الشارقة 24:
ما أن يطأ الأطفال أرض مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حتى يلتقون وجهاً لوجه مع "الحكواتي"، ليعود بهم بالزمن إلى عقود طوال، حين كان "الحكواتي" مهنة سائدة في البلاد العربية، حيث كان "الحكواتي" يجلس في المقاهي والأماكن العامة المفتوحة، يسرد على مسامع الناس حكايات وقصص ممتعة وغريبة، تجمع بين السرد والشعر.
وها هو مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ 12، يعيد نبض الحياة إلى هذه المهنة، من خلال الفقرة اليومية التي تقام بين أحضانه وتحديداً في جناح وزارة التربية والتعليم، حيث يلتقي "الحكواتي" مع الأطفال ليلقي على مسامعهم بعضاً من نصوص كتاب "ألف ليلة وليلة" أو كتاب "كليلة ودمنة"، وغيرها من الكتب التي تتضمن عصارة التراث الشعبي العربي.
بفارغ الصبر، ينتظر الأطفال فقرة "الحكواتي" التي تقام مساءً، حيث يتحلقون فيها لبعض الوقت حوله، فيما يطل هو عليهم مرتدياً عباءة مطرزة، ويجلس أمامهم حاملاً كتابه بين يديه، ليبدأ بسرد الحكايات على مسامعهم، بطريقة شيقة، قادرة على تمكينهم من رسم الشخصيات، وإشعال خيالهم الواسع، مساعداً إياهم في ذلك عبر تقليد مجموعة من الأصوات التي تساعد الأطفال على تخيل عوالم الحكايات وأبطالها.
قبل أن ينطلق الحكواتي بفقرته اليومية، يوضح لزواره الأطفال تاريخ هذه المهنة في المنطقة العربية، ويشرح لهم كيف كانت، وكيف تطورت وارتدت زياً إلكترونياً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ويبين لهم نوعية القصص التي يلقيها على مسامعهم، ويحاول في كل مرة اختبار ذاكرتهم ومعرفتهم، من خلال طرحه لمجموعة أسئلة مستوحاة من القصة التي يلقيها، بهدف التأكد من فهم الأطفال لمعانيها والعبر المستفادة من هذه القصص.
لا يكتفي الحكواتي بقراءة قصة واحدة فقط، وإنما يزيد في ذلك، وسط تفاعل الأطفال معه، الذين يعبروا عن سعادتهم بهذه التجربة التي تساعدهم في التعرف على التراث الشعبي العربي، وتقربهم أكثر من اللغة العربية.