تحتفي مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، باليوم العالمي للأرامل الذي يوافق 23 من يونيو، اعترافاً وتقديراً بدورهن النبيل في تربية أبناءهن، وأهمية تقديم الدعم لهن ودفعهن لمواصلة مسيرة كفاحهن من أجل بناء يتيم ممكن.
الشارقة 24:
ينتسب لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي ما يقارب 2000 يتيم، نشأوا وترعرعوا بين أحضان أمهاتهم الأرامل بعد رحيل والدهم، أولئك الأمهات تحدّين كل مراحل الصعاب ومررن بفترات قدّمن فيها كل ما يملكن وسخّرن كل وقتهن من أجل هؤلاء الأبناء الأيتام، واليوم هو اليوم العالمي للأرامل الذي يوافق 23 من يونيو نحتفي بهن اعترافاً وتقديراً بدورهن النبيل في تربية أبناءهن، وأهمية تقديم الدعم لهن ودفعهن لمواصلة مسيرة كفاحهن من أجل بناء يتيم ممكن.
ويعتبر اليوم الدولي للأرامل فرصة لتذكير أفراد المجتمع بأهمية الوقوف إلى جانب الأرملة، والاعتراف بحقوقها وأهمية دورها في بناء أسرة قوية مترابطة رغم غياب معيل الأسرة، فهن رغم ما عانين من فقد ومسؤولية كبيرة وقعت على عاتقهن بين ليلة وضحاها، إلا أنهن أثبتن بجدارة بأن الأم مدرسة، وأن من كل ظروف الفقد قد تنشأ القوة والإرادة والتحدي.
ومؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي التي تعمل بتوجيهات إنسانية شمولية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقوم بدورها الرعائي تجاه الأيتام وذويهم وقد وضعت لكل الأمهات العديد من البرامج والمشاريع للعناية بصحتهن النفسية والاجتماعية، وتقديم الدعم الصحي لهن، كما ولا تغفل عن تقديم الدعم المادي الشهري لهن، علاوة على تقديم المساعدات الطارئة في المواقف الصعبة التي تواجههن، هذا إلى جانب إمدادهن بالدورات التي تزيد من حصيلتهن المعرفية في جميع جوانب الحياة والحرص على تثقيفهن في مختلف المواضيع الحياتية التي تخصهن وتخص مسؤولية رعاية أبناءهن من خلال برامج اجتماعية داعمة وجلسات إرشادية تخصصية في الجانبين النفسي والاجتماعي، بما يتيح لهن بناء حياة آمنة ومتوقدة بالدافعية والاستمرار.
وبرزت في المؤسسة العديد من الأمهات الملهمات اللواتي كافحن ورسمن طريقهن بإنجازات نفتخر بها، ونسرد بعضها:
السيدة الفاضلة بسمة: لا مستحيل بوجود العزيمة والتخطيط الجيد وتحديد الأهداف
تقول السيدة بسمة: "توفي زوجي و أنا في عمر 29 سنة، كان لدي 4 أطفال أكبرهم 11 سنة و أصغرهم 4 سنوات، وبات خياري الوحيد هو أن أنتقل للعيش مع أهلي في دولة الإمارات، ووقتها حاولت للحصول على وظيفة ممرضة كون أنني حاصلة على شهادة تمريض ولكن لم أعمل بها، ما أدى إلى عدم قبولي بسبب عدم توفر الخبرة وعدم ممارسة المهنة، لكني لم أيأس وحاولت مرة أخرى حتى عملت كمتطوعة في إحدى مستشفيات الحكومية، وعملت معهم لمدة عام كامل دون راتب، وتحملت عناء المهنة وغيابي عن أولادي مقابل أن أستطيع إثبات كفاءتي بالعمل، بعدها تحقق مرادي وحصلت على عمل براتب في الوزارة وعملت في هذه المهنة لمدة 30 عام حتى كبروا أولادي واستطعت أن أتحمل مصروفاتهم الدراسية في الجامعة، كما أنه لديّ ابنة مصابة بالتصلب اللويحي، وعندما تقاعدت عن العمل انتسبت لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي للاستعانة بهم في توفير احتياجات خاصة بابنتي المريضة، والتي تعاني أيضاً من قصور في السمع وتستخدم سماعات".
وأضافت السيدة بسمة: "فالحمد الله وبفضل الله وبالرغم من التحديات التي واجهتني بعد الترمل إلا أنني تحليت بالقوة، وصمدت حتى أتمكن من الاستمرار بالعيش وتربية أبنائي، نعم الأمر في غاية الصعوبة أن تتكفل أم لوحدها بإعالة أطفالها، لكن لا مستحيل بوجود العزيمة والتخطيط الجيد وتحديد الأهداف، لنصل إلى مبتغانا، ونبني أبناء أقوياء".
السيدة الفاضلة إيمان: لدي رسالة مهمة في الحياة
تحدثت السيدة إيمان عن رحلة كفاحها قائلة: "لم يكن سهلاً حملي لهذا اللقب فلقد تم اختياري من قبل الله عز وجل، لحمل تاج المسؤولية في تربية أبنائي بمفردي بعد فقداني لزوجي وهو المعيل الأول للأسرة، وهو خسارة كبيرة وغير متوقعة، وهذا حال كل امرأة تفقد زوجها فتصبح هي المعيل لأسرتها، فكل امرأة اختارها الله أن تكون أرملة هي في الغالب إنسانة قوية وقادرة على تحمل المسؤلية واكمال المسيرة في هذه الرحلة الطويلة والشاقة.
وتابعت السيدة إيمان: "الحمد لله على نعمة وجودنا بدولة الإمارات التي تولي عناية كبيرة بالجميع بما فيهم الأيتام وتدعم مسيرتهم من خلال الجهات المختصة برعايتهم، ومنها على وجه الخصوص مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي التي تولى اهتماماً كبيراً بالأيتام ورعايتهم في كل جوانب الحياة، والتي لها دوراً كبير في حياتي فمن خلال جلسات التأهيل النفسي فتحت لي آفاقاً جديدةً على الحياة، ووضعت من خلالها أولى خطواتي العلمية والعملية من خلال الدراسة والحصول على الخبرات والشهادات التي أهلتني للعمل وإعالة أسرتي ومواكبة كل التطوارات والأساليب الحديثة في تربية أطفال أصحاء نفسياً".
السيدة الفاضلة أم أحمد: تحديات الحياة كبيرة مع الترمل لكن بالصبر والتفاؤل تستمر الحياة
ذكرت الوصية أم أحمد رحلة كفاحها: "في صباح يوم جديد تغيرت حياتي بأكملها، وجدت نفسي مسؤولة عن 5 أطفال والسادس أحمله في بطني فقد فقدت والدهم وهو كان معيلي في هذه الحياة، أصبحت بلا بيت ولا مال وكان يتوجب علي أن أهتم وأربي أطفالي وحدي، فاستعنت بالله وأيقنت أن الله لن يتركنا، فكافحت وحاولت أن أعمل عدة أعمال لكي أوفر لهم احتياجاتهم الأساسية، وكنت أحاول قدر استطاعتي أن لا أشعرهم بفقدان والدهم .. والآن ولله الحمد كبر الأبناء فصار أكبرهم في الصف العاشر وأصغرهم في الصف الثاني.
وتابعت: "أوصي نفسي وجميع أخواتي الأرامل وكل أم أن تحافظ على أبنائها وتحميهم وتيقن أن الله لن يتركهم فاصبري فإن أجرك عظيم مهما اشتدت الظروف صعوبة معك فالفرج قريب، والحياة تستمر بالصبر والتفاؤل، وتمنياتي لكن بالسعادة جميعاً".
السيدة الفاضلة أمل: سأتحلى بالصبر والقوة لتربية أبناء ليكونوا ذخراً للوطن
قالت السيدة أمل: "إن الاختبار الذي وضعني فيه رب العالمين جداً صعب، لأنه كان علي ممارسة دورين هو دور الأم ودور الأب في تربية أبنائي، ولكن الله سبحانه وتعالى أمدّني بالقوة والصبر لتربية أبنائي فالحمد لله، فمنذ أن فقد أبنائي والدهم اجتهدت بتعبئة ذلك الفراغ بقدر المستطاع وسد جميع احتياجاتهم من خلال دعمي ومساندتي لهم، وأتمنى بأن أكون فعلاً أديت هذا الدور على أكمل وجه، وما زلت مستمرة لتربية أبنائي التربية الصالحة ليكونوا ذخراً للوطن إن شاء الله".