناء الإنسان هو قيمة نبيلة، لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان، وقد تبنت الشارقة هذا النهج منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت المنطقة تمر بمرحلة ما بعد اكتشاف النفط، والاندفاع الشديد نحو البناء والمعمار، أطلق حينها صاحب السمو حاكم الشارقة، عبارته الشهيرة: "كفانا من ثورة الكونكريت، ولنبدأ في بناء الإنسان"، ومنذ ذاك الحين وإلى يومنا هذا والشارقة تسير على ذات النهج، الذي يؤسس لفكرة أن الإنسان هو أولاً، وثانياً، وثالثاً.
وفي كلمته التي ألقاها خلال مراسم الافتتاح، قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضيف شرف المنتدى: "إننا نعيش في عالم واحد رغم كل ما واجهته البشرية من ويلات، إن هذه الحقيقة متجسدة بشكل جلي فيما يعيشه عالمنا اليوم من تقدم في مختلف المجالات وفي ظل عولمة اقتصادية ومالية وإعلامية فرضت تشابك مصالح العالم وتداخل فضاءاته المختلفة حتى أصبح عالماً واحداً، وليس أدل على ذلك أكثر مما أكدته جائحة كورونا التي لم تميّز بين البشر والدول والقارات ولم تعترف بالحدود السياسية والطبيعية القائمة بين الدول، أن وحدانية عالمنا تحتم علينا، أن نسعى دائماً إلى العمل على أن يكون تقدم عالمنا وتواصلنا محكوم بما يحقق مصلحة الإنسان الذي هو غاية بنفسها".
ومن جانبه، قال معالي أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، خلال كلمته في حفل الافتتاح: "لقد انطلق المنتدى في عام 2012 بفضل رؤية حكيمة وجهود مدروسة، لكي يشكل حلقة مهمة في مسار التغيير الذي ننشده جميعاً، وأظن أن هذا التاريخ له دلالة مهمة، فمن بعد الأحداث العاصفة في 2011، التي أفضت إلى ما أفضت إليه من أزمات ما زلنا نعاني منها إلى اليوم في أكثر من مكان بعالمنا العربي، أقول إن هذه الأحداث مثلت دافعاً لإعادة النظر والتفكير، فجزء كبيرٌ من المشكلات كان ناجماً عن حالة غير صحيّة من الانفصال بين الحكومات والشعوب".
بدوره أكد معالي الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التواصل الحكومي الفعال لا يمكن أن تتحقق أهدافه بدون أن يكون الإعلام الخاص رافداً له ومسانداً في إيصال رسالته، فالأهداف الوطنية الكبرى وتحقيقها وحمايتها هي مسؤولية الجميع، والوقوف في وجه المشككين والمثبطين بأهمية الاتصال الحكومي ودوره البنّاء هي مسؤولية وطنية للذود عن ثوابت ومقدرات أي مجتمع، ولا يمكن لذلك أن يتحقق بدون وجود ميثاق يحكم الفضاء المفتوح، وينظم ما يحتويه من أخبار ومعلومات اختلط فيه الغث والسمين، وأصبح المتلقي في حيرة من يصدق.
وأشار سعادة طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في كلمته خلال الافتتاح، إلى أن الدورة الحالية للمنتدى تنعقد بعد أزمة صحية عالمية سببت تحولات حادة في شكل الحياة الذي اعتدنا عليها، ووضعت أكثر من 4 مليار إنسان حول العالم في الحجر المنزلي نهاية العام الماضي، وغيرت أنماط العمل والتعليم وشكل الترفيه وصناعة المحتوى وطبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكداً أن هذه الحقائق تضع الاتصال الحكومي أمام أسئلة جوهريّة تطرحها منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.