الشارقة 24- أ.ف.ب:
يحلم الطفل الفلسطيني محمد شعبان "8 سنوات"، بالعودة مجدداً لمقاعد الدراسة مع افتتاح العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، بعد أن فقد بصره خلال النزاع الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين في مايو الماضي الذي استمر 11 يوماً، شنت خلالها إسرائيل مئات الغارات الجوية على قطاع غزة الذي أطلقت منه آلاف الصواريخ باتجاه الدولة العبرية.
الاثنين، توجه أكثر من مليون طالب فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مدارسهم مع انطلاق العام الدراسي الجديد وسط تدابير احترازية للحد من تفشي فيروس كورونا.
وأكدت وزارتا التربية والتعليم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة أن التعليم في العام الدراسي الجديد سيكون وجاهياً بالكامل.
اعتاد محمد في كل عام دراسي الذهاب إلى مدرسته في بلدة بيت لاهيا شمالا برفقة أبناء عمومته وأبناء الجيران، لكن أمس الاثنين ذهبوا وذهب أخوه الأكبر معهم ليبقى هو وحيداً في المنزل مع أخيه الأصغر الرضيع.
أصيب محمد في اليوم الأول من التصعيد في العاشر من مايو جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة على ما يقول والده هاني.
ويضيف الأب "تم استهداف سوق غزة المركزي بقصف إسرائيلي وكان محمد هناك مع والدته لشراء الملابس وأصيب في عينيه وفقدهما وأصبح أعمى تماماً.
يتابع الأب "يسألني أحيانا متى سأرى أو متى سأعود إلى المدرسة مع الأطفال أو متى سأخرج إلى الشارع بمفردي".
بعد إصابة محمد، اضطرت العائلة للتوجه إلى مصر بحثاً عن علاج، إلا أن الأمل باستعادته بصره يبدو بعيد المنال بحسب والده الذي يقول إن "حياته انقلبت تماماً، صار يرى الدنيا بلون واحد".
أما سمية والدة محمد فتأمل أن تتمكن العائلة من تسجيل ابنها في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتتوفر بعض المدارس المتخصصة في المجال في القطاع.
يساور الأبوان هاني وسمية القلق بشأن استقرار حالة طفلهما النفسية، ويوضح الأب كيف أن الإعاقة الجديدة جعلته متقلب المزاج.
في شوارع الحي الضيقة يسير الطفل برفقة والده وهو ممسكاً بيده مطأطئًا رأسه نحو الأرض.
وفي المنزل يرشد الأب ابنه للجلوس على الوسائد الموزعة على الأرض.
يقول محمد "أتمنى أن أذهب إلى المدرسة وأرى الأطفال، وأتمنى أن أرى إخوتي، وأتمنى أن أرى أبي وأمي وأن ألعب مع رفاقي".
ويوم الثلاثاء، اصطحبت الأم محمد إلى المدرسة في زيارة خاصة ليكون بجانب زملائه علها تخفف عنه بعض الحزن.