احتفت رواد ورائدات كشافة الإمارات بمناسبة النصف من شهر رمضان الفضيل، وذلك من خلال منصة "برنامج نجوم في سماء الكشفية"، وضمن دورته الرمضانية التي بدأت بالأمسية الأولى عن استعدادات الناس في بعض البلدان العربية، وكيفية استقبالهم لشهر رمضان المبارك.
الشارقة 24:
استضافت رواد ورائدات كشافة الإمارات عدداً من الشخصيات الخليجية البارزة والمشاهير، وقادة كشفيين وإعلاميين للاحتفاء بمناسبة النصف من شهر رمضان الفضيل، وذلك من خلال منصة "برنامج نجوم في سماء الكشفية"، ضمن دورته الرمضانية التي بدأت بالأمسية الأولى عن استعدادات الناس في بعض البلدان العربية، وكيفية استقبالهم لشهر رمضان المبارك.
وشهد الفعاليات سعادة الدكتور أحمد ثاني الدوسري، أمين عام رواد ورائدات كشافة الإمارات، سفير رواد الكشافة الدولي، كما حضر على المنصة عدد من القادة والمسؤولين في الحركة الكشفية العربية، والمقيمين في الدول الأوربية.
موروث ثقافي اجتماعي
بدأت الرائدة الكشفية الإعلامية غزالة همام، بالترحيب بالحضور والتهاني والتبريكات، مشيرةً إلى الهدف من الاحتفالية بهذه المناسبة التي جرت العادة أن تقام في ليلة النصف من شهر رمضان، كموروث ثقافي اجتماعي شعبي يتشارك فيه أهل الخليج عامة.
وشاركتها الحديث مقدمة برنامج نجوم في سماء الكشفية الرائدة الاستشارية أماني الدوسري، معربةً عن سعادتها بفرحة الناس بهذه المناسبة التي توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل.
كما ذكرت التشابه الكبير في مظاهر الاحتفالية بين الدول الخليجية، وبعض جوانب الاختلافات بخاصةً في توقيت الاحتفالية والمسميات.
حق الليلة
استهلت مشاركة الإمارات بالحديث عن مناسبة "حق الليلة"، حيث أكدت الرائدة حليمة الملا، أهمية تمسك أفراد المجتمع بالعادات والتقاليد الجميلة الحميدة، والتي تهدف إلى التلاحم والتراحم وإشاعة المودة والألفة بين الناس، وتأتي هذه المناسبات السعيدة لتحقق هذه القيم والمبادئ وترسيخها في نفوس الأبناء، من خلال الاستمرارية في ممارسة مثل هذه الطقوس الجميلة.
وأفادت بأن أهل الامارات يحتفلون بهذه المناسبة في ليلة النصف من شهر شعبان وتسمى بـ "حق الليلة" أو "حق الله"، حيث يتهيأن النساء لشهر رمضان منذ شهر شعبان، وفرحة الأطفال بهذه المناسبة كبيرة ويعبرون عنها بطريقتهم، فيسيرون في "الفريج" ويطوفون على البيوت يريدون مبتغاهم (من الحلويات والمكسرات) وهم يتغنون بكلمات وأهازيج:
عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم
عطونا من حق الله سلم لكم عبد الله
عطونا جفة ميزان، سلم لكم عزيزان.
"قرقاعون" في البحرين
ومن جانبه، شارك الفنان البحريني القدير محمد ياسين المعروف بـ "بابا ياسين"، في هذه الأمسية، مؤكداً جمالية الاحتفاء بهذه المناسبات وفرحتها وبخاصة للأطفال الذين لهم النصيب الأكبر من البهجة والمتعة، وذكر بأن الاحتفال في البحرين يسمى بـ "قرقاعون" ويكون في ليلة النصف من شعبان أيضاً ابتهاجاً باستقبال رمضان، ويرتدي الأطفال الملابس التقليدية الأولاد الكنادير والقحفية على الرأس والبنات الثياب المزركشة والدراعة ولبس البخنق، ويخرجون جماعات الأولاد منفصلين عن البنات، ويطوفون على بيوت الجيران والأقارب وهم يرددون بعض الأغاني والأهازيج الخاصة:
قرقاعون عاده عليكم
اوه يالصيام ما بين قصير ورميضان
سلم ولدكم يالله .. خله لأمه يالله
والبنات يرددن:
يا بنية يا لحبابه ابوك مشرع بابه
باب الكرم ما صكه ولا حط بوابه
وأشار بابا ياسين كذلك إلى مظاهر توديع رمضان ما يسمى بالأوداع، حيث يقوم الأهالي في البحرين في جميع المدن والقرى بتوديع شهر الصيام وخاصة في الليالي الثلاثة الأخيرة، يخرجون كبارا وصغارا يتقدمهم المسحراتي ويضربون الطبول مرددين كلمات شجيه بمصاحبة الفريسة والسايس يغنون:
الأوداع الأوداع
عليك السلام .. يا شهر الصيام
"قرقيعان" في السعودية
ومن المملكة العربية السعودية، تحدث الرائد الكشفي عبد الله الربعان، عن مظاهر الاحتفال في شعبان لاستقبال رمضان، ومناسبة الناصفة التي يقوم بها الجميع في كل مناطق المملكة مع استعراض فرحة الأطفال من خلال فيديوهات، مركزاً على طريقة الاحتفالية في المنطقة الشرقية، وقائلاً: "القرقيعان من العادات القديمة المتوارثة في منطقة الخليج، حيث كانوا الأطفال ومازالوا يحتفلون بها، ويقمن الأمهات بالاستعدادات منذ وقت مبكر بخياطة الملابس الخاصة بهذه المناسبة وبالأخص تجهيز الأكياس التي يضعون فيها ما يحصدون من العطاء الوفير الذي تقدمه لهم الأسر بعد التطواف عليهم، والفرحة تعمهم والأكياس معلقة في أعناقهم، ينشدون:
عطونا الله يعطيكم / بيت مكة يوديكم
يا مكة يالمعمورة / يا أم السلاسل والذهب يانورة"
"قرنقشوه" في عُمان
من سلطنة عمان، استعرض الباحث في التراث العماني سالم الفزاري، محتويات متحفه المنزلي الذي اشتمل على كثير من الأدوات القديمة واللوازم المستخدمة في حياتنا اليومية وفي ماضينا العريق، وفي كل المناسبات، مشيراً في حديثه إلى الكثير من الدلالات والألفاظ التراثية والمسميات التي لابد التعرف عليها حفاظاً على عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الشعبية ليتعرف عليها الجيل الجديد.
كما تطرق إلى المناسبة التي يحتفل بها أهل عمان وتسمى "قرنفشو" وتعد تقليداً اجتماعياً ارتبط بشهر رمضان الفضيل، ويتم الاحتفال بها في منتصف الشهر الكريم، ويعبرون الأطفال عن فرحتهم بالثياب المزدانة الجديدة وهم يتغنون ببعض الكلمات:
قرنقشو يو ناس عطونا شوية حلوى
دوس دوس في المندوس .. حاره حاره بالسحارة
"قرنقعو" في قطر
وبدوره، أكد الباحث في التراث، الأستاذ الإعلامي صالح الغريب من دولة قطر، أهمية توثيق هذه الظواهر والسلوكيات الرمضانية، مشيراً إلى دور المراكز والمؤسسات المعنية في هذا الجانب ورصده من أجل الحفاظ على تراث الآباء والأجداد وتناقله جيلاً بعد جيل.
وذكر بأن احتفالية الأهالي في قطر يسمونها "قرنقعو"، وتكون في ليلة النصف من رمضان، وفقاً للعادة الشعبية التقليدية القديمة، ويحرص الأطفال كل سنة على استحضاره بالطواف على البيوت في "الفريج" حاملين أكياساً خاصة مصنوعة من القماش ينشدون أغاني الأجداد:
قرنقعو قرقاعو .. عطونا الله يعطيكم ..
بيت مكة يوديكم .. يامكة ياالمعمورة .. أم السلاسل
والذهب يانورة.
"قرقيعان" في الكويت
ومن جهتها، قالت المشاركة الكويتية القائدة الكشفية إبتسام اللوغاني: "في كل عام نحتفل بالقرقيعان وطريقة احتفالنا بأننا نتجمع كلنا في بيت العائلة، ويتم ذلك مسبقاً".
وأضافت: "وأنا بدوري أقوم بتهيئة الركن لإضفاء أجواء رمضانية تراثية، وأعد كافة المستلزمات لأن في الأساس فرحة الأطفال هم المستهدفين بشكل أكبر، كما أن للكبار فعالياتهم التي تبهجهم، فلذلك جميع أفراد العائلة كباراً وصغاراً ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر في كل سنة، فالقرقيعان جاءت التسمية كما يقولون من قرة العين، وآخرون يرون التسمية بسبب قرقعة الطبول التي يستخدمها الأطفال أثناء تطوافهم على البيوت أو الضرب على الأكياس المملوءة بالحلويات والمكسرات فتصدر صوتاً".
وأوضحت اللوغاني بأن الكلمات والأهازيج تختلف من الأولاد عما تنشدها البنات، كلمات سلم ولدهم يالله .. خله لأمه يا الله، فيها الدعاء للولد بأن يحفظه الله من كل شر، أما البنات فينشدن:
قرقيعان وقرقيعان بيت قصير ورمضان، فيتزين الفتيات بالثوب المطرز والمشع بالألوان، ولا يغفلن عن تزيين أنفسهن ببعض الحلي التقليدية الخليجية.
كما تخللت فقرات الحفل فيديوهات تعبر عن المناسبة وأغاني شعبية قديمة لفنانين أيام زمان.