الشارقة 24:
تناول سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، سيرة محمد بن أحمد بن سوقات، الشاعر الإماراتي الذي جمع بين نقيضين: الشعر الفكاهي الخفيف والظريف، والشعر الوجداني الجميل المملوء بالعاطفة.
نُظم أبيات تعلق في الذاكرة
وقال المسلم في برنامجه "شدو الحروف" الذي يعرض على شاشة تلفزيون الشارقة: "الشاعر محمد بن سوقات المولود في دبي عام 1928، أبدع في الفكاهة كما أبدع في الشعر الوجداني الجميل، وكانت ألفاظه جزلة ومعانيه جميلة وصوره رائعة، وله قدرة على السرد الجميل، وعلى نظم أبيات تعلق في الذاكرة، رغم أنه كان شخصية وقورة جذابة في سمتها، ولكن في داخله كان ذلك الشاعر الظريف مع أقرانه وأصدقائه بشكل خاص، وله في الوجدانيات قصائد رائعة مفعمة بالمشاعر الجياشة".
وأشار إلى أن كثيراً من قصائد الشعر الشعبي الإماراتي كانت تؤرخ لمراحل من تاريخ الإمارات، ومن بينها أشهر قصائد ابن سوقات: "بص العيايز مر مشحون" التي عرفت في زمننا هذا من خلال مسلسل "فريج"، وهي تؤرخ لمرحلة دخول أمهاتنا وجداتنا إلى المدرسة وطلب العلم من جديد، فتجد الأم والجدة يذهبن إلى المدرسة في المساء، والأبناء والأحفاد إليها في الصباح، فكانت المدرسة تعبيراً عن حالة مجتمع يتغيّر ويجِد في طلب العلم والمعرفة.
قصائد فكاهية متبادلة
وتناول المسلم المساجلات التي دارت بين الشاعر محمد بن سوقات وصديقه الشاعر سالم الجمري، اللذان كانا رفيقين في المهنة والعلم والشعر، ولديهما قصائد فكاهية متبادلة عن سيارتيهما "الجيب"، إذ حاولا مرة بيعهما لأنهما لم تعودا صالحتين للسياقة، وكانا يطلقان عليهما باللهجة المحلية "الجيبات القرنبع"، وقصيدة أخرى يتشاكى فيها من قلة العمل في ذلك الزمان الصعب.
وأكد الدكتور عبدالعزيز المسلم أن الجميل في تجربة محمد بن سوقات الشعرية، هو أنه حتى المشاكل والأزمات التي مر بها، كان يبحث لها عن قالب فكاهي يخرجه من ذلك الجو ويدخله في أجواء ظريفة وجميلة، ولعل من أشهر الأمثلة على ذلك قصيدة يعاتب فيه مجموعة من أصدقائه كانوا يذهبون إلى مجلس معيّن ويستأنسون فيه ولا يأخذونه معهم، فهجاهم بقصيدة باتت من روائع الشعر الفكاهي الإماراتي.