أعاد غيث الإماراتي توجيه بوصلة الخير نحو فئات وقضايا وأفكار جديدة، في الموسم الجديد من "قلبي اطمأن".
الشارقة 24:
"غیث" أيقونة لم تعد تعني فقط ذلك الشاب الإماراتي الذي يجوب العالم ليزرع سعادات جديدة في نفوس المحتاجين والمتابعين، وإنما هو نموذج إنساني سكن النفوس المحبة للخير، وألهمها لتمضي قدماً في هذا الطريق.
لقد اختار غيث أن تكون السعادة هي الشعار الأكبر الذي يحتاجه كل إنسان، وأنه يستطيع منحها للجميع، فهذا العطاء يضع الإنسانية فوق كل الأسماء والمسميات من دون النظر إلى فئة أو جنس أو لون أو دين أو بلد.
ومن هنا انطلق برنامج قلبي اطمأن ليوسع مساحة الضوء على الكثير من قضايا الفقر في العالم، فاختار أن يقوم بجولة في أكثر من دولة ويتعرف إلى المشكلات التي يعاني منها الفقراء هناك ليسلط الضوء عليها، وهي مشكلات، أكثرها غير معروض من قبل اعلامياً، ولا يعرف عنه الكثير من الناس مع أن المتأثرين من تلك المشكلات بأعداد كبيرة، ويعانون منها معاناة تستدعي الحل من الجميع، فمسؤولية التقليل من الفقر لا تتوقف على شخص او فئة أو مجموعة وإنما هي مسؤولية إنسانية عامة.
تقليل الفقر في العالم
على امتداد المواسم الثلاثة السابقة لقلبي اطمأن، كان الجهد الأساسي يتمثل في علاج الحالات المعروضة ومساعدتها بالطريقة التي تكفل لها حياة آمنة مستقرة، وذلك بمعرفة نوع الحاجة ثم تقديم الدعم المناسب لها بما يصب في تحقيق هذا الهدف.
وكان أكثر المساعدات الشائعة التي تعامل معها قلبي اطمأن في المواسم السابقة هي: تسديد الديون، دفع تكاليف علاج طبي، دفع تكاليف إكمال دراسة، توفير فرص عمل بفتح مشروع بسيط لغير القادرين على توفير راس مال لذلك، إعادة العالقين خارج بلادهم ممن فقدوا القدرة على توفير تذاكر سفر للرجوع إلى بلادهم، تزويج شباب غير قادر على تحمل تكاليفه.
في الموسم الرابع، طرح البرنامج هدفاً رئيساً تمثل في دعوة المتابعين الى المشاركة في تقليل الفقر في العالم، إذا لم تعد المساعدة المجردة المقدمة للحالات التي تعاني مشكلات مجتمعية معينة كافية لحل المشكلة لا سيما أن أكثر من يتم مساعدتهم سرعان ما يعودون إلى وضعهم الأول لأن الحلول آنية وتحتاج أن تشارك فيها طاقات أكثر وجهات ذات مسؤولية أكبر.
تقليل الفقر في العالم كان هو الهدف المميز لقلبي اطمأن في موسمه الرابع الحالي، وقد انطلق لتحقيق هذا الهدف بقوة في ضوء المقومات الكبيرة التي يمتلكها، والتي تتمثل بالخبرات الكبيرة في معالجة الحالات التي تعامل معها في المواسم السابقة، والقاعدة الكبيرة لملايين المتابعين داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة التي آزرت البرنامج، ووقفت إلى جانب الحالات التي ساعدها، ودعمت الكثير منها مثل زراعة ملايين الأشجار، وحفر الآبار، وتوفير مشاريع خاصة لغير القادرين على تدبير شؤون حياتهم اليومية، وبناء وإصلاح المنشآت التعليمية، والكثير من المشاريع الإنسانية التي صارت برامج تلهم الكثيرين حول العالم لعمل الخير.
قضايا وفئات
وعلى امتداد المواسم السابقة، ركز غيث في طرحه للحالات الإنسانية على عرض ظروف أفرادٍ يعانون صعوبات حياتية ويقدم لهم الحلول، لكنه في الموسم الجديد رسم خارطة جديدة، انطلقت من هدف تقليل الفقر في العالم، وطرح العديد من الحاجات الإنسانية الملحة، وغير المطروقة من قبل، وكان الدافع الأساسي في ذلك توجيه الأنظار إلى مجالات جديدة في العمل الخيري، وتوسيع مساحة الخير، والمباشرة بنشر التوعية حولها لأنها حاجات ملحة لأناس ينتظرون الفرج والفرح.
أخذت حلقات الموسم الجديد من قلبي اطمأن منهجاً يتلخص بتصنيف خاص يطرح الأفكار، ويناقش القضايا المجتمعية، ويركز على مشكلات الفقر، وركز في طرحه على فئات المجتمع، لينتقل غيث بجمهور مشاهديه ومتابعيه إلى عوالم أرحب، ومساحات أوسع، مبيناً أن الفقر هو مفردة أوسع من أن تنحصر في فهم محدود، يتمثل بمجرد فقير يحتاج إلى مساعدة معينة تسد حاجته، فيمضي في طريقه وانتهى.
حقيبة غيث
تابع مشاهدو قلبي اطمأن عبر شاشات التلفزيون ومنصات مواقع التواصل المختلفة مستجدات أخرى تعلقت بمظهر غيث الذي تميز به خلال المواسم السابقة، والذي اختزله بحقيبة ظهر مميزة صارت علامة على توزيع السعادة، إضافةً الى ملابسه التي تساعده على التخفي، حيث غير غيث حقيبته ولباسه هذا الموسم أيضاً ليستمر في طريقه في زراعة السعادة.
بطاقات السعادة
للفرح أيضاً صور عدة، وهو جزء مهم من برنامج قلبي اطمأن باعتباره يتعامل مع حل مشكلات المحتاجين، ورغبة من غيث في تقديم طريقة جديدة تجمع بين الفرح والتشويق الذي يلهم المتابعين بعمل الخير ويدفعهم نحو البحث عن المحتاجين وتذليل كل العقبات التي تحول من دون مساعدتهم.
قدم غيث الدعم عن طريق (بطاقات الساعة) وهي مغلفات مغلقة ومختومة بكلمة (سعادة)، ويحمل كل منها دعماً من نوع مختلف، ويعطي الخيار للمستفيد في اختيار أي واحد منها، وقد يحصل بعض المشمولين بالمساعدة على بطاقتين او حتى 3 تكفل لهم في النهاية تأمين الحاجة من المال أو تدبير شؤون حياة أو علاج أو مأوى أو فرصة عمل أو غير ذلك مما يساعده في محنته.
تحديثات
التحديثات في هدف ومحتوى البرنامج شملت أيضاً عدداً من الجوانب الفنية، ومنها (لوغو) البرنامج، حيث يسلط القلب المرسوم الضوء على حب الخير لجميع الناس من دون التمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين، وتأكيداً لرسالة البرنامج التي يكررهها غيث الإماراتي في حديثه عادة مثل: (الناس للناس) و (ما زالت الدنيا بخير).
التواصل الاجتماعي
على عادته في كل موسم، يستقطب قلبي اطمأن ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيدور بينهم الكثير من النقاشات حول طبيعة الحالات التي تعامل معها غيث، ويتفاعلون معها بطريقتهم الخاصة، فهناك من يتعاطف، وهناك من يتفاجأ، وهناك من ينشغل بشخصية غيث، وهناك مجموعات تقوم بأعمال خيرية، متخذة من أسلوب غيث الإماراتي طريقاً تسير عليه، والكثير الكثير من الآراء والمشاعر وردات الأفعال الأخرى.
أبواب التبرع الجديدة
لأن قلبي اطمأن هو الذي يبحث عن الفقير لا الفقير الذي يبحث عنه، ولأنه يسعى لتوسع مجال الخير فقد فتح البرنامج أبواب تبرع جديدة ليؤكد أن للخير أكثر من باب، وأن المساعدة لا تتوقف على جانب واحد، وأن كل جهد يخدم الناس يمكن استثماره ليحقق أكبر منفعة ممكنة للفقير، ويعود السبب في فتح أبواب جديدة إلى محاولة غيث في تحديث أسلوب العمل الخيري النمطية المعتادة التي سار عليها العاملون في المجال الخيري، حيث تركزت على مر الأعوام على مجالات محددة على الرغم من تغير متطلبات الحياة وتنوع الحاجات والتكاليف.
تصوير الحالات
أسلوب تصوير الحالات المستحقة للدعم قد يكون مثار اعتراض الكثير من متابعي الأعمال الخيرية، لكن أحياناً تحيط هذا الموضوع ظروف أخرى لها ما يبررها، فمن غير أن قلبي اطمأن لا ينشر حالة إلا بعد موافقة أصحابها على عرضها، فهناك أيضاً بيان أهمية الشعور بالنعم الكثيرة التي أغدقها الله سبحانه وتعالى على الناس وهم يشاهدون آثار الفقر والحاجة في المجتمعات التي زارها غيث، والتي أرهقت الناس هناك كثيراً وضاعفت عليهم الهموم حتى صعب عليهم الشعور بطعم الحياة.
شخصية غيث
بقيت شخصية غيث الإماراتي عند الكثيرين لغزاً حاولوا حله، وكثر التساؤل عنها في الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، وكثرت حوله الأسئلة: من هو؟، لماذا يصر على إخفاء وجهه؟، ما هي الحكمة من قيامه بذلك لا سيما وأن الكثير من العاملين في المجال الخيري والإنساني معروفون ويظهرون أمام الإعلام بشكل واضح؟، كل هذه التساؤلات لم تزد غيث سوى على المضي قدماً في مشروعه الإنساني وإنجاز مهماته في تقديم المساعدة لأوسع شريحة ممكنة من المحتاجين، لكن لماذا؟