الشارقة 24:
يرتبط القنص أو الصقارة بالتراث الإماراتي منذ أمد بعيد، ولهذه الرياضة جذور تجعلها تجسيداً للمجد والشجاعة، وكان الصيد بالصقور من الرياضات التي عشقها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومنحها الكثير من وقته وجهده.
لكن الصقارة لا تقتصر على ممارسة رياضة "القنص" فحسب، وإنما اتسعت لترتبط بها حرف مثل جدل "سبوق الطير"، التي تعرضها "قرية الحرف" في "أيام الشارقة التراثية"، ضمن فعاليات دورتها الـ 18 التي تتواصل حتى 10 من إبريل الجاري، في ساحة التراث بقلب الشارقة.
وبالرغم مما شهدته رياضة "القنص" ورعاية الصقور في دولة الإمارات من تطور ودخول أدوات جديدة، إلا أن حرفة "سبوق الطير" تأبى النسيان والاندثار، ولا تزال حية لأن الكثير من عشاق رحلات الصيد يفضلون هذه الحبال الملونة التي تجدلها النساء من خيوط حريرية وصوفية.
يستخدم "سبوق الطير" لربط الصقر بـ "الوكر" الذي يغرس في الرمال، ليكون مقعداً يحط عليه الصقر بعد جولته في الفضاء، حيث يمنع "السبوق" الطير من التحليق لمسافات بعيدة عن الوكر.
في السابق، كانت ألوان خيوط "سبوق الطير" لا تتعدى الأبيض والأسود، لكنها حالياً زاخرة بالألوان، وأصبح البعض يفضل استخدام خيوط النايلون عوضاً عن الحرير، حيث يتم جدل هذه الخيوط باستخدام آلة "النول"، أما أطوالها فتختلف، لكنها لا تزيد عن متر ونصف المتر، بينما تكون أطرافها على شكل حلقات، لتمكن صاحب الصقر من ربط طيره في "الوكر".