جددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حفلاً خاصاً، بمناسبة تجديد الثقة بقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، كمناصرة بارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الشارقة 24:
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة العالمية البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن قضية اللاجئين تتفوق بأهميتها على أي قضية إنسانية أخرى، وبشكل خاص الأطفال منهم، كونهم الأكثر تضرراً نتيجةً للظروف التي يعيشونها في ظلّ اللجوء وتجعلهم مشتتين ومحرومين من حقوقهم في المأوى والغذاء والتعليم والرعاية الصحية.
جاء ذلك خلال كلمة سموها في حفل خاص، نظّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "عن بعد" بمناسبة تجديد الثقة بسموها مناصرة عالمية بارزة للأطفال اللاجئين، شارك فيه كل من السيد فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحسام شاهين، رئيس شراكات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وعدد من المستفيدين من تجمعات اللاجئين التي شملتها جهود سمو الشيخة جواهر القاسمي.
وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه وبتجديد الثقة، تدشن المفوضية مع سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، عقداً مميزاً من العطاء والعمل مع اللاجئين ومن أجلهم، وأشادت المفوضية بمنجزات سموها النوعية والتي تمثلت في الارتقاء بمعايير العمل الإنساني العالمي، وفي رصد الحالات الإنسانية عالمياً، والمسارعة إلى مد يد العون للمحتاجين وضحايا النزاعات والكوارث، سواء عبر المساعدات الطارئة أو المشاريع التنموية طويلة الأمد وبرامج التأهيل والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
مواقف سامية واستحقاق أممي
وتناولت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في كلمتها، الأبعاد الإنسانية لقضية اللجوء وآثارها المستقبلية قائلةً : "في بقاع عديدة من عالمنا ما زال هناك أشخاص يبحثون عن وطن، بينهم أرواح فتية لم تعي يوماً معنى الوطن والانتماء، هؤلاء الأشخاص يرتحلون من بقعة لأخرى لعلهم يجدون فيها بقايا طمأنينة ذلك الوطن المسلوب، يحلمون كلّ ليلة بلحظة الرجوع لبلادهم حيث ينتمون، إذ يوجد قرابة82.4 مليون إنسان نزحوا عن موطنهم على اختلاف الأسباب، نرى في ملامح كلّ منهم حكاية غريبة لا نعلم نهايتها، ولكن بيدنا أن نسهّل لهم صِعاب الحياة، ونعينهم لتحقيق العيش الكريم، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحيّة، والنفسيّة أينما كانوا".
وأشارت سموها إلى أنه بات من الضروري أن تتضافر الجهود العالمية من أجل الوقوف على مسببات اللجوء وعمل كل ما هو ممكن للحد منها وترسيخ الأسس التي يستند عليها استقرار الأمم، وبيّنت أن الجهود المشتركة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لدعم قضايا اللاجئين، تجسدت بتطوير برامج عربية ودولية لحماية اللاجئين واستثمار طاقتهم لتمكينهم في مجتمعاتهم، وتقديم منطقة آمنة لهم تتوفّر فيها المتطلبات الأساسية لحياة مستقرة وصحية.
وأوضحت سموها، أن أزمة "كوفيد 19" فاقمت من مشكلات تجمعات اللجوء وأعاقت وصول اللاجئين إلى الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية اللائقة ما يستوجب مضاعفة الجهود من أجل مواجهة هذه التحديات.
عطاء سموها شمل مليون لاجئ حول العالم
وفي كلمته خلال الحفل، أشار السيد فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن سموها وعلى امتداد السنوات الثمانية الماضية ساهمت بتأسيس معايير عالمية عالية للعمل الإنساني، وغيّرت حياة أكثر من مليون لاجئ في أكثر من 20 دولة حول العالم، لافتاً إلى أن دعم سموها الاستثنائي لم يكن مادياً وحسب، بل معنوياً وبشكل كبير حيث زارت اللاجئين في العديد من البلدان واستمعت لهم عن قرب، وأوصت بتنفيذ العديد من المبادرات التعليمية والصحية والخاصة بتمكين المرأة.
وتابع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "يواجه اللاجئون حول العالم تحديات هائلة، إذ أن 85% من إجمالي 80 مليون لاجئاً قسرياً يتم استضافتهم من قبل الدول النامية التي تكافح من أجل تلبية احتياجات مواطنيها خاصة في ظل انتشار فايروس كورونا المستجد، مما أدى إلى ازدياد معدلات الوفيات ومعاناة الأبرياء وبشكل خاص الأطفال".
وأضاف: "قدّمت سموها في العام 2020 مساهمات لا تقدّر بثمن في أعقاب ثلاث أزمات وهي جائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت والفيضانات في السودان، لهذا أعرب عن امتناني العميق لسموها لقبولها دعوة المفوضية لتجديد لقب المناصرة العالمية البارزة للأطفال اللاجئين، ونتطلع إلى مواصلة رحلتنا سوياً نحو حماية ومساعدة اللاجئين في شتى أنحاء العالم".
"القلب الكبير".. مع الإنسان أينما كان
وشهد الحفل عرض تقرير يرصد المحطات النوعية في المسيرة الإنسانية لسمو الشيخة جواهر القاسمي، منذ العام 2013 وحتى اليوم، ويتضمن كلمات من شخصيات رسمية ومجتمعية وممثلين عن اللاجئين الذين تغيرت حياتهم نحو الأفضل بفضل جهود سموها وعمق رؤيتها.
وتناول التقرير الزيارات الميدانية التي قامت بها سمو الشيخة جواهر القاسمي، إلى كلّ من مصر والأردن وتركيا وباكستان وماليزيا وغيرها من البلدان، ليقدم رؤية شاملة عن جهود سموها المعطاءة، كما أظهر تركيز جهود سموها على اللاجئين في المنطقة بسبب تصاعد الأحداث فيها، حيث استعرض الدعم الذي قدّم من قبل سموها، ومن خلال "مؤسسة القلب الكبير" في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، والذي اشتمل على تشغيل مركز مجتمعي وتوفير مواد الإغاثة الأساسية خلال فصل الشتاء، وتوفير مستلزمات الوقاية العامة، إلى جانب توفير الرعاية الصحية خلال حالات الطوارئ المتعلّقة بفيروس كوفيد 19.
ورصد التقرير جهود سموها في لبنان حيث بادرت إلى إطلاق حملة "سلام لبيروت" من أجل إعادة تأهيل الوحدات السكنية المتضررة من انفجار مرفأ بيروت العام الماضي 2020 ودعم قطاع الرعاية الصحية والمجتمعية، إلى جانب الجهود المتعلّقة في توفير التعليم المناسب للأطفال اللاجئين في لبنان، وتوفير مواد الإغاثة الإنسانية للاجئين خلال فصل الشتاء.
وشمل التقرير مبادرات سموها في العراق، حيث قدّمت للنازحين العراقيين وبشكل خاص خلال فصل الشتاء مواد الإغاثة الأساسية ووفّرت لهم وحدات الإيواء أثناء أزمة الموصل، إلى جانب ذلك واصلت سموها الجهود الإنسانية الكبيرة ووجهت "القلب الكبير" لتقديم مساعدات نقدية طارئة للنازحين العراقيين.
وكشف التقرير حجم مساهمة سموها في جمهورية مصر العربية في إعادة تأهيل عدد من المدارس والمستشفيات وتقديم مساعدات نقدية للنساء اللاجئات والأسر اللاجئة، وصولاً إلى الجمهورية العربية السورية التي وجهت سموها بإعادة تأهيل 12 مدرسة فيها، وإنشاء مركز مجتمعي في حلب. ووصلت يدها البيضاء إلى تركيا حيث قدّمت سموها برامج للدعم النفسي والاجتماعي للنساء في مخيمات اللجوء هناك.
دعم التنمية في القارّة الافريقية
واستعرض التقرير الدعم الذي قدمته سموها في القارة الافريقية وتحديداً كينيا إذ وجّهت سموها بإعادة تأهيل مركز الرعاية الصحية وإنشاء مدرسة ثانوية داخلية للبنات في مخيم "كاكوما"، لتنتقل الجهود إلى جمهورية السودان التي عملت مؤسسة القلب الكبير، برعاية وتوجيهات سمو الشيخة جواهر القاسمي، على توفير وحدات إيواء طارئة للنازحين السودانيين المتضررين من فيضانات العام الماضي 2020، وصولاً إلى جمهورية الصومال حيث تم توفير الرعاية الصحية للنازحين فيها جراء الاضطرابات والتوترات التي شهدتها.
مساندة لاجئي الروهينجا
وعلى صعيد القارّة الآسيوية بيّن التقرير ما قادته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، من جهود إنسانية من خلال "مؤسسة القلب الكبير" إذ قدّمت دعماً لمئات الآلاف من لاجئي الروهينجا في كل من بنغلاديش وماليزيا، بالإضافة إلى توفير حزم ومساعدات أساسية ومالية للاجئين في اندونيسيا، في الوقت ذاته قدّمت سموها دعماً للاجئين الأفغان في باكستان من خلال إنشاء مركز مجتمعي بالإضافة إلى إعادة تأهيل أربع مراكز للتأهيل المهني.
جواهر القاسمي أعادت لنا الثقة بالمستقبل
واستعرض التقرير شهادات حية على جهود سموها الإنسانية، قدمها مستفيدين عن تجمعات اللجوء حول العالم، شملت أفغانستان وباكستان ومخيم الزعتري في الأردن، ومخيم كاكوما في كينيا إلى جانب الجمهورية السودانية، حيث أكدوا في كلماتهم أن المشاريع والبرامج التي رعتها سموها في تجمعاتهم ومخيماتهم، غيرت ليس فقط من واقع حياتهم، بل منحتهم الثقة بالمستقبل ومكنتهم من الشعور بدورهم الإنساني عبر مساعدتهم على العمل والإنتاج وممارسة واجباتهم الاجتماعية.
وشهدت مراسم الحفل مداخلة لحسام شاهين، رئيس شراكات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قال فيها": في العام 2012 بدأ مشوار سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي مع المفوضية عندما قرّرت أن تمنح مليون دولار للأطفال النازحين داخلياً في الصومال، وكانت على هيئة مساعدات صحية، ومن وقتها لم يتوقّف مشوار العطاء مع سموها، ومؤسساتها، وتواصل هذا الدعم السخيّ حتى أطلقت سموها حملة القلب الكبير التي تحوّلت إلى مؤسسة لتتواصل جهود الدعم الذي تقدمه سموها، وبات محلّ اعتزاز وتقدير من الجميع".
ثقة دائمة لعطاء مستدام
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد اختارت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أول مناصرة عالمية للأطفال اللاجئين لدى المفوضية في العام 2013، وذلك استحقاقاً لجهود سموها الإنسانية المتواصلة والتي طالت أكثر المجتمعات والفئات حاجةً، وتكريماً لمواقفها الإنسانية الثابتة وانحيازها للفقراء والمحتاجين والعمل على توفير مقومات الحياة الكريمة لهم.
وخلال عملها الإنساني العالمي، أرست سموها معايير جديدة للإغاثة والدعم والمساعدة، تمثلت في توجيه دفة العمل الإنساني نحو المشاريع التنموية المستدامة ودعم القطاعات الحيويّة من الصحة إلى التعليم والتأهيل الاجتماعي والمهني، ونحو تمكين اللاجئين والنازحين من المساهمة في الإنتاج والتنمية واستعادة ثقتهم بالذات وبالمستقبل.