الشارقة 24:
تناولت مجلة "الناشر الأسبوعي" أهمية الحملة الثقافية العالمية للشارقة ودلالتها ومرتكزاتها التي تؤكد على دور المعرفة في تآخي الشعوب، ونشرت في عددها الخامس والثلاثين موضوعات تتعلق بالتأليف وصناعة النشر والترجمة.
وأكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، سعادة أحمد بن ركاض العامري في افتتاحية العدد أن: "رسالة الشارقة إلى العالم التي تنقلها هيئة الشارقة للكتاب، تأتي وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في تعمير البناء المعرفي، من خلال مشروع الشارقة الثقافي التنويري الذي انطلق قبل أربعة عقود"، موضحاً أن الحملة تؤكد على الكلمة بوصفها حكمة العصور، وتُذكّر مجدداً أن: "الأبجدية التي وُلدت في منطقتنا الحضارية، هي أعظم اختراع على مرّ الزمن".
ووصف الكتاب بأنه خريطة الطريق إلى حاضر مشرق ومستقبل إنساني متقدّم، وهو خريطة الطريق إلى تنمية شاملة في كل المجالات، وهو خريطة الطريق إلى حياة بين جيران في القارات، حياة تسودها قيم العدل والحق والجَمال والمساواة والاحترام.
وقال سعادة أحمد العامري: "إن الحملة تؤكد على حق المعرفة للجميع، وأنها حق أساسيّ للقارئ أينما وُجد"، مشيراً إلى أن رسالة الشارقة تتضمن كل ذلك، وتنطلق من حكمة الكلمة المنيرة للعقول والبيوت معاً، التي تعد رسالة عابرة للثقافات والأعراق والحدود.
ونشرت "الناشر الأسبوعي"، التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب، حوارين مع الروائي والشاعر سنان أنطون ومع الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس، ومقالات ودراسات عن ترجمة الأدب العربي إلى اللّغة الإسبانية، وعن الإشارات الترجمية عند التوحيدي، وعن الكاتب المكسيكي كارلوس فوينتس، كما نشرت موضوعاً عن سور الأزبكية للكتب في مصر ودوره التنويري، فضلاً عن أخبار الإصدارات الجديدة، ومراجعات الكتب.
من جانبه، كتب مدير التحرير، علي العامري زاويته عن دلالات حملة هيئة الشارقة للكتاب، تحت عنوان "اقرأ حتى أراك"، جاء فيها أن الشارقة تؤكد "في خطابها أنّ الكلمة هويّة جامعة للإنسانية، وأنها مفتاح باب الذات وباب الآخر الإنساني"، وذكر أن الشارقة "تقول لكل إنسان على هذا الكوكب "اقرأ حتى أراك"، مثلما قال سقراط لأحد تلاميذه "تكلّم حتى أراك"، هذه الحكمة المكثّفة التي تبيّن أن الكلام كشّاف، وليس التبختر والقشور الخارجية، وأن هذا التلميذ سيبقى "غير مرئي" إلى أن ينطق، فيتحقق وجوده ويغدو مرئياً"، وتابع: "يغدو الكتاب هوية للفرد والجماعة والأمّة والعالم أيضاً، فالأمة التي لا تقرأ، تظل "غير مرئية" وغير متشكلة، تَمورُ في سديم الغياب بين الأمم".