ضمن حلقة جديدة من برنامج "شدو الحروف"، أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم أن قصائد الشاعر حمد المدحوس المري كانت بمجملها انعكاساً جميلاً لبيئته الساحرة، تحديداً بيئة منطقة الظفرة، حيث أنه عاش في فترة زمنية اعتمد جيلها على الحكمة وجمال الطبيعة في جل نتاجه الأدبي، فكان من أجمل ما حفل به التراث الشعري المحلي.

الشارقة 24:

قدم سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، سيرة رائد آخر من رواد الأدب الإماراتي، وعلم من أعلامه المؤسسين، وهو الشاعر حمد بن علي المدحوس المري، وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم أن الشاعر حمد المدحوس المري الذي ولد في الظفرة بإمارة أبوظبي عام 1925، كان من أوائل الشعراء الإماراتيين الذين قرأ لهم خلال سنوات الدراسة، مستذكراً بيتين شهيرين أصبحا من الأمثال الشعبية الدارجة في الخليج وعناوين لبعض المسرحيات، وهما: "خسرنجي بنى بيت.. طرطنقي سكن فيه.. خسرنجي يبي فلوس.. طرطنقي من وين يعطيه".

اسم الشاعر وثيقاً بمخيلته

وأشار إلى أن هذان البيتان شجعاه على قراءة الديوان بالكامل، وأصبح اسم الشاعر وثيقاً بمخيلته، مضيفاً أن قصائده كانت بمجملها انعكاساً جميلاً لبيئته الساحرة، بيئة البداوة وتحديداً بيئة منطقة الظفرة، وتلك الفترة الزمنية التي عاش فيها جيل اعتمد الحكمة وجمال الطبيعة في جل نتاجه الأدبي، فكان من أجمل ما حفل به التراث الشعري المحلي من إبداع مازال في ذاكرة الأبناء حتى اليوم.

حكمة حياة البداوة وبيئة الصحراء

وأوضح المسلّم ضمن حلقة جديدة من برنامج "شدو الحروف"، أن قصائد الشاعر حمد بن علي المدحوس حملت حكمة حياة البداوة وبيئة الصحراء، وكان فيها الكثير من الأجواء التي كان يعيشها الشاعر: أجواء القنص ووصف حركة الطير المتدرب حديثاً، وكيف يهوى على الحبارى مثل نجم في السماء، والعديد من مشاهداته في تلك البيئة، حيث كان الشاعر يجاري تلك اللحظات التي يعيشها بإبداعه وبنظمه للشعر الجميل".

وإلى جانب نماذج من أشهر قصائده التي استعرضها المسلّم، تناول أيضاً بعض المواقف الشخصية التي مر بها الشاعر حمد المدحوس، وتطرق لها في أشعاره، ومنها قصيدة كتبها حين طلّق مرة إحدى زوجاته، وندم على ذلك، فأنشد أيباتاً طويلة يمتدح فيها هذه الزوجة ويتمنى أن تعود إلى عصمته، والعديد من القصائد الأخرى التي أكدت مكانته كمؤسس لهذا الإرث الشعري الجميل.