أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمر صحافي، عقب اللقاء الأول الذي جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أنه يريد علاقات مستقرة مع روسيا، مشدداً في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة، لن تتساهل مع انتهاك سيادتها.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، عقب اللقاء الأول الذي جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، والذي استمر نحو 3 ساعات، اليوم الأربعاء، أنه يريد علاقات مستقرة مع روسيا، مشدداً في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة، لن تتساهل مع انتهاك سيادتها.
وأوضح بايدن، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، عقب القمة، أنه ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مجموعة من القضايا المهمة، من بينها الاستقرار الاستراتيجي، والهجمات السيبرانية، وحقوق الإنسان، واعتقال روسيا للمعارض أليكسي نافالني، والملف النووي الإيراني، والوضع في أوكرانيا وسوريا وليبيا، والتعاون في القطب الشمالي.
ووصف النقاشات التي جمعته ببوتين بأنها "إيجابية، وأضاف أن نبرة اللقاء برمته كانت جيدة وإيجابية، وتابع تبادلنا المسؤولية المشتركة لإدارة العلاقات بين أكبر دولتين، ويجب أن تكون علاقتنا مستمرة ويمكن التنبؤ بها، وأن نكون منفتحين على التعاون حسب مصالحنا المشتركة.
وتابع الرئيس الأميركي، أخبرت بوتين أن أجندتي ليست ضد روسيا أو أي طرف آخر، وإنما لمصلحة الشعب الأميركي، وشدد على أنه ناقش ملف حقوق الإنسان مع نظيره الروسي، وأضاف أخبرته أنه لا يمكن لرئيس أميركي أن يكون وفياً لأميركا إذا لم يدافع عن قيم الديموقراطية والحريات للنساء والرجال، وحقوق الإنسان ستظل دائماً على الطاولة، وهذا لا يرتبط فقط بمطاردة روسيا عندما تنتهك حقوق الإنسان، لكننا ندافع دوماً عن حقوق الإنسان كأميركيين.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق ندين ما يفعله بوتين مع المعارض أليكسي نافالني، وأخبرته أننا دائماً ما سندافع عن حقوق الإنسان.
ولدى سؤاله عما إذا كان قد تطرق مع بوتين إلى ما يمكن أن يحدث إذا توفي نافالني في السجن، أوضح بايدن قلت له إن عواقب ذلك ستكون مدمرة لروسيا، وأشار إلى أنه تطرق إلى وضع أميركيين اثنين مسجونين في روسيا، مطالباً بالإفراج عنهما، إلى جانب حرية الإعلام والتعبير، وحذر من أنه لن يسمح بانتهاك سيادة الولايات المتحدة الوطنية، والتدخل بالانتخابات، مشدداً على رد بلاده.
وبحث الجانبان كذلك، وضع قواعد لخريطة طريق تعامل البلدين مع بعضهما، لافتاً إلى أن هناك بعض المجالات للتعاون بين شعبينا الأميركي والروسي ولما يخدم مصلحة الأمن بالعالم، ومن بين تلك المجالات الاستقرار الاستراتيجي.
وأوضح بايدن، أنه ناقش أيضاً مع بوتين، مسألة الاستقرار الاستراتيجي، لوضع آلية لكيفية التعاطي مع عدد من القضايا، وتابع تحدثنا عن مسألة التحكم بالتسلح النووي، وأن نمنع حدوث النزاعات غير المحسوبة، ومسرور للإعلان عن حوار استراتيجي دبلوماسي أميركي روسي ينخرط فيه الدبلوماسيون والعسكريون، وهي آلية تتيح التحكم بانتشار الأسلحة غير التقليدية الخطيرة، ولنتفادى الحروب والنزاعات غير المحسوبة.
وحرص الرئيس الأميركي، خلال القمة، على مناقشة بوتن بشأن الأمن السيبراني، خاصة بعد أن اتهمت الولايات المتحدة روسيا بشن هجمات معلوماتية استهدفت البنية التحتية الأميركية.
وأشار بايدن، إلى أنه قال لنظيره الروسي، أن الهجمات على البنية التحتية لا يحب أن تحدث، وهي خط أحمر بالنسبة لنا، 16 كياناً من البنية التحتية الحيوية لدينا تعرضت للهجمات، ويجب أن تتحمل الدول المسؤولية وتعاقب من يقومون بمهاجمة الدول الأخرى.
وبشأن ملاحقة المجرمين، أوضح بايدن، أنهما سيجريان محادثات إضافية حول ملاحقة المجرمين الذين يشنون هجمات القرصنة بغرض طلب فدى.
وعلى الصعيد الدولي، لفت الرئيس الأميركي، إلى مناقشة فتح مسار للمساعدات الإنسانية لسوريا، لتقديم أغذية لمن يتضورون جوعاً هناك، وضمان عدم حيازة إيران سلاحاً نووياً، والعمل التعاوني في القطب الشمالي بدلاً من النزاع، وأكد أنه يجب محاربة الإرهاب في أفغانستان، ومن مصلحة روسيا ألا تحدث موجات تمرد من الإرهابيين هناك.
أما فيما يتعلق بمسألة السيادة لأوكرانيا، أكد بايدن، أنهما اتفقا على مواصلة الدبلوماسية بناء على اتفاق مينسك، معرباً عن قلقه بشأن بيلاروسيا.
وشدد بايدن، على التشديد على أهمية اللقاء الذي دار وجها لوجه، مضيفاً أن الاجتماع استمر لنحو 3 ساعات، وكان إيجابياً، أرسينا استراتيجية بشأن كيفية العمل مع روسيا، لا أقول إننا انتهينا من حل كل الخلافات، ونحتاج للكثير من العمل لحلها.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الأشهر الستة المقبلة، والعام المقبل، سيحدد ما إذا كان سيكون لدى البلدين حوار استراتيجي فعال وناجح، وأضاف سنرى إذا سيتم إطلاق سراح السجناء الأميركيين بالسجون الروسية، وإذا كانت ستتوقف الهجمات السيبرانية.