الشارقة 24:
وجهت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ بتقديم أدوية بقيمة 6 ملايين درهم ليتم شحنها من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الجمهورية اللبنانية لعلاج مرضى السرطان في "مركز سرطان الأطفال في لبنان"، وجاء ذلك استجابةً للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني مؤخراً، حيث تأثرت من خلاله كافة القطاعات الأساسية بشكل عام والقطاع الصحي بشكل خاص.
وستقوم "القلب الكبير" بشحن الأدوية بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة ومع مركز سرطان الأطفال في لبنان، ليغطي متطلبات العلاج لحوالي 660 طفلاً وبالغاً في المركز لمدة عام كامل، حيث استند الدعم على نتائج دراسة شاملة نفذها المركز لتحديد الأدوية اللازم توافرها للمرضى بشكل عاجلن لضمان استمرارية عملية علاج هؤلاء الأطفال واليافعين المصابين بالسرطان خلال العام المقبل دون تأخير في مسيرة العلاج.
ويأتي هذا الدعم في سياق حملة "سلامٌ لبيروت"، التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي في شهر أغسطس من عام 2020، استجابةً للحالة الإنسانية الطارئة التي تسبب بها الانفجار المأساوي في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، بهدف توفير الإغاثة والدعم لضحايا الانفجار والمتضررين من نتائجه، تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المتمثلة في الوقوف إلى جانب الشعوب في محنتها ومصابها ومساعدتها على مواجهة تحدياتها على مختلف الصُعُد.
الروابط الإنسانية بين شعوب المنطقة
وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي استمرارية وقوف القلب الكبير والمجتمع الإماراتي إلى جانب المجتمع اللبناني؛ لمواجهة التحديات المتصاعدة نتيجة نقص المواد الأساسية الحيوية من علاج وغذاء وخدمات، مشيرة إلى أن الروابط الإنسانية بين شعوب المنطقة هي السمة الأساسية والثابتة التي تترسخ باستمرار بغض النظر عن طبيعة الظروف السائدة.
وقالت سموها: "إن وقوفنا إلى جانب المجتمع اللبناني ليس مجرد حالة عابرة، بل هو موقف تؤصله مبادئ ثابتة أساسها التكاتف والوقوف إلى جانب المجتمعات الشقيقة في جميع الظروف، ونؤكد أن كل تنهيدة ألم تصدر من مريض في لبنان تحرق صدورنا، وكل طفل يحتاج للمساعدة هو واحد من أبنائنا، وسنبقى إلى جانب كل فرد يحتاج منا يد العون أينما كان".
وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: " إن هذا الدعم الذي تقدمه مؤسسة القلب الكبير إلى القطاع الصحي في لبنان ويستهدف مرضى السرطان وبشكل خاص الأطفال منهم، يشكل حلقة أساسية في سلسلة المبادرات التي أقرتها المؤسسة عندما أطلقت حملة "سلام لبيروت"، فمرض السرطان عبء مادي ووجداني للمريض وأهله، وليتمكنوا معاً من مكافحة المرض، يجب أنيشعر أهل المريض أن الناس تقف معهم وتساندهم ولن تتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم يكابدون القلق حول توفير الدواء لأبنائهم، وعندما تضاف هذه الأعباء إلى هموم المجتمع الذي يواجه تحديات غير مسبوقة في نقص المواد والإمدادات الأساسية، يصبح التحرك الإقليمي والدولي العاجل أمر لا يجوز تأجيله أو يُعاد التفكير به مليّاً".
ودعت سمو الشيخة جواهر القاسمي، الأفراد والمؤسسات في القطاعين العام والخاص إلى الاستمرار بتلبية نداء الواجب، موضحةً أن العمل من أجل الآخرين هو عملٌ مستدام واستثمار طويل الأجل بعوائد عظيمة لا يمكن حصرها.
من جهتها، تقدمت السيدة هناء شعار شعيب مدير عام مركز سرطان الأطفال في لبنان وعضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، بالشكر لسمو الشيخة جواهر القاسمي وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وللمجتمع الإماراتي على ما أبدوه من تضامن مع لبنان، وقالت: "في الوقت الذي يمر فيه لبنان بأزمة صعبة للغاية كان لها أثر سلبي كبير على مرضى السرطان، فإن مركز سرطان الأطفال يشعر بالامتنان والتقدير لهذه الجهود القيّمة، ومن هنا فإننا نؤكد على مواصلة العمل على تقديم الدعم لهؤلاء المرضى الصغار وعائلاتهم في رحلة كفاحهم في محاربة المرض، والتزامنا بخدمتهم".
وسلطت السيدة شعار شعيب الضوء على ضرورة تعزيز علاقة التضامن والتعاون والشراكات بين المؤسسات في العالم العربي، مثل الشراكة التي تجمع بين مركز سرطان الأطفال في لبنان ومؤسسة القلب الكبير، لتوحيد جهود مكافحة السرطان.
مركز سرطان الأطفال في لبنان
ويعتبر مركز سرطان الأطفال في لبنان الذي أسسه الطبيب الأمريكي اللبناني الأصل، داني توماس في العام 2002، من أهم المراكز العلاجية والبحثية المختصة في علاج مرضى السرطان من الأطفال على مستوى المنطقة، ويهدف المركز إلى توفير العلاج المجاني للأطفال المصابين في لبنان والمنطقة بالاعتماد على التبرعات التي يتلقاها من الأفراد والمؤسسات، حيث يقدم المركز إلى جانب العلاج، الخدمات النفسية والاجتماعية للمرضى وأهاليهم على حد سواء.