عقد المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ندوة "الخيال في الشعر الجاهلي"، حيث ناقشت مفهوم الخيال والتحول الشعري بين جيلين، وتأثير البيئة على المخيلة الشعرية، وضرورة تعرف الشعراء على الشعر الجاهلي.
الشارقة 24:
ناقشت ندوة "الخيال في الشعر الجاهلي" التي عقدها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مفهوم الخيال والتحول الشعري بين جيلين، وتأثير البيئة على المخيلة الشعرية، وضرورة تعرف الشعراء على الشعر الجاهلي.
واستضافت الندوة التي عقدت عبر الأون لاين، الدكتور عباس محجوب مختار أستاذ اللغة العربية وآدابها، وقدمتها سعادة صالحة غابش المستشار الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بحضور العديد من المتخصصين بشؤون الحركة الشعرية، وعدد من الشعراء والنقاد والإعلاميين.
وحول عنوان الندوة، قالت سعادة صالحة غابش: إن الشعر الجاهلي عنواناً يلهمنا بفضاءات متسقة من اللغة العربية ولهجاتها القديمة، وصورة الرجل العربي الذي كانت الصحراء حياته ومدينته وبيئته ومصدر رزقه، وشكلت أيضاً قيمه الإنسانية وأخلاقه ولغته وعاداته وتقاليده، والمعلقات التي تعد من أمهات الشعر العربي، وهل هي سبع أم تسع، والحيرة بينهما؟.
وأكد الدكتور عباس محجوب مختار أن الشعر الجاهلي مفعم بالخيال وامتلك الشاعر الجاهلي القدرة على التعبير عن نفسه وعن البيئة المحيطة به وعن كل ما كان متاحا له، مشيراً إلى أن الخيال حديث عن النفس الإنسانية التي يتحدث بها الشاعر، والشعر في الجاهلية كان وسيلة عربية، وكانت العرب تقيم الأفراح إن برز من أبنائها شاعر مبدع، فالشعر قديماً كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى.
وحول اختلاف واستخدام الخيال ما بين جيلين قال: إن المعطيات التي تعطي الخيال الآن موجودة لكنها لم تكن موجودة عند الجاهلية، ويتوسع الآن الخيال حسب المعطيات التي توجد حول الشاعر، أو المعطيات التي يعيشها، إلا أن جميع الشعراء ملتزمون ولا يخرجون عن الشكل الفني الذي كان موجوداً في الجاهلية.
وتابع: التحول في القصيدة بين جيلين يرجع إلى اختلاف البيئات التي تفرض الخيال والموضوع على الشاعر، متسائلاً كيف يمكن أن تغير البيئة في خيال الشاعر؟ وأجاب كل الجمال الموجود في البيئة من زهور وأشجار وألوان وأنهار وسماء، يعيشها المبدع الآن جعلته مليئاً بالخيال، خلافاً للبيئة الصحراوية، إلا أن كل شاعر يعبر عن القيم والجمال الذي يشعر به أو يعيشه.
وأشار الدكتور عباس محجوب مختار إلى أن الخيال دائما موجود في الشعر، ولولاه ما عاش الإنسان على هذه الأرض، لأن هو الذي يمده بالمعطيات التي تدفعه إلى حب الحياة والقدرة عليها وتشكيلها، مشيراً إلى اتفاقه مع الشاعرة نازك الملائكة على ضرورة إلمام الشاعر بالشعر الجاهلي وبكل ما كتب عنه إن كان يريد أن يكون شاعراً بحق.
وحول ما يقال عن واقعية شعر الصعاليك، أوضح أن الشعر الجاهلي تميز بالواقعية ولم يخلو من القيم التي كانوا يعيشونها، وكانت نظرتهم إنسانية للحياة، وكانوا يعيشون لأنفسهم، مؤكداً أن هؤلاء يمثلون نموذجاً ينظر إلى الحياة بنظرة مختلفة بعيداً عن الآخرين.
وأجاب دكتور عباس محجوب مختار على مداخلة حول كتاب "الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين، قائلاً: الدكتور طه حسين تمت تبرئته من كل ما وصم به فكره في هذا الكتاب من خلال وثائق ودراسات معظمها يمتدح جسارته وريادته.
وفي نهاية الندوة، أكدت سعادة صالحة غابش على أنه لا شعر دون خيال، سواء كان في العصر الجاهلي أو العصر الحديث، لأنه هو الذي يعطي القصيدة الهوية، والفارق يكون في سطوة الصورة الخيالية على الصورة الواقعية.