إقبال جماهيري لافت على "أيام الشارقة التراثية" في خورفكان

الشارقة 24:

تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية الـ 18 في مدينة خورفكان بروعتها وسحرها، وهذا الربط الذي يمزج ماضٍ عريق بحاضر ساحر أنيق، حيث جذبت الجمهور المتعطش إلى كل ما هو راق، وتغوص في الذكريات لتحمل إليه الكثير من جماليات الماضي، الذي يحكي حكايات الأجداد والآباء، ويقول نعم كنا هنا وباقون، قدمنا وأعطينا وما زلنا نقدم ونستمر في العطاء، وقد شهدت فعاليات اليوم الثاني من أيام الشارقة التراثية الـ 18 في خورفكان إقبالاً جماهيرياً لافتاً من قبل عشاق التراث وسكان وزوار خورفكان والباحثين والمختصين، في ظل التزام تام بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لضمان سلامة وصحة الجميع. 

عروض فنية وتراثية

في أجواء تراثية بهيجة جمعت المواطنين والمقيمين وعشاق التراث في المنطقة التراثية بمدينة خورفكان، بدأت فعاليات اليوم الثاني لأيام الشارقة التراثية بدورتها الثامنة عشرة، بعروض فنية ورقصات شعبية لفن العيالة، قدمتها فرقة دبا الحربية، وسط إعجاب وتفاعل من الجمهور الذي وجد نفسه وسط احتفال تراثي ترفيهي سياحي بديع، كما أقيمت على مسرح الأيام بخورفكان مسابقات تراثية وشعبية لجميع الفئات العمرية من الصغار والكبار قدمها أيمن علي سالم، هدفت إلى نشر الوعي التراثي والثقافي.

وقدم أطفال مدينة خورفكان قصائد شعرية على مسرح الأيام تغنوا فيها بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، كما تغنوا بمدينة خورفكان، وبأيام الشارقة التراثية.

فعاليات مُثرية زيّنت طرقات وساحات المنطقة التراثية بخورفكان 

وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية في نسختها الثامنة عشرة: " ُواصل خورفكان فعالياتها بشكل سليم ومنظم وحيوي، وسط حضور وإقبال جماهيري من المواطنين والمقيمين من كافة الجنسيات، ويأتي اليوم الثاني من الفعاليات في خورفكان يوماً مميزاً بالزخم الذي احتواه والجمال الذي زيّن طرقات وساحات المنطقة التراثية بمدينة خورفكان، وسط تنوع في الفعاليات بين الأغاني والرقصات الشعبية والمسابقات التراثية والمعارض والورش المختلفة وجمالية وروعة احتفالية "حق الليلة"، مؤكداً أن ما زال في جعبة أيام الشارقة التراثية الكثير لتقدمه من أجل الثقافة ومن أجل التراث".

"مُلهمون بيننا"

وجاءت الندوة الثقافية ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية الـ 18 في خورفكان، التي تم تنظيمها في بيت الشباب بالمنطقة التراثية، تحت شعار "ملهمون بيننا"، بعنوان "التراث الثقافي في دولة الإمارات"، تحدث فيها كل من: الدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان، وسعادة المهندسة فوزية القاضي، مدير بلدية خورفكان، والأستاذة فاطمة المغني، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة سابقاً، الباحثة والخبيرة في التراث الشعبي الإماراتي وأدارتها الإعلامية صفية النقبي.

وتحدث الدكتور راشد النقبي عن الألعاب الشعبية القديمة التي كانت تشتهر في مدينة خورفكان، مؤكداً أنه لا بد من إحياء الألعاب الشعبية ويجب معرفة أسمائها من كبار السن ومعرفة قوانينها وتعليمها لأبناء الجيل الجديد.

ومن جانبها، تحدثت المهندسة فوزية راشد القاضي، عن المصطلحات الشعبية التي أصبحت مفقودة في وقتنا الحاضر، ودخلت عليها مصطلحات دخيلة ولهجات عديدة من دول مختلفة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال المسلسلات، وغيرها من المؤثرات. 

بدورها، تحدثت الأستاذة فاطمة المغني، عن آليات الثقافة التراثية في دولة الإمارات، ودور المرأة والرجل ومساندتهما لبعضهما في تأصيل العادات والتقاليد في الأسرة الإماراتية، وتطرقت في حديثها إلى مدينة خورفكان كنموذج لتأصيل التراث غير المادي بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتابعت قائلة: "إن وجودنا هنا في هذه الندوة في بيت الشباب بالمنطقة التراثية دليل على أهمية المكان، فهو شاهد عيان على ما كان عليه وما آل إليه، فمنذ خمس سنوات لم يكن هذا المكان شيئاً يذكر إلا من ذكريات الأهالي، لكننا اليوم وبعد هذا التعمير وهذا الاهتمام بالتراث وإحيائه والذي يجذب السواح والزوار واحتفال الجهات الحكومية بأيام الشارقة التراثية أعطى له بعداً تاريخياً وبعداً اجتماعياً وبعداً ثقافياً وبعداً تراثياً".

"حق الليلة" احتفالية تحيي ساحة المنطقة التراثية بخورفكان

وسط أجواء اتسمت بالحنين إلى الماضي وعمقت التراث في نفوس الكبار والصغار، احتفل معهد الشارقة للتراث ضمن أيام الشارقة التراثية بمدينة خورفكان بليلة النصف من شعبان "حق الليلة"، حيث تضمنت الاحتفالية توزيع هدايا خاصة بحق الليلة للكبار والصغار، وكذلك تقديم المأكولات والحلويات الشعبية الإماراتية التي كان يحرص الأهالي على توزيعها في الماضي على الجيران في ليلة النصف من شعبان؛ وأبرزها الهريس واللقيمات والبثيث وغيرها، وسط أجواء احتفالية على أنغام الأهازيج التراثية القديمة.

وأكد خالد الشحي، مدير معهد الشارقة للتراث، فرع خورفكان أن الاحتفال بحق الليلة هو جزء من التراث الإماراتي العريق الأصيل والمتوارث من الآباء والأجداد. قائلاً:" حرصنا على إحياء الاحتفال بهذه المناسبة كعادة قديمة لها ذكرى في نفوس أهالي خورفكان وكافة الأهالي في الإمارات، حيث تعود بهم إلى أيام الطفولة والذكريات الجميلة التي ما زالت خالدة في أذهانهم خصوصاً عند سماع الأهازيج التي كانت تردد في تلك الليلة".

ركن دائرة الخدمات الاجتماعية يدعم الأسر المنتجة

وضمن مشاركة دائرة الخدمات الاجتماعية في أيام الشارقة التراثية تعرض العديد من المشغولات اليدوية المصنوعة من سعف الخيل، وبعض منتجات الأسر المنتجة من بخور وعطور وغيرها، كما يشتمل الركن على ورش صناعية لبعض المشغولات اليدوية من سعف النخيل لاقت إعجاباً من قبل زوار أيام الشارقة التراثية. 

وقالت ماجدة الحوسني، من قسم الإنتاج في دائرة الخدمات الاجتماعية، إنهم يرعون الأسر المنتجة المشاركة في أيام الشارقة التراثية، ولمدة أسبوع، إذ نقدم لهم الدعم بعمل الورش وإقامة المعارض من أجل تنمية مواهبهم ونعرف المجتمع بهم، ونعرض هنا في الركن العديد من المشغولات اليدوية مثل المكبة، السفرة، المخرافة، والجفير، وكذلك العطورات والبخور.
وأكدت الحوسني أن مشاركة دائرة الخدمات الاجتماعية في أيام الشارقة التراثية بخورفكان، جاءت بهدف دعم وترويج منتجات وبضائع الأسر المنتجة ولتشجيعهم على الإنتاج والاستمرار فيها كونها تشكل موروثاً شعبياً قديماً نعتز فيه ونفتخر.

ركن مجلس أولياء أمور الطلبة 

شكل ركن مجلس أولياء أمور الطلبة في المنطقة التراثية بخورفكان محطة جذب للطلبة وأولياء الامور، وللطلبة ومدارسهم قديماً ذكريات ومناسبات وتاريخ لا ينسى، ومن هنا كان لركن مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في مدينة خورفكان مشاركة مميزة، باستعراضه الماضي العريق للتعليم في خورفكان، أدوات التعليم قديماً، كما تم عرض صور قديمة للمدارس والطلبة، واشتمل الركن على مرسم حر للأطفال وورش لتعليم الرسم وللقراءة من الكتب المتنوعة.

وأكد سامي إبراهيم البديع، مسؤول ركن مجلس أولياء أمور الطلبة، أن مشاركة المجلس في أيام الشارقة التراثية بخورفكان، جاءت انطلاقاً من حرص المجلس على تعريف الجمهور بأنشطة وبرامج المجلس المتنوعة، إذ أن المجلس يعتبر حلقة وصل بين المدرسة والبيت، مشيراً إلى أن أهم ما يقوم به المجلس هو النهوض بالمستوى العلمي والتحصيلي لبعض الطلبة، إذ أن هناك دوراً كبيراً يقوم به المجلس بالتعاون مع الأسرة والمدرسة لتحقيق النتائج التي تعود بالفائدة على الطلبة، وتحقيق نتائج كبيرة على أرض الواقع تصب في مصلحة الطلبة.