الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الأحد، الدورة الثالثة من المعرض السنوي "حروف من نور" للخط العربي، بالتعاون مع جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وحضر حفل الافتتاح على المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي وإبراهيم بطي مدير النادي، وخالد الجلاف رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وضم المعرض أكثر من عشرين لوحة، قدمها 18 فناناً من جنسيات مختلفة، إماراتية وعربية وآسيوية، هم: محمد عيسى خلفان، ووفاء الكندي، وناصر الياسي، وعمران البلوشي، وهيا الكتبي، وتاج السر حسن، وخليفة الشيمي، وسهام العقيلي، وجلال المحارب، ومصطفى النشوي، وعبد الرزاق محمود، وعبير إسماعيل، ومروة منذر، وشاهر الطريف، وسردار علي محمد، ومحمود عبادي، وعبد الحق، ورامي غنيم.
في حديثه عن المعرض استهل الجلاف بشكر النادي على التعاون مع الجمعية الذي أثمر عدة معارض وورش على مدى السنوات الماضية، وساهم في تعريف الجمهور بفن الخط العربي، وتعليم فن الخط لكثير من الأطفال والناشئة، وأوضح أن المعرض هذا العام استطاع أن يتحدى الجائحة، وأن يقدم إبداعات جديدة للخطاطين، وأن الجمعية قد سعت خلال فترة الجائحة إلى ألا يتوقف فنانوها عن الإبداع، وقدمت لهم الدعم بأشكال مختلفة، لكي يظل لديهم الحافز، ويظل فن الخط مزدهراً في الإمارات.
وعن المعروضات المقدمة في المعرض قال إن جمعيته حرصت على أن يكون المعرض متنوعاً ويضم جميع أشكال الإبداع وتياراته في مجال الخط العربي المعاصر، ليعطي صورة متكاملة عن راهن الخط في الإمارات، وشدد على أن الجمعية تفتح بابه لكل المبدعين من مختلف الجنسيات والأعمار والفئات.
تنوعت إسهامات الخطاطين ما بين فن اللوحة الخطية الأصيلة وفن الحروفية وفن الزخرفة الإسلامية، وجالت في أنواع الخطوط، مستلهمة في أغلبها الأجواء الروحانية لشهر رمضان الكريم، حيث قدم محمد عيسى خلفان لوحة بخط الثلث للآية الكريمة "وإنك لعلى خلق عظيم"، مزج فيه بين التركيب وفن الزخرفة، مقسما اللوحة طولياً إلى نصفين متناظرين، شغل أحدهما بالخط، وشغل الآخر بالزخرفة.
وارتكز في الخط على حرفي الخاء والواو، فجعل الخاء الحر أساسا للتركيب، وأجلس فوقه حرف الواو ثم ركب بقية النص في حضن الواو، وفي المقابل زخرفة نباتية من عبارة عن تشكيل من الأوراق والورود، تتشاكل مع لون الأحمر الفاتح الذي اتخذه للخاء والواو، وجعل إطار اللوحة كلها تذهيباً بأشكال نباتية على خلفية سوداء، فجاءت لوحته غاية في الجمال والإتقان.
من الخطوط الأصيلة في المعرض أيضا لوحة بخط الإجازة للخطاط مصطفى النشوي كتب فيها آية "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين"، وخط الإجازة هو مزيج من خط الثلث وخط النسخ، كانت تكتب به إجازات "شهادات" طلاب العلم قديماً.
من الخطوط النادرة في المعرض، خط الكوفي المصحفي كتب به الخطاط عمران البلوشي آية "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره"، وخط الكوفي المصحفي هو الخط الذي كتبت به القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء.